
لماذا نعود بعد طول غياب ؟ وهل نستطيع البقاء ؟ 
لماذا نعود بعد طول غياب ؟ سؤال محير وسيظل كذلك رغم أنني شخصيا أملك العديد من الإجابات..
نعود لأن اعتقادا ترسَّخ في قلوبنا أن في هذا المنتدى شيئا منا لم يرحل.. شيئا ما بقي هنا ينتظرنا بصبر يمكن أن نشبهه بصبر الأم على عودة أبنائها ولو بعد حين. نعود لأننا لا نقاوم ذلك النداء الخفي الذي يأتينا من بين ثنايا الذكريات.. ذلك الرباط الخفي الذي تشكَّل من أوّل رد كتبناه وتبلور مع أول عضو صافحناه بكلمة. نعود لأن بعض الأبواب حتى إن تغيرت مفاتيحها تبقى مشرَّعة لقلوبنا. نعود ببساطة لأن بعض الأماكن ليست مجرد مواقع بل هي عبارة عن أوطان صغيرة تسكن القلب قبل أن يسكنها الحرف.
قد تباعدت الأيام وتشعّبت بنا دروب الحياة، ربما شغلتنا المسؤوليات وربما اختطفَنا الحنين إلى عوالم أخرى لكن المنتدى يبقى هو ذاك الرفيق الذي لا يقطعنا حتى وإن انقطعنا عنه.
نفتحه من جديد ونحن نعلم في أعماقنا أنّ الزمان تغيّر وأنّ من كانوا يملؤون المكان دفئا وحوارا ونقاشا قد غاب بعضهم وتبدّل بعضهم وجاء آخرون لا يعرفون حكايتنا ولا يعرفون من نحن. لكننا مع ذلك نعود.. لا لأننا نبحث بالضرورة عن نفس الوجوه بل لأننا نبحث عن أنفسنا القديمة التي تركناها هنا ذات يوم.
هل نستطيع البقاء في مكان تغير؟
ربما، وربما لا. ربما نُقِيم بعض الوقت نراقب.. نحاول أن نكتب من جديد وأن ننسج خيطا بين الماضي والحاضر.
وربما نحزم حقائبنا مرة أخرى.. لا لأننا لم نحب المكان ولكن ربما لأننا لم نجد أنفسنا فيه كما كنا نحب. لكن الأكيد أن العودة ولو للحظات تحمل في طياتها معان كثيرة.. أن نفتح المنتدى بعد طول غياب هو إعلان غير مباشر أننا ما زلنا نحمل في دواخلنا احتراما لذاك الزمان وامتنانا لذاك الأثر وحنينا لا يموت. فهل نبقى؟ لندع القلب يقرّر.. فقد تكون العودة بداية جديدة وليست بالضرورة نسخة باهتة من ماض لا يُستعاد.
الكلمة لكم. |