في قرية صغيرة تحيط بها الجبال من جهة والبحر من جهة أخرى، عاش رجل حكيم يُدعى "سالم". كان سالم معروفًا بين أهل القرية بحكمته وصبره، وكان الكل يلجأ إليه عندما يواجهون مشاكل أو قرارات صعبة.
في يوم من الأيام، جاءه شاب قلق يحمل همومًا كثيرة، وقال له:
"يا حكيم، أشعر أن حياتي تضيع بين الجبل والبحر، لا أعرف إلى أين أتجه، ولا كيف أقرر مستقبلي."
ابتسم سالم وقال:
"تعال معي إلى قمة الجبل، سأريك شيئًا."
صعدا معًا الجبل، وعندما وصلا إلى القمة، نظر الشاب حوله فرأى البحر الممتد والجبال المحيطة بالقرية. قال سالم:
"انظر إلى هذا البحر الواسع، وكيف تتلاطم أمواجه بقوة وعنف، لكنه رغم ذلك يستمر في الحركة بلا توقف. والجبال هنا، صامدة وقوية، لا تتغير مع الزمن."
تابع الحكيم:
"الحياة مثل البحر والجبال، فيها تقلبات وعواصف مثل البحر، وفيها ثبات وصبر مثل الجبال. لا تتوقع أن تكون حياتك دائمًا هادئة أو مستقرة، ولا تتوقع أن تبقى جامدًا بلا تغيير. التوازن بين التكيف مع التغيرات والثبات على المبادئ هو مفتاح النجاح."
تأمل الشاب كلام سالم وقال:
"لكن كيف أجد هذا التوازن؟"
أجابه سالم:
"ابدأ بفهم ذاتك وأهدافك، تمسك بما هو مهم بالنسبة لك كالجبل، لكن لا تخف من التغيير والتكيف كالبحر. استمع لقلبك وعقلك، وكن صبورًا مع نفسك، فالحياة رحلة طويلة تحتاج صبرًا وحكمة."
عاد الشاب إلى القرية بقلب مليء بالأمل والعزيمة، وبدأ يواجه حياته بعين جديدة، مدركًا أن التحديات جزء من الطريق وأن التوازن هو سر السعادة.
..النهاية..