للغة العربية فروع متعددة ومن أشهر هذه الفروع هي البلاغة. وعند دراسة البلاغة يقف كثير من الدارسين أمام الفرق بين السجع والجناس، وذلك نظرًا للتشابه الكبير بينهما. تابعونا في هذا المقال وسوف نعرض الفرق بين السجع والجناس.
المحتويات
الفرق بين السجع والجناس
عند دراسة علم البلاغة في اللغة العربية يقف الكثيرين أمام السجع والجناس.
حيث إنهم يجدون السجع والجناس متشابهين إلى حدٍ كبير.
ومن الجدير بالذكر أن السجع يختلف كثيرًا عن الجناس، على الرغم من أثرهما المتشابه في النفس.
حيث إن السجع يكون في أغلب الأحيان في النصوص النثرية.
ويتلخص مفهوم السجع في اتفاق فواصل الجمل.
أي أن تكون الجمل منتهية بنفس الحرف قبل كل فاصل.
وبناءً على ذلك فيطلق على السجع اسم موسيقي النثر.
حيث إن اتفاق فواصل الجمل في نفس الحرف يعطي جرس موسيقي عند قراءته.
وفي أغلب الأحيان تكون الكلمة الموجودة في نهاية كل جملة على نفس وزن الكلمة الموجودة في نهاية الجملة التالية لها.
وعلى سبيل المثال أن تنتهي الجملة بكلمة عاقل، ثم تنتهي الجملة التي تليها بكلمة غافل.
وعلى الرغم من جمال السجع إلا أنه لابد من مراعاة عدم التكلف والمبالغة في استخدامه.
حتى لا يفقد أثره وقيمته ويصبح متكلف.
وقد قال أحد الشعراء عن السجع “والسجع كلؤلؤ ترصع به رسائلك، فلا تكثر منه فتتكلف ولا تنقص منه فتتخلف”.
وبناءً على ذلك فإن السجع له وقع موسيقي جذاب على الأذن.
أما بالنسبة للجناس فهو اتفاق كلمتين في معظم الحروف بالرغم من اختلاف معناهما.
ومن الجدير بالذكر أن الجناس له نوعان: النوع الأول هو الجناس التام، والنوع الثاني هو الجناس الناقص.
وعلاوة على ذلك فإن الجناس يشبه مشتقات الكلمة.
وقد أطلق عليه اسم جناس نظرًا لما بين حروف الكلمتين من تشابه.
حيث يتشابه الكلمتان في الحروف والنطق على الرغم من اختلاف المعنى بينهما.
وبالإضافة إلى ذلك فإن جمال الجناس يظهر في إيجاد كلمة ثانية تظن أنها نفس الكلمة الأولى نظرًا لمدى التشابه بينهما.
وعلى الرغم من ذلك فعند التركيز والتأمل فيها نجد أنها ذات معنى مختلف.
وبناءً على ذلك فإن الجناس يعمل على إثارة الذهن وجذب الانتباه.
مفهوم الجناس في اللغة العربية
يتلخص مفهوم الجناس في اللغة العربية حول وجود تشابه بين كلمتين في الحروف المكونة لهما.
ومن جهة أخرى فهما يختلفان عن بعضهما في المعنى.
وفي الواقع إن الجناس يستخدم بكثرة في الأدب وبصفة خاصة في الشعر.
وعلى الرغم من جمال الجناس إلا أنه لابد من عدم الإكثار من استخدامها، لأن ذلك يؤدي لاستهجان القارئ
غير أن الجناس هو نوع من أنواع المحسنات البديعية اللفظية.
فكما ذكرنا إن الكلمتان تتفقان في اللفظ بينما يختلفان في المعنى.
وقد ذكرنا أن الجناس نوعان وهما الجناس التام والجناس الناقص.
والجناس التام هو تشابه بين كلمتين من حيث عدد الحروف وشكلها ونوعها وترتيبها.
علاوة على تشابه حروف الكلمتين من حيث حركات الفتح والضم والكسر والسكون وغيرها.
ولكن بشرط أن يكون معناهما مختلف.
فعلى سبيل المثال يمكن قول شربت الليمون بعد العصر، قابلت صديقي بعد العصر.
كلمة العصر الأولى يقصد بها تحويل الليمون إلى عصير، وكلمة العصر الثانية يقصد بها وقت العصر.
فهما مختلفان في المعنى ومتفقان في اللفظ، وبناءً على ذلك فيكون بينهما جناس تام.
أما الجناس الناقص فيكون عبارة عن تشابه في بعض الحروف وليس كلها.
وعلى سبيل المثال يمكن قول اللعبة في العلبة.
وهنا كلمتي العلبة واللعبة بينهما جناس ناقص.
مفهوم السجع في اللغة العربية
كان العرب يعتمدون على السجع في تزيين حديثهم ومنافسة بعضهم البعض.
والأهم من ذلك فقد استخدم الله سبحانه وتعالى السجع في القرآن الكريم ليتحدى به العرب المشركين.
ومن الجدير بالذكر أن السجع هو تشابه فواصل الجمل مما يعطي جرس موسيقي رائع.
وعلى سبيل المثال قوله تعالى “تبت يدا أبي لهب وتب، ما أغنى عنه ماله وما كسب، سيصلى نارًا ذات لهب، وامرأته حمالة الحطب” صدق الله العظيم.
إلى هنا نكون قد انتهينا من المقال وعرضنا فيه الفرق بين السجع والجناس، وأوضحنا مفهوم كلًا منهما.
نتمنى أن يعجبكم المقال ويفيدكم في معرفة الفرق بين السجع والجناس. كما نرجو نشره للتسهيل على دارسي اللغة العربية.
