تحقيق يكشف عن تقديم إنستجرام محتوى جنسى إلى حسابات المراهقين
فى أواخر عام 2024، أطلقت ميتا حسابات إنستجرام للمراهقين، وهي شبكة أمان تهدف إلى حماية عقول الشباب من المحتوى الحساس وضمان تفاعلاتهم الآمنة عبر الإنترنت، مدعومة بتقنية كشف العمر، تُصنف حسابات المراهقين تلقائيًا على أنها خاصة، وتُخفي الكلمات المسيئة، وتُحظر الرسائل الواردة من الغرباء.
وفقًا لتحقيق أجرته منظمة "ديزاين إت فور أس" غير الربحية، المُركزة على الشباب، بالتعاون مع "أكونتيبل تيك" ، فإنّ حواجز إنستجرام المخصصة للمراهقين لا تُحقق وعودها، فعلى مدار أسبوعين تم اختبار خمسة حسابات تجريبية لمراهقين، وعُرض عليها جميعًا محتوى جنسيًا، على الرغم من وعود "ميتا".
وابل من المحتوى الجنسي
جميع حسابات الاختبار تلقّت محتوى غير لائق رغم تفعيل فلتر المحتوى الحساس في التطبيق ، ويشير التقرير إلى أن "أربعة من أصل خمسة من حسابات المراهقين التي اختبرناها كانت تحتوي على توصيات خوارزمية تتعلق بصورة الجسم واضطرابات التغذية".
علاوة على ذلك، أفاد 80% من المشاركين بتعرضهم لضيق أثناء استخدام حسابات إنستجرام للمراهقين ، ومن المثير للاهتمام أن حسابًا واحدًا فقط من الحسابات الخمسة التجريبية كان يعرض صورًا ومقاطع فيديو تعليمية.
ونُقل عن أحد المُختَبِرين قوله: "كان حوالي 80% من محتوى موجزي مُرتبطًا بالعلاقات أو النكات الجنسية البذيئة ، ابتعد هذا المحتوى عمومًا عن الصراحة المُطلقة أو عرض صورٍ مُباشرة، ولكنه لم يُتيح مجالًا واسعًا للخيال".
وفقًا للتقرير، المكون من 26 صفحة مثّلت نسبة 55% من المحتوى المُبلّغ عنه أفعالًا وسلوكًا جنسيًا وصورًا جنسية ، وقد حصدت هذه الفيديوهات مئات وآلاف الإعجابات، وحصد أحدها أكثر من 3.3 مليون إعجاب.
كما روجت خوارزمية إنستجرام لمحتوى يروّج لمفاهيم ضارة، مثل أنواع الجسم "المثالية"، والسخرية من الجسم، وعادات الأكل ، ومن المواضيع المثيرة للقلق أيضًا مقاطع الفيديو التي تروّج لاستهلاك الكحول، ومقاطع الفيديو التي تحثّ المستخدمين على استخدام المنشطات والمكملات الغذائية للوصول إلى شكل جسم رجولي معين.
حزمة كاملة من وسائل الإعلام السيئة
على الرغم من ادعاءات ميتا بتصفية المحتوى المُثير للجدل، وخاصةً للمستخدمين المراهقين، فقد عُرضت على الحسابات التجريبية أيضًا محتوى عنصريًا ومعاديًا للمثليين وكارهًا للنساء، ومرة أخرى، حصدت هذه المقاطع ملايين الإعجابات ، كما نُشرت مقاطع فيديو تُظهر عنفًا مسلحًا وعنفًا منزليًا على حسابات المراهقين.
ويضيف التقرير: "بعض حسابات المراهقين التي أجرينا عليها اختبارات لم تحظَ بحماية ميتا الافتراضية، ولم يتلقَّ أي حساب عناصر تحكم في المحتوى الحساس، بينما لم تتلقَّ بعض الحسابات حماية من التعليقات المسيئة".
لن تكون هذه المرة الأولى التي يُكتشف فيها أن إنستجرام (وغيره من منصات التواصل الاجتماعي التابعة لشركة ميتا عمومًا) يُقدم محتوىً مُثيرًا للجدل ، ففي عام 2021 ، كشفت تسريبات كيف علمت ميتا بالتأثير الضار لإنستجرام، وخاصةً على الفتيات الصغيرات اللواتي يُعانين من مشاكل في الصحة النفسية وصورة الجسم.
وفي بيانٍ مشترك مع صحيفة واشنطن بوست، زعمت ميتا أن نتائج التقرير معيبة، وقللت من أهمية حساسية المحتوى المُبلّغ عنه، وقبل أكثر من شهر، وسّعت الشركة نطاق حماية المراهقين لتشمل فيسبوك وماسنجر أيضًا .
ونُقل عن متحدث باسم شركة ميتا قوله: "إن التقرير المُختلق لا يُغيّر حقيقة أن عشرات الملايين من المراهقين يتمتعون الآن بتجربة أكثر أمانًا بفضل حسابات إنستجرام للمراهقين" ، وأضافوا أن الشركة تُجري تحقيقًا في توصيات المحتوى المُثيرة للجدل.
المصدر
