وفهم وتحليل أسباب هذه المعضلة والأفكار المقترحة لإصلاح هذا الخلل…
جغرافيا الNBA في الواقع ليست محددا وحيدا ولا قويا لمعيار تقسيم الفرق.. فهناك مدن كبيرة غُيبت أو غابت حسب الظروف.. ومدن أصغر بكثير منحت فرصة التواجد بين الكبار ونيل الألقاب الرابطة تقسم البلد الى شطرين وهذا ما يمنح أفضلية للقسم الشرقي وهذا النوع من النقاشات نسمعه كثيرا في عالم كرة السلة الامريكية
نسنقوم في الموضوع بإلقاء نظرة على ديموغرافيا الولايات المتحدة لمحاولة فهم جغرافيا الإن بي إيه NBA وتحليل التباين والخلل في التوزيع التجاري وغياب بعض المدن الكبرى عن مشهد كرة السلة الأمريكي أو عدم المساواة في فرص نيل الألقاب
ونبدأ أولا في إلقاء نظرة على توزيع الفرق في خريطة الولايات المتحدة الشاسعة إذن وكما نلاحظ في الخريطة؛ يوجد 15 فريقا في القسم الشرقي منهم فريق من كندا، ونفس العدد (15) في القسم الغربي
وبالنظرة الأولى نلاحظ أن هناك عدم توازن في توزيع الفرق وإذا سطرنا خطا مستقيم في الوسط يقسم البلد إلى قسمين متساويين فهناك فرق توجد شرقا مثلا في خليج المكسيك لكنها تلعب في القسم الغربي فيوجد حوالي 22 فريق شرق الخط و8 فرق فقط غرب خط الوسط المستقيم
ولمحاولة ربط ذلك بالتوزيع الديموغرافي للولايات المتحدة الأمريكية كان لا بد من البحث عن مصادر موثوقة لإحصائيات السكان في الولايات والمدن الإمريكية والغريب هههه أن أهم المصادر مدفوعة، والمجانية فيها نقص مقصود للدفع نحو الإشتراك على كل حال؛ هناك موقع فيدرالي تستطيع أن تأخذ منه إحصائيات تفي بالغرض ويعطيك إحصائيات الولايات والكونتيز والمدن
وعند توزيع الكثافة السكانية على الخريطة يتبين أن هناك فرق واضح وأن الكثافة السكانية أعلى في المنطقة الشرقية من الخط المرسوم
عند حساب عدد السكان حسب الولايات فإن عدد السكان إلى شرق الخط هو 251 مليون نسمة بينما إلى غرب المستقيم هو 81 مليون نسمة
إذن نسبة 75% من عدد السكان متواجدة في 50% من مساحة البلد وبالتالي 75% هي كذلك نسبة الفرق الموجودة في الشرق وهو أمر متوافق مع توزيع الكثافة في إمريكا
ولكن مع هذا التوافق عموما فإن الولاية الأكبر من حيث عدد السكان هي كاليفورنيا بـ 39.5 مليون نسمة وهي موجودة في المنطقة الغربية..!!
فمشكل التوزيع الجغرافي للفرق يأتي أولا من توزيع الكثافة السكانية على التراب الإمريكي ولكن يتبقى علينا فهم وتحليل كيفية توزيع فرق الان بي إيه NBA على قسمين..شرق وغرب ومع قليل من الفضول نفهم من أين أتت فكرة القسمين.. التقسيم راجع لتاريخ وجغرافيا الولايات المتحدة .. فهناك أسباب إنسانية وطبيعية فالهجرة نحو "العالم الجديد" جاءت نحو الشرق أولا لتمتد تدريجيا نحو الغرب وكذلك لأسباب طبيعية، إذا نظرنا للخريطة وسلسلة الجبال الممتدة في الغرب وكذلك المناخ الجاف..
هذه نظرة عامة ومقدمة تعطينا فهما مبدئيا للموضوع لكن حتما هناك أمور أخرى وراء ذلك تخفي عدم المساواة في توزيع فرق السلة..
في أمريكا هناك رابط قوي مع الولاية التي ينحدر منها المواطن وحتى مع ولاية الإقامة.. بالنسبة للأمريكين فإن الولايات ليست مجرد أراض وإنما تمثل هوية قوية وسلطة قريبة من الشعب كل ولاية تشرع قوانين للحياة اليومية لمواطنيها والتي تمثل القيم المحلية للسكان وهذا ما يعطي للمواطن شعورا بالإنتماء في بلاد شاسعة جدا.. إمتلاك فريق سلة في ولايتهم هو مصدر فخر بالنسبة لكثير من الأمريكيين ويمنحهم الاحساس بأن ولايتهم أو مدينتهم لها مكانة وقيمة على الصعيد الوطني؛ وكذلك إمكانية تشجيع فريق يمثل هويتهم وألوانهم وتاريخهم وهو وسيلة لتجميع السكان وخلق شعور بالوحدة حول رياضة معينة وعيش لحظات جماعية تبقى ذكرى خالدة للأجيال فبالنسبة لكثير من الأمريكين يعد فريق الولاية بمثابة المنتخبات الوطنية عندنا..
وللصراحة فوجود 30 فريقا لمجموع 50 ولاية يعني حتما أن هناك ولايات رابحة وولايات خاسرة في التوزيع.. كما توضحه الصور مثلا الفرق الهائل في عدد السكان بين ولاية وايومنغ (500 ألف نسمة) و ولاية كاليفورنيا (39 مليون نسمة)
أولا : هناك ولايات تعد أكبر الرابحين في هذا النظام.. أين يوجد عدد قليل من السكان ورغم ذلك يمثلهم فريق واحد في الان بي إيه NBA مثلا أول ولاية رابحة في التوزيع هي واشنطن دي سي (ديستريكت كولومبيا) (700 ألف ساكن بفريق في الان بي إيه NBA وهو واشنطن ويزاردز) وهي أصغر ولاية مساحة
ويمكن ذكر ولايات ذات تعداد سكاني قليل جدا (مقارنة بالولايات الأخرى) ولكنها تملك فريقا في الان بي إيه NBA مثل : أوريغون (تريل بلايزرز) وأوكلاهوما (ثاندر) وخاصة يوتا (جاز) بـ 3 ملايين ساكن وهي ما يعرف في الولايات المتحدة بالأسواق الصغيرة
ثانيا : هناك الرابحون بنسبة صغيرة… أين يوجد عدد كبير من السكان لكن يمثلهم على الأقل فريق واحد مثل كاليفورنيا أو ميشيغان ثم ولاية بنسلفانيا بفريق واحد (السيكسرز ) أو مقاطعة أونتاريو في كندا بـ 14مليون ساكن وفريق (تورنتو رابتورز)
ثالثا : في الجانب الآخر من المشهد هناك الخاسرون في التقسيم الخاسرون الصغار.. مثلا الولايات التي تعدادها أقل من (2) مليوني نسمة ولا تملك فريقا في الدوري كبعض الولايات الجبلية في الشمال … (مونتانا..وايومنغ ) وكذلك بعض الولايات في الشمال الغربي مثل (مين وفيرمونت)
الولايات الأكبر من حيث تعداد السكان ولا تملك فريقا في الدوري منها في الشرق مثلا… ولاية نيو جيرسي، وسكانها 9.5 ملايين نسمة وفي الغرب هناك مثلا ولايتا واشنطن ونيفادا بمدينتيهما العملاقتين على التوالي سياتل ولاس فيغاس
الحديث عن الرابحين والخاسرين في الان بي إيه NBA هو في الحقيقة نسبي لأن هناك ولايات تملك فرقا في الرياضات الشعبية الأمريكية الأخرى مثل كرة القدم الامريكية.. البيسبول والهوكي على الجليد وهو بمثابة تعويض عن الغياب في الان بي إيه NBA
والآن ندخل لموضوع تقسيم القسمين إلى مجموعات…
من يتابع الان بي إيه NBA من بعيد لن يهتم بتفاصيل التقسيم، أما المتابعون الدائمون فهم على اطلاع وفي الحقيقة هذا التقسيم هو من يخفف نوعا ما من موضوع عدم المساواة في توزيع الفرق على القسمين وله تأثير كبير على سير المنافسة…
يضم القسم الشرقي 15 فريقا موزعين على ثلاث مجموعات.. 5 فرق في كل مجموعة
في كل موسم يلعب كل فريق 82 مباراة 4 مباريات ضد الفرق التي معه في نفس المجموعة 3 أو 4 مباريات ضد الفرق الأخرى من نفس قسمه وأخيرا مباراتين ضد كل فريق من القسم الآخر..
يعني كل فريق يلعب ما مجموعه 52 مباراة ضد الفرق من نفس القسم و30 مباراة ضد الفرق من القسم الآخر
هذا النظام معمول به للتقليل من السفر الطويل وكذلك خلق نوع من الندية بين الأندية من نفس المجموعة
ولكن هنا يظهر لنا مشكل … تخيل معظم الفرق الكبيرة محصورة في القسم الغربي فسوف يؤسس ذلك لنوع من الظلم في حق الفرق في الغرب حيث سيلعب كل فريق من الغرب 52 مباراة ضد أقوى الفرق في الدوري المنتمية للقسم الغربي في حين سيلعب كل فريق من فرق القسم الشرقي ضدهم 30 مباراة فقط..
وأسوء من ذلك مثلا اذا كان فريق ينتمي إلى قسم قوي مثل قسم المحيط الهادي الذي فيه فرق ليكرز..كليبرز..واريورز .. كينغز وصانز فسوف يلعب أكبر عدد من المباريات المعقدة والقوية
هذا النظام له تأثير كذلك على المسافات التي تقطعها الفرق مساحة الولايات المتحدة شاسعة جدا وعدد المباريات المهمة كبير وهذا ما حتم على الفرق عمل ما يسمى بالرود تريب وهو لعب عدد من المباريات المتتالية خارج أرضه قبل العودة لملعبه بعد عدة أيام...
فمثلا هذا الموسم 2025 فريق مينسوتا هو الفريق الذي قطع أطول مسافة رغم أنهم ينتمون لولاية تقع في وسط البلاد وهذا نتيجة تعدد سفره للجهة الغربية رغم أنه وبمجرد إلقاء نظرة سريعة على الخريطة يبدو الأصوب أن يلعب مينسوتا في المنطقة الشرقية.. ونلاحظ أن فرق الشرق باللون الأزرق في الصورة تسافر أقل من نظيرتها في الغرب
رابطة الدوري تعلم بهذا الفارق ولذلك وضعت ترتيبين : قسم شرقي وقسم غربي تقسيم الدوري يقلص الفارق في المستوى ويسمح بفرص متساوية بين القسمين فحتى بوجود فارق كبير في المستوى بين القسمين فهناك فرصة لفريق متوسط في العموم أن يكون ترتيبه مع الأوائل في القسم الشرقي
ولكن من جهة أخرى يظهر مشكل آخر فكيف نرتب الفرق فيما بينها مع حساب مباريات ضد فرق أخرى فمثلا هذا الموسم لو أخذنا فريق مثل ممفيس غريزليس والذي كان ترتيبه الثامن في الغرب فسيكون ترتيبه الخامس في الشرق بنفس نتائجه..
وهذا يتسبب في حالات غريبة وغير عادلة مثلا في 2014 فينيكس صانز أكمل الموسم في المرتبة التاسعة في الغرب ب 48 فوز وبذلك أقصي من البلاي اوفس وبنفس نتائجه كان ليحصل على المرتبة الثالثة في الشرق يبدو الأمر مستفزا بصراحة
ولأخذ هذا الأمر بعين الإعتبار على المدى الطويل يمكن حساب عدد انتصارات فرق قسم على فرق القسم الآخر والنتيجة كما موضحة في الصورة منذ 1999 أي خلال 26 سنة كان عدد المواسم التي كان فيها عدد انتصارات فرق الشرق على فرق الغرب أكبر هو 3 مواسم فقط… بالمختصر؛ يمكن أن يوجد فريق من الغرب افضل من أغلب فرق الشرق ولكن لن يكمل في المنافسة في البلاي أوفس نتيجة هذا التقسيم لأنه بعد الموسم الإعتيادي تستكمل المنافسة بالبلاي اوفس..
وإذا أخذنا منافسة البلاي أوفس بنفس المعيار فسنجد أن هناك فرقا يمكن لها أن تصل للنهائي بعد مسار إقصائيات سهل فمثلا العام الماضي فريق بوسطن سلتيكس بطل القسم الشرقي أقصى ميامي هيت صاحب 46 فوز ثم كليفلاند ب 48 فوز ثم انديانا ب 47 فوز أي أن بوسطن أقصى فرقا بمعدل 47 فوز
في الغرب بطل القسم دالاس مافريكس أقصى كليبرز ثم ناغتس ثم مينسوتا، فرق بمعدل 55 فوز وهنا يظهر جليا الفرق بين القسمين
- ولتلخيص الأمر..
فيمكن القول أن فرق الغرب تقطع مسافات أطول وهذا ربما يفسر بديموغرافيا الولايات المتحدة وكذلك تاريخها وأن فرق الشرق تواجه منافسة وخصوما أسهل رغم أنه أحيانا يكون الأمر نسبيا إلى حد بعيد.
الآن لو وضعنا الجانب الرياضي جانبا وألقينا نظرة اقتصادية على الان بي إيه NBA فنرى أن جغرافيا البلاد لها التأثير الأكبر على توزيع التروة الخاصة بالدوري
فكيف تؤثر الجغرافيا على اقتصاد الان بي إيه NBA ؟
نحاول الدخول إلى تفاصيل اقتصاد وثروة الان بي إيه NBA…
كل فريق من فرق الدوري يملك عدة مصادر لمداخيله المالية:
فيما يخص حقوق البث فهي مختلفة تماما عما هو متعارف عليه في بلدان أخرى.. وهذا طبعا نتيجة قوة الدوري والأسواق المستهلكة الضخمة… فحقوق البث في الولايات المتحدة مقسمة إلى قسمين: حقوق وطنية وحقوق محلية…
وكما نلاحظ في الغرافيك .. فنسبة الحقوق المحلية (13%) هي الفرق الأساسي بين ماهو معمول به في اقتصاد الرياضة الامريكية.. وماهو متعارف عليه في معظم رياضات البلدان الأخرى..
ولتبسيط الأمر..
فمثلا عندنا لما أي قناة وطنية تشتري حقوق بث أي بطولة وطنية… فلن يختلف الأمر على متابعي البطولة سواء كانوا في الشمال أو الجنوب أو أي مكان من البلد المعني… لأن الناقل يبقى واحد ..أي نفس الإسم والمؤسسة الناقلة..
ولكي لا ننسى فمساحة الولايات المتحدة الإمريكية (9.867 مليون كم مربع) تعادل تقريبا مساحة أوروبا.. وبتعداد سكاني يفوق 330 مليون نسمة. فعليا بلد عملاق مساحة وسكانا… ولذلك فمؤسسات البث ليست نفسها على كامل التراب الامريكي…
فالمباريات الكبيرة عادة تكون منقولة في كامل البلاد .. ويمكن متابعتها على قنوات ESPN أو ABC أو TNT المباريات الأخرى الأقل أهمية يمكن بثها بالإتفاق مع قنوات محلية صغيرة .. ويتم ذلك باقتناء مساحات حصرية بالدفع على منصات بث متواجدة عبر التراب الامريكي كما هو مبين في الصورة
وهنا ندخل لعالم الأسواق المستهلكة… وحتما كلما كان حجم الولاية أو المدينة كبيرا كانت السوق أكبر.. وهذا يحسب نسبة لعدد أجهزة التلفاز بشكل أساسي… إذن فهناك أسواق ضخمة مثل لوس انجلوس ونيويورك… وهناك أسواق صغيرة مثل ممفيس و اوكلاهوما
وكلما كانت السوق كبيرة كان عدد الأشخاص المحتملين اقتناؤهم لأجهزة المشاهدة وبطاقات الإشتراك أكبر…
وهذا يعود بالفائدة على الفرق بكل تأكيد…
طبعا يمكن القول أن موضوع المشاهدة عبر التلفاز أمر تجاوزه الزمن وأنه أصبح متوفرا في عصرنا عدة تطبيقات لمتابعة المباريات عبر الويب… وأكيد فالنقل متوفر عبر النت عن طريق تطبيق nba league pass لمشاهدة كل المباريات… ولكن هناك مشكل الحصري الذي تملكه القنوات المحلية…وهذا مايعرف هناك بالبلاك آوت (black out) فيمكن للمشاهد أن يتابع أي مباراة يريد على التطبيق من أي منطقة من البلاد… باستثناء المناطق التي تملك فيها القنوات التلفزية حصرية البث فيها… فإذا كان المشاهد موجود في تلك المنطقة فسيتوقف التطبيق عن البث ..هذا هو البلاك آوت (black out) فسوف يتحتم عليه المشاهدة عبر التلفزيون …هنا يكمن التعارض مع التكنولوحيا الحديثة…!!!
الصورة توضح مناطق البلاك آوت (black out) عبر مختلف الولايات والمدن الامريكية ومنها نلاحظ توزيع الكثافة السكانية وبالتالي معرفة مكان تواجد الأسواق الكبيرة
ومايمكن ملاحظته هو أنه كلما كانت المدينة صغيرة وبالتالي سوقا أصغر كانت مداخيل الفريق ضعيفة نتيجة لعائدات حقوق البث القليلة… طبعا هذا يبدو منطقيا قياسا بمبدأ تجاري بحت.. لكن ليس هذا ماتريد تسويقه رابطة الان بي إيه NBA لذلك نلاحظ أنها عمدت إلى سن قوانين تحد من تفاقم الوضع وتسلط فرق المدن الكبيرة… بالاستحواذ على نجوم اللعبة وتركيزها في هذه الفرق… ومنها قانون ما يعرف بتسقيف الرواتب (salary cap)
وللخروج من هذه المشاكل ..
كانت هناك عدة اقتراحات لعل أهمها :
هو تحديد المدن الكبيرة أو الأسواق الكبيرة بالمنطق التجاري الربحي والتي لا تملك فرقا في الدوري وأفضل مثال على ذلك هو مدينة سياتل في ولاية واشنطن وهي مدينة كبيرة جدا وسوق ضخمة ولا تملك فريقا في الان بي إيه NBA وبالأساس المدينة كانت تملك فريقا هو سياتل سوبرسونيكس (Seattle Supersonics) بطل الان بي إيه NBA سنة 1979 وبطل القسم الغربي 3 مرات سنوات 78/ 79/ 96 قبل أن يغير المدينة ويتحول إلى أوكلاهوما سيتي موسم 2008/ 2009 ويغير الإسم إلى الثاندر… ويمكن الاعتماد على نوستالجيا أنصار الفريق القدامى في سياتل وكذلك الندية مع فريق ترايل بلايزرز في بورتلاند ولما لا إعادة نجم الفريق سابقا كيفن ديورانت مع نهاية مسيرته والتي بدأها مع سوبرسونيكس قبل أن يتحول مع الفريق من سياتل إلى أوكلاهوما
فهل من الأفضل تشكيل فريق جديد أو تحويل فريق من مدينة إلى أخرى ؟!
هناك كذلك مدينة كبيرة وبالتالي سوق كبير وهي مدينة تامبا باي في فلوريدا بدون فريق سلة ولكن بجوارها فريقان في مدينتين كبيرتين في نفس الولاية وهما ميامي هيت وأورلاندو ماجيك .. زيادة على أنها تملك فرقا في الرياضات الشعبية الأخرى… كرة القدم NFL و البيسبول MLB و الهوكي NHL وهذا ما يحد من عائدات أي فريق جديد فيها..
لكن يمكن الذهاب نحو المدن الكبيرة الأخرى والتي لا تملك فرقا في الرياضات الأخرى.. مثلا سان دييغو في كاليفورنيا أو أوستين في تكساس وخاصة مدينة مونتريال في كندا… وتعتبر أكبر مدينة في أمريكا الشمالية ولا تملك فريقا في الان بي إيه NBA مع بنية تحتية رهيبة وعداوة وندية كبيرة مع المدينة الكندية الأخرى تورنتو التي تملك فريق الرابتورز وأخيرا المدينة التي دائما يكثر الحديث عنها وهي لاس فيغاس… مدينة تكبر بسرعة كبيرة وبإمكانيات ضخمة و عدد هائل من السواح.. رياضات أخرى ظهرت هناك… ومع الرهانات الرياضية المنتشرة هناك والتي لم تعد حديثا ممنوعا في دوائر الان بي إيه NBA حتى نجم الأن بي إيه ليبرون جيمس تحدث عن إمكانية امتلاكه لفريق سلة في لاس يغاس.
هذه المدن الكييرة المحتملة لامتلاك فريق في الدوري.. كيف يمكن التعامل مع الأمر ؟!
تم اقتراح تغيير مدن فرق معينة مع ضعف نتائجها.. مثل فريق نيو أورليانز بليكانز وتحويله من نيو أورليانز إلى مونتريال الكندية على سبيل المثال.. للإحتفاظ بطابعه الفرنكفوني (ولاية نيو أورليانز ذات طابع فرنكفوني ومونتريال الكندية تتحدث الفرنسية) كذلك فرق مثل تشارلوت هورنتس وممفيس غريزليس اللذان يعانيان من ضعف مداخيل البث نتيجة لصغر المدينتين يمكن اقتراح نقلهم لمدن أكبر…
ولكن كل هذا يبقى نقاشا ابتدائيا لأن الكلمة الأخيرة تعود لملاك النادي… كما حدث مع فريق سياتل سوبرسونيكس.. لأن ما يهم الملاك أولا هو الربح المادي قبل الحديث عن السلة.. مثل تحسين مداخيل الاسواق والقاعات الرياضية وغير ذلك …
ويبقى الاقتراح الأقرب للتجسيد هو زيادة عدد فرق الدوري وهو الاقتراح الذي يشجعه محافط الان بي إيه NBA آدم سيلفر.. مثلا في سياتل ولاس فيغاس وهما المدينتان الأجهز لذلك حاليا… لكن كلتيهما تقعان في الغرب… وذلك ما يدفع لتحويل فريقين إلى القسم الشرقي.. والأقرب مسافة هما ممفيس غريزليس ومينسوتا تمبروولفز.. خاصة مع المستوى الكبير الذي أظهره مؤخرا فريق الوولفز… مما يزيد القسم الشرقي تنافسا أكبر مما هو عليه الآن
مع كل هذه الإقتراحات .. هنا اقتراح مهم لإصلاح خلل عدم المساواة في الريغلار سيزون والبلاي اوف.. مع زيادة فريقين وب 32 فريق يمكن إنشاء 4 مجموعات كل مجموعة مكونة من 8 فرق كما هو مبين في الصورة..
1-مجموعة الأطلسي 2-مجموعة البحيرات الكبرى 3-مجموعة الوسط 4-مجموعة الهادي
وبعدها يمكن الاستغناء عن الترتيب الحالي وهو ترتيب خاص بكل قسم والإنتقال إلى ترتيب عام لكل المجموعات الأربعة ومع نهاية الدوري الإعتيادي يتأهل أفضل 16 فريق من الترتيب العام لكل المجموعات.. أكيد سوف نجد العدد الأكبر من الفرق المتأهلة تنتمي للمنطقة الغربية.. وسيكون الثمن الذي يدفع من أجل إصلاح خلل التوزيع الجغرافي غير العادل
ولكن هذا الاقتراح الأخير قد يغضب الكثير من مشجعي الفرق الذين يعتبرون لقب بطل القسم (شرقي أو غربي) بالنسبة لهم له رمزية عظيمة ولا يمكن المساس به..فهو لقب يكتسي أهمية بالغة عند معظم المشجعين.. وربما يقال..مع هذا الاقتراح سوف تصبح النهائيات حكرا بين فرق ولايتي كاليفورنيا وتكساس مثلا.. ومع كل هذا ربما يكون المجال مفتوحا أمام رابطة الان بي إيه NBA في أماكن أخرى من العالم… في المكسيك أو الصين أو أوروبا… وربما الكثير سمع بخبر عزم رابطة الأن بي إيه NBA على إنشاء دوري لها في أوروبا…!!!
بين إنشاء فرق جديدة أو تغيير مدن فرق أخرى أو التحول إلى أماكن ودول أجنبية يبقى البحث عن تطوير الدوري والسعي دائما لمداخيل أكبر هو الشغل الشاغل لكل الدوائر المحيطة بأكبر وأعظم دوري كرة سلة في العالم
…
نتمنى أن يعود الموضوع بالفائدة على المتابعين
وهو مساهمة بسيطة لإثراء معلوماتنا عن واحد من أكبر الدوريات للرياضية العالمية إن لم يكن أكبرها..
