بصراحة أحاول أن أشرع في كتابة رواية ما هناك أفكار ولكن اختلط علي الأمر بخصوص الاسلوب المناسب في توظيفها اريد نصائحكم
هاهي بداية الرواية :
صاوي
خرافة أوردوس مدينة السراب
المقدمة :
أنا لست من أولئك الذين يملؤون وقت فراغهم بالمطالعة أو بتعلم شيء ما مفيد بل عكس ذلك تماما أملؤه بعمل واحد فقط هو الأحب على قلبي والأمتع أيضا إنه الجلوس في البيت واعتزال الناس والعالم الخارجي المليء بالفوضى ، وأحيانا أجلس في غرفتي وأطفأ النور وأبدأ بمشاهدة المسلسلات لأسافر بخيالي مع الأحداث المشوقة وأغوص في عمق المشاعر الإنسانية والهواجس الروحية ،مسلسلا تلوى الآخر متعة لا توصف ،في إحدى المسلسلات التي شاهدتها وقد كان المسلسل تاريخي هندي على ما أذكر ، وقد كان يحكي عن حقبة قديمة نوعا ما حيث كان يسود حكم الملوك والأمراء ،لازلت أتذكرفي إحدى حلقات المسلسل حينما قالت إحدى الملكات للملك عندما جاء إليها وهو في حيرة من أمره أنه أحيانا الحقيقة تكون أغرب من الخيال وقصة هذه الجملة "أن الملك كان متزوجا من ثلاث ملكات وفجاة مرضت اصغر ملكاته وعندما تم فحصها بشرته الطبيبة بحملها وهو لم يقترب منها ابدا فاستغرب وغضب غضبا شديدا لدرجة انه أراد قتلها ظنا منه أنها قامت بخيانته لكنه تمالك نفسه واستشار ملكته الأولى وهذه الملكة كانت تمتاز بالحكمة والنباهة فقالت له هذه الجملة حينها الحقيقة في أحيان كثيرة تكون اغرب من الخيال وفعلا حينما تحرى عن الحقيقة وجد أن الأمر مجرد مكيدة كادتها أخته وزوجها حيث سقو تلك الملكة شرابا فيه عشبة وبعد مدة ظهرت عليها أعراض تشبه أعراض الحمل تماما فكانت فعلا الحقيقة صادمة وغير متوقعة وأغرب من الخيال" ....إنتهى المسلسل وعدت لواقعي ولحياتي وبعد مدة صادفت مواقفا وأحداثا أغرب من الأحلام أو حتى الكوابيس التي نراها عادة حين ننام ، تشبه الاساطير لحد كبير لكنها حقائق حدثت بالفعل مع أناس من هذا العالم،ولهذا قررت أنا أن اتحلى بالشجاعة لأول مرة وأتطرق لهكذا موضوع ،ربما حتى الأساطير أغلبها لم تكن من نسج الخيال وإنما من واقع بعيد جدا وهنا كان لابد أن تنتقل إلينا بأي شكل من الأشكال فكان للكاتب المبدع حصة الأسد في الترويج لهكذا وقائع على انها حكيات من نسج الخيال لا غير وإنما هي حقائق متبلة بصلصة الإبداع أما أنا فسأقول لكم أني جئتكم في هذه القصة بكثير من الحقائق وكثير من التشويق والمغامرة والتضحية وكثير من الحلم والتمني فتمالكو أعصابكم وتعالوا لأول مرة في حياتنا نجازف ونغامر ونتخلى عن واقعنا الممل وندخل عالم القصة الرائع المليئ بالهواجس الروحية والمشاعر المختلطة والمتقدة مابين حب وكره وحنين وفضول وغربة واشتياق وشجاعة اربطوا احزمة الأمان ولننطلق في هذه الرحلة .....
محتوى الرواية :
الفصل الأول :
- مقدمة
- تمهيد :
- الأيام تتكرر وهي متخمة بالكئابة
- مفاجئة القدر الغير منتظرة
- غربة مابعدها غربة إلى أين؟
- لحظة الهروب المنتظر
- ثمن الخيانة
تمهيد:
أحيانا حين أتأمل هذا العالم أشعر وكأننا نمثل مسلسلا ما ،أجل ....لا شيء حقيقي فيه كل محظ تمثيل وبيع الوهم من ضحك واستعراض للمشاعر المزيفة ،وما خلف الكواليس أشد فضاعة وغرابة ....لكن ماذا لو سخرك الواقع لكشف المسكوت عنه وجعله معلنا وتزيح الشك والغموض باليقين المطلق ،أوماذا لو قدر لك أن تكون عميلا في خدمة الحقيقة ...حقيقة من ماض بعيد جدا تعود لتظهر من تحت سابع أرض ؟
مم لا غبار فيه ولا جدال عليه أن الانسان يولد مرة ويموت مرة واحدة وبذلك تنتهي رحلته في الحياة ، لكن ...ماذا لو كان القدر بجانبك ،وكان الحظ بيدك أو ليس الحظ بل لطف الله معك لينصفك فتعيش حياتين فيقدر لك أن تولد مرتين... أجل .....نفس الشخص يولد مرتين ولكن بهويتين مختلفتين وعالمين مختلفين تماما ،لكن ليس كما تتصورون في مخيلتكم بل ساترك بعض التشويق فليس من حقي أن احرمكم من تلك المشاعر التي تجتاحكم في هذه اللحظة وانتم تقرؤن أسطر هذه الرواية المشوقة ،لكن لدي سؤال هل جربتم أن تعيشوا في المنتصف أن تتعرضوا لموقف الاختيار بين أمرين كلاهما أسوأ من الآخر وأوحش وليس لهما بديل سوى فراغ بسيط بينهما فما أنت بفاعل أو ما أنتم بفاعلين ياسادة وكيف النجاة من هذه اللعنة ،سأترككم تجيبون على هذا التساؤل بأنفسكم ومع أحداث هذه الرواية حتما ستجدون سبيلا آخر غير المنتصف ذاك الصفيح الساخن،وأما إن لم تجربوا غمار تلك الرحلة بعد فلا تحاولو أن تجربوها أبدا لأنها جحيم يلتهم كل ماهو حي وجميل في الإنسان .حين تعيش في المنتصف ...منتصف كل شيئ بين الماء والنار والعتمة والنور ومنتصف المشاعر بين الحزن والفرح والفسحة والضيق وبين النوم واليقظة و الايجابية والسلبية فحتما ستختار الخيال وستشتري الوهم وستبيع الحياة بثمن بخس لتجعل الوهم واقعا وستعيش في كل تفاصيله ولكن كيف ذلك سنعرف . بطلة قصتنا هذه المرة امراة ،ومن الطبيعي أن تكون إمرأة لانها عاطفية دائما تحكم قلبها وتفكر به ولانها رقيقة المشاعر وضعيفة ايزاء متاعب الدنيا ومغرياتها .... زهرة الحياة هذا إسمي قد مضى من عمري 25 سنة ...أجل لقد مر الوقت سريعا هذا مرعب جدا فحياتي التي عشتها سابقا لم أحقق فيها أي إنجاز يذكر ...أو ربما حققت شيئا يسيرا منها ،طموحي كان كبيرا جدا لدرجة أنني لم أجد له اتساعا في عقلي وقلبي ليستقر فيه حتى حين ،هه فرحل بلا رجعة كانت أمنيتي أن أصبح كاتبة من الطراز الرفيع طبعا وان أترك اسما يحتضنه التاريخ بكل فخر كبرت وحين وصلت للثانوي في دراستي تغيرت أحلامي ومع مرور الوقت حتى قناعاتي تغيرت بسبب الحاجة والفقر والمجتمع المادي ، ولكن في قلبي مازال هناك أمل ينبض ليوم يصبح فيه نرد الحظ بيدي فأغير القدر وأقلب الموازين ;وأصبح ما أتمنى ،أما الآن فأبسط أمنياتي أن أحضى بعيش كريم يحفظ كرامتي وكرامة عائلتي فلا نفكر مليا في الإجابة على نفس السؤال كل يوم كأنه طقس مهم يجب أن نفعله كل يوم " كيف نجني المال؟ "السؤال نفسه الذي دمر حياتي وقضى على صحتي النفسية بشكل كبير واستنزف كل طاقة عقلي وقلبي وسرق مني كل ربيع عمري وزهرة شبابي هو السؤال نفسه الذي أفقدني الشغف وأطفأ في روحي شعلة الطموح والسعي والرغبة الملحة في العيش في هذه الحياة والتطلع لمستقبل أفضل مليئا بالانجازات والنجاحات،لقد تملكني العجز بسببه والخوف من الغد والمجهول . وبالرغم من كل ما كنت اعانيه إلا أنني كنت فتاة حالمة تحب الخيال، فقد كنت أجد وطنا آخر يحتضنني بلا مقابل أو تذمر فكنت أهرب إليه كل ليلة وكل ما تسمح لي الفرصة كان اقل خطورة واكثر امانا بالنسبة لي فكنت أطفئ نور غرفتي وأشعل انوار عقلي وأبدأ رحلتي مع الخيال ذاك الوطن الوهمي بلا تاشيرة أوطائرة وبلا حدود أو أقوام مستبدون أو قنصلية أو سفراء كنت أنا بطلة حكايتي في ذاك الوطن كنت أبني وأهدم وأسافر في أي وقت ولأي عصر ومكان وكنت أسن القوانين كيفما أشاءأشاء ،وكنت أسكن أفخم القصور هناك وكنت أعيش القصص التي أنسجها في مخيلتي ، فقد كنت في الواقع أعشق قصص الأميرات والفارس الوسيم الذي سيأتي يوما ما على حصان أبيض ليأخذني ويتوجني ملكة على قصره بعدما كنت مجرد إنسانة عادية وفقيرة ومظلومة من الحياة والواقع والمجتمع بكل فصائله بصراحة أنا أحلم بهذا دائما وأكون سعيدة جدا وأنا أتخيل القصة وأسبك أحداثها بدقة متناهية وبصدق ويقين تام ،أنا فعلا بيني وبين نفسي أتمنى أن تحدث هكذا قصة معي سأكون سعيدة إن مت بعدها لأنني عشت تجربة من الحب والاحترام والتقدير من شخص يعشقني بجنون من شخص ذو هيبة وسلطان أنا أدعو الله بيقين أن يحقق لي هذه الأمنية يوما ما وماذلك على الله بعزيز ههه ربما فجأة سيتغير الحال لا تستغربوا من قدرة الله أبدا ، حسنا الان يجب أن نعود للواقع ، ربما الذي يخفف علي مرارة الدنيا ووحشية البشر وبشاعة المواقف هي الطبيعة والخضار ورفرفة الحمام والفراشات والعصافير ومشية الخيول وغرس النباتات الخضراءوالعناية بها وتقديم لها الحب كل هذه التفاصيل هي في الواقع نعم عظيمة من الله سبحانه وتعالى فهي تستطيعأن تغير مزاج الإنسان الحزين في لحظة وتبهجه ،كان حلمي دائما أن اعيش حياة بسيطة جدا كبساطة الانسان العابد الزاهد تماما لاعلاقات معقدة ولا مال كثير ولا مستقبل مجهول مبني على معايير مادية ،ربما الآن لو سألتني في هذه اللحظة عن أقصى أقصى أمنياتي؟ لأجبت أن يجد والدي وظيفة أو يحظى براتب محترم يقيه العوز والحاجة ،هذه مشكلتي الوحيدة ،والدي ليس ظالم ولا قاسي ولكن هو غير مسؤول بالشكل الذي يجب ان يكون عليه كل اب اتجاه اسرته ،لا يبدأ بعمل حتى يكون هناك نقاشا وجدالا حاد ينتهي في العادة بقطيعة تستمر لايام وتوتر لا ينتهي ،بالرغم من أنه طيب القلب ولكنه أيضا شخص صعب المراس والطباع يظن أنه يفهم كل شيء في هذه الحياة لدرجة أنه قاطع الامل منها ان تبتسم له يوما ،لا اعرف اي نوع من الرزق ينتظر إذا كان لديه أفضل مايستحق بلا تعب ولا عناء....أجل هو في الواقع محظوظ لكنه غير مدرك ذلك لأنه يربط الرزق بالمال وتحصيل الثروة ،هي زوجته تلك الانسانة الصالحة الطيبة والصادقة أنسانة واعية جدا وحكيمة خطواتها محسوبة ذكية في كل تصرفاتها وملتزمة بكل واجباتها ،إنها أمي وأنا أفتخر بها هي قدوتي في كل شيء وقوتي وعزائي وقت الشدة،وصديقتي التي أجدها في أي وقت ،حتى الظل يفارق صاحبه لكن أمي لا , بريئة المحيا كبرائة الاطفال نقية السريرة جدا ،لم أرها تحقد على أي أحد حتى في كلامها عقلانية واتزان وحرص شديد على قول كل ما فيه خير وصلاح للجميع، أمي لا يشببهها أحد ولن تتكرر مرتين ،طبعا مايزعجها عادة عجز زوجها الذي هو والدي وضعفه وبعض الجحود المتمثل في نكران أفضالها عليه، لا ندري هل سيعرف قيمتها قبل فوات الاوان ،لنرى .
الحياة قد لا تعطيك كل شيء تمنيته هذه طبيعتها وهذه مشيئة الله أيضا ،لكن الله إذا أخذ منك شيئا حباك أضعاف ما أخذ فقد يعوضك بشيئ يغنيك عن كثير من الأشياء فيكون لك هو بمثابة العوض الجميل والكنز الذي هو أثمن من كل ثروات العالم،و هنا في هذه القصةالكنز هم الاولاد والعائلة التي تتشارك الحب ،طبعا عندنا زهرة الحياة وزينب ومصطفى، زهرة الحياة بطلة قصتنا وقد تحدثنا عنها ولكن في أحداث القصة سنضيء جوانب حياتها أكثر، أما زينب فهي اصغر من زهرة الحياة باربع سنوات يمكن ان نقول انه مضى من عمرها 22 سنة انسانة طيبة سمراء البشرة قليلا ولكنها جميلة انسانة عصبية ايضا وحساسة وواعية في نفس الوقت مثل الأترنجة سنقول أن الحموضة هي عصبيتها وعنادها وأما الحلاوة فهي طيبتها وصفاء روحها في معظم الاحيانا تتصرف بحكمة عيبها الوحيد انها تحب الحياة اكثر من كل شيء وكل ماله علاقة بها وغير ملتزمة بالعبادات وهذا سبب خلافات زهرة الحياة معها تقريبا دائما تحاول معها اما بالنصيحة او بالعتاب والتوبيخ ولكن في الفترة الاخير توقفت عن هذا كله لان زينب اصبحت واعية وتعرف ان ما تفعله خطا فقط اكتفت بالدعاء لها بالهداية والاستيقاظ من تلك الغفلة .ناتي الان لمصطفى آخر العنقود كما يقولون سيبلغ السن 18 قريبا ويريد ان يدخل الجيش ، انسان مهمل جدا وطائش ومدلل قليلا من الوالدة نوعا ما وعصبي ايضا ليس لديه شيء محبب لقلبه لا يحب الدراسة ابدا يكرهها أكثر من أي شيء ،بل هي عدوته الاولى في الحياة بالنسبة له لدرجة انه طرد من المدرسة بسبب اعاداته المتكررة لنفس الصف على عكس أختيه فزهرة الحياة انهت دراستها الجامعية بمعدل جيد في كلية الادب والفنون وتتمنى ان تجد وظيفة تناسبها سواء في التعليم أو في الادارة ،واما زينب تدرس في كلية الحقوق وهي مجدة في دراستها تطمح ان تجد وظيفة تلائمها يوما وتتخلص من حياة الفقر والحاجة وان ينتهي ذاك الجدال العقيم مع الوالد بخصوص البحث عن عمل