يعتبر النقل من المستلزمات الأساسية لتحقيق التطور والانتعاش الاقتصادي والاجتماعي السريع في المجتمع، فيأتي بالترتيب الأول كمؤشر القياس تطور الدولة باعتباره عنصراً أساسياً لعملية البناء والتنمية.
وفي الدول النامية تبرز الحاجة باستمرار إلى مؤسسات ذات كفاءة لتخطيط قطاع النقل على أساس علمي بسبب تخلف هذا القطاع وعلى الرغم من وصول الإنسان إلى غزو الفضاء إلا أنه لم يستطع حتى الآن الولوج إلى مناطق معينة في إفريقيا نتيجة لظروفها الصعبة فلم تصل وسائل النقل الحديثة في مناطق متعددة في إفريقيا المدارية ولم تحل محل الممرات الغابية التي تقوم بدور هام كحلقة ربط مع مناطق أبعد.
ولا تزال الإبل لها أهمية كبرى في التنقل بين الواحات حاملة الرجال والمؤن ويواجه النقل الإفريقي مشاكل كثيرة على الرغم من التطور الواسع في مجال النقل الحديث وخلال قرن من الزمان ولكنها بقيت في بدايتها وفي كافة أنواعها.
ــ الطرق البرية :
1- سكك الحديد :
على الرغم من أن أقدم السكك الحديدية التي أنشئت في القارة تعود إلى عام 1855 إفرنجي الذي يمثل خط الإسكندرية القاهرة، إلا أن التوسع الكبير جاء بين عامي 1895 - 1914 فرنجي، ثم أصابها ركود خلال الحرب العالمية الأولى والثانية لكنها نشطت خلال الخمسينات في القرن العشرين حيث تم بناء خط السودان .
وبسبب إنشار مزارع واسعة تجارية ومشاريع صناعية كبيرة من قبل الشركات الأوروبية تم بناء قسم آخر من السكك الحديدية لتلبي مطالب الأنشطة الاقتصادية. كما كان الهدف العسكري سبب آخر في التوسع في بناء سكك الحديد حيث تم بناء شبكات للحديد من قبل الفرنسيين في غرب القارة كخط دكار - باماكو، وخط أبيدجان - واغادوغو في فولتا العليا (بوركينافاسو)، وخط كوتونو - باراكو في داهومي (بنين)، وخط كوناكري - كانكان في غينيا، وخط تونس الجزائر مع فروعها باتجاه الصحراء. وتمثل السكك الحديدية في إفريقيا نسيج متباعد يؤطر أغلب أجزاء القارة متجهاً نحو الداخل باستثناء الصحراء الكبرى والغابة المطيرة.
وأهم خطوط السكك الحديدية هي :
أـ خط الشمال: ويبدأ هذا الخط من الدار البيضاء على المحيط الأطلسي في المملكة المغربية مروراً بالجزائر وتونس الجماهيرية العظمي حيث تقوم الآن بمد خط يصل بين كل من تونس ومصر، ويمثل هذا الخط العمود الفقري للنقل في دول الشمال الغربي للقارة.
ب- خط دکار - النيجر وهو خط يسير بموازاة الخط الشمالي وإلى الجنوب منه ولكنه قصير ويربط سواحل المحيط في داكار حتى لوليكور في النيجر ماراً بكابيزا وباماكو.
ج - خط المحيطين ويبدأ من لوبيتو في أنجولا على ساحل المحيط الأطلسي ويتجه شرقاً فيمر بزائير في كاتانجا مخترقاً زامبيا وزمبابوي حتى موزمبيق على المحيط الهندي.
د ـ خط الشرق: يبدأ من ساحل المحيط الهندي من مدينة مومباسا (كينيا) حتى الحدود الأوغندية الزائيرية.
2- طرق السيارات:
جاءت الطرق البرية في مرحلة لاحقة من السكك الحديدية، إلا أنها اتسعت بشكل كبير وغطت أرجاء كبيرة من القارة ما عدا بعض المناطق الصعبة كالصحراء وخاصة عروقها الرملية المتحركة والغابات النائية، كما أن طرق طويلة لا تزال غير ممهدة بطرق إسفلتية، ولا تزال إفريقيا متأخرة في الطرق البرية بالنسبة للقارات الأخرى.