السلام عليكم ورحمة الله،...
"أنا آسف"، "أنا أفتقدك"، "أنا أحبك"... لم تقلها بعد؟
أنت هناك...
توقّف، أنا أراك.
كم من "أنا آسف"، و"أفتقدك"، و"أحبك" ظلّت حبيسة القلب حتى ماتت العلاقة؟
كم من مشاعر صادقة خنقناها بحجّة "الوقت غير الملائم"؟
كم من فكرة وُئدت وهي تنبض، فقط لأننا لم نجد لها ظرفًا مثاليًا؟
نؤجّل كثيرًا...
و"كثيرًا" هذه يجب أن تُكتب بالبنط العريض،
لأننا لم نفهمها بعد كما ينبغي.
...
أحيانًا، لا ندري أننا نفعل.
نتعامل مع الوقت وكأنه بابٌ سري،
سيظل يفتح لنا غرفه كلما طرقناه،
وكأننا نملك مفاتيح الغد...
لكن الحقيقة؟
الغد لا ينتظر أحدًا.
...
"حين أكون أقوى"، "حين أتحسّن"، "حين تتغيّر الظروف"...
الطفل الذي يحلم أن يكون رسامًا، لن يرسم إن انتظر أن يكون مزاجه مثاليًا، أو أن يمتلك الأدوات الكاملة.
الشاب الذي يريد أن يعتذر لصديقه، قد لا تخونه العبارات حين يقرّر ذلك متأخرا.
والفتاة التي تحب صديقتها، وتتمنى أن تتقرب منها، قد تستيقظ يومًا على خبر فقدها.
اللحظة لا تُعاد.
ونحن لا نملك سوى اللحظة.
...
ما الذي جنيناه في المقابل؟
الوجع لا يُورث. من سقط فيه، وحده يعرف ثِقله.
ستكتشف أن ما يؤلمك حقًا ليس ما حدث... بل ما لم يحدث.
اللقاء الذي لم تذهب إليه.
المكالمة التي لم تجب عليها.
الكلمة التي ظلّت في حلقك... حتى اختنقت بها.
خفتَ الرفض،
أو الهزيمة،
أو الظهور بمظهر الضعف.
كم من أمٍ غابت، وابنها لا يزال يحمل في قلبه اعتذارًا تأخر كثيرًا؟
لكن النتيجة؟
ألمٌ قاتل،
وندمٌ طويل،
وأمنية فقيرة: "أعدني خمس دقائق فقط لأُصلح ما اقترفت يدَاي."
...
جهّز الإضاءة والموسيقى والانفعالات؟ انتظر لحظة...
أنت هناك!
ابتعد عن إطار الصورة!
الحياة ليست مشهدًا سينمائيًا...
استيقظ من حلمك!
هي فوضى،مفاجآت، وارتباك...
لكنها تمنحك لحظة، فاغتنمها.
لا تحتاج إلى ترتيب،
تحتاج فقط إلى شجاعة ومبادرة.
قلها.
اكتبها.
افعلها.
حتى لو بدا الوقت غير مناسب،
ربما هو الأنسب لك أنت وحدك وليس للجميع.
...
هل ما تنتظره يستحق فعلًا أن تترك اليوم يضيع لأجله؟
…
تساؤلي:
- كم من الأشياء التي تؤلمك اليوم، سببها أنك لم تتكلم؟ لم تتحرك؟ لم تفعل؟
- إن كنت تنتظر "الوقت المناسب"... فهل أنت واثق أنه سيأتي؟
- إن لم يأتِ... هل ستسامح نفسك على ما ضاع؟
...
وأنت تقرأ، خطر في بالك موقف واحد… أو أكثر.
ذلك الشيء الذي وددت فعله، لكنك صمتّ، ترددت، أخّرته... حتى فُوّت.
- احكِ لنا
شاركنا شيئًا صغيرًا من قصتك...
فلعلّها تُوقظ في غيرك شجاعة لم تأتِه بعد،
أو تعزية لقلب ما زال يؤجل الحياة.
اكتبها... نحن نقرأ بقلوبنا.