عَــويـل وَنَـغـَم
ألا إِنَّهُ لَمَحْمُودٌ قَرْيُ الضَّيْفِ
وَ مَنْبُوذ عِنْدَنا التَّغَنِّي و الجَارُ مَكْلُوم
أيُحْتَفَى بالضَيْفِ بالمَزَاميرُ!؟
و صَوْتُ العَوِيل فِي مَنْزِلِ الجِيرَانِ!؟
قَدْ أَسْدَلَت العَذَارى شَعْرَهَا تَوَدُّدا!؟
اصْطَفَفْنَ كأَنَّهُنَ نَائِحَاتٍ بأَكْفَانٍ
أَتُسْبَى الإِمَاء مِنْ غَيْرِ كَرِيهَةٍ!؟
أَتُهْدَى الحُرَّةٍ بِلَا دَمٍ!؟
أَتُجْبَى الغَنَائِمُ مِنْ غَيْر قِتَال!؟
تَوَارَتْ شَمْسُ المُرُوءةِ خَجَلا
يَبْسَمُ الرَّضِيع الجَائِعُ المُدَرَّجُ بِالدَّمِ
في العراء بِساحَةِ الوَغى
وَيَرْتَعِدُ مَنْ في البُرْجِ يَتَحَصَّنِ
لَمْ يَكْفِ جَمَلٌ فِداءً لنَاقَةٍ
و يُفْدَى بِجُبَيْرٍ شِسْعُ نَعْلٍ أَخُو المُهَلْهِل
وَ تُرْوى البَيْداء بالدِّمَاءِ تَعَصُّبا
وَ مَا اُجِيرَ المُسْتَغِيثُ الأَعْزَل
أَيُعْقَلُ أَنْ لأَجْلِ نَاقةٍ تُقَامُ الدُّنَا وَ تُقْعَد!؟
و مَا أَيْقَظَتِ المَجَازِر حِسَّ الأَخِ وابنَ العَمِ
أَما رَوَتْ بِحَارُ الدَّمِ المُرَاقِ عَطَشَ العِدا!؟
أَمَا كَفَتْ نَهَمَ الوَبَشِ أَهْرامُ الجَمَاجِم!؟
يَتَبَاهَوْنَ بِزينَةِ التَّمَدُّنِ أَمَام الورَى
وَ الْجَاهِلِيَّةُ أَصْوَنُ للأَعْراضِ و الدَّم
بقلم : عبدالحق الغربي
*********
قَرْيُ الضيف : إكرامه و الإحسان إليه
( و يُفْدَى بِجُبَيْرٍ شِسْعُ نَعْلٍ أَخُو المُ : يُحْكى أنه إبان حرب البسوس كان رجل من أعيان القوم يُدعى الحارث بن عباد، و في محاولة منه لحقن الدماء قام بمبادرة أرسل ابنه “جُبير” ليَفدي به "كُلَيبَ" أَخَ "المهلهل "، فقام هذا الأخير بقتله و قال :"هذا بِشِسع نعلِ كُلَيْب" و هو ما دَفَع" الحارث بن عباد" لدخول الحرب التي كان قبل ذلك محايدا فيها و يروى أَنه هو صاحب القولة المشهورة :"لا ناقة لي فيها و لا جَمَل"