يعتبر النقل من المستلزمات الأساسية لتحقيق التطور والانتعاش الاقتصادي والاجتماعي السريع في المجتمع، فيأتي بالترتيب الأول كمؤشر القياس تطور الدولة باعتباره عنصراً أساسياً لعملية البناء والتنمية.
وفي الدول النامية تبرز الحاجة باستمرار إلى مؤسسات ذات كفاءة لتخطيط قطاع النقل على أساس علمي بسبب تخلف هذا القطاع وعلى الرغم من وصول الإنسان إلى غزو الفضاء إلا أنه لم يستطع حتى الآن الولوج إلى مناطق معينة في إفريقيا نتيجة لظروفها الصعبة فلم تصل وسائل النقل الحديثة في مناطق متعددة في إفريقيا المدارية ولم تحل محل الممرات الغابية التي تقوم بدور هام كحلقة ربط مع مناطق أبعد.
ولا تزال الإبل لها أهمية كبرى في التنقل بين الواحات حاملة الرجال والمؤن ويواجه النقل الإفريقي مشاكل كثيرة على الرغم من التطور الواسع في مجال النقل الحديث وخلال قرن من الزمان ولكنها بقيت في بدايتها وفي كافة أنواعها.
ففي مجال النقل المائي الذي يقسم إلى نوعين:
أ ـ النقل النهري (الداخلي).
ب - النقل البحري (الخارجي).
ــ النقل المائي:
كنا قد ركزنا على الأنهار والصالح منها للملاحة البحرية وتمثل بأكملها شرايين تتوزع في كل الاتجاهات ما عدا الصحراء الكبرى بالإضافة إلى البحيرات والمسطحات المائية الداخلية التي تمثل وسطاً صالحاً للملاحة في أغلبها وتتدرج هنا البحيرات وحسب الأهمية :
1ـ بحيرة فكتوريا وتشترك في حدود كل من أوغندا وكينيا وتنزانيا ورواندا، وأنشأت عدة موانئ على ساحلها كميناء بورت في أوغندا، وكيسومو في كينيا وبوكوبا وموانزا في تنزانيا .
2ـ بحيرة تنجانيقا هي تربط حدود كل من دولة تنزانيا وبورندي وزائير وزامبيا، ثم أقامت عدة موانئ على ساحلها لاستقبال السفن التي تنقل البضائع والسكان، وأهم هذه الموانئ ألبرت في زائير وبوجومبورا في بوروندي وکیجوما في تنزانيا.
3ـ بحيرة ألبرت : وهي سطح مائي يصل بين عدة مواني مثل يوثيابا أوغندا وكاساني وهاجي وتيابا في زائير وبواكواش في أوغندا.
4ـ بحيرة ملاوي تصل بين موزمبيق وملاوي وتنزانيا على الرغم من خط الحدود بينها وبين تنزانيا يقع خارج إطار البحيرة.
5ـ بحيرة كيوجا في أوغندا.
ــ الطرق البحرية :
تحيط بإفريقيا أسطح مائية مهمة بعضها يمثل العمود الفقري للتجارة الدولية وأكبرالشرايين الناقلة للوقود. وتواجه القارة مشكلات عديدة في مجال النقل البحري في مقدمتها صعوبة إنشاء الموانئ بسبب طبيعة السواحل التي تقل فيها المرافئ الطبيعية التي تساعد على قيام الموانئ كالخوانق الفيوردات باستثناء أقصى الجنوب كما في كيب تاون وفريتاون.
وبذلك أصبح بناء الموانئ على سواحل القارة يحتاج إلى إنشاءات صناعية باهظة التكاليف، مثل التي أنشأتها جمهورية جنوب إفريقيا ومصر التي لها دور كبير في التجارة العالمية وهناك دول أقامت موانئ كبيرة لتصدير النفط كما في الجماهيرية العظمى والجزائر ونيجيريا كما بنت دول أخرى موانئ للترانزيت كمواني موزمبيق وأنجولا وتنزانيا وزامبيا وموانئ كينيا وأوغندا. وتبقى القارة لا تمتلك أسطولاً تجارياً كبيراً مقارنة بالقارات الأخرى، وكثير من السفن تسجل باسم دول إفريقيا مثل ليبيريا هروباً من الضرائب في دولها وخاصة الأمريكية.
وأهم الموانئ الإفريقية بورسعيد والسويس اللذان يقفان على مدخل قناة السويس طريق الملاحة التجارية الأهم، ودكار عاصمة السنغال التي تقع على ساحل المحيط الأطلسي الشمالي، حيث يمثل حلقة ربط بين أوروبا وأمريكا الجنوبية الذي يمثل خط ملاحي مثلث الشكل وميناء كيب تاون وهو حلقة وصل بين أوروبا وأمريكا وأستراليا.