لكلّ شيء أثر في النفس ووقع على القلب وانطباع في الذهن، وللصورة الفوتوغرافيّة دور وأهميّة وتأثير قويّ، فهي مثلما يُقال تُغني عن ألف كلمة، وهو قول مدعوم بالواقع، إذ عُدّت من أهمّ الوثائق لكونها الجزء الأكثر وضوحاً في نقل الحقائق والأحداث، وتعدّ الصورة وسيلة من وسائل نشر الوعي والثقافة، وفي بعض الأحيان تُسهم في تشكيل الرأي العام.

لاقى المصوّر في العتبة العبّاسيّة عناية واهتماماً حاله حال أقرانه من منتسبي العتبة المقدّسة التي دأبت على دعم ملاكاتها وطاقاتها التي تحتضنها، وكان لشعبة المكتبة النسويّة التابعة لقسم الشؤون الفكريّة نصيبٌ من تلك الرعاية. حديثنا اليوم يختصّ بصاحبة العدسة الفوتوغرافيّة المتميّزة التي كانت توثّق بالصورة كلّ نشاطات الشُعَب النسويّة في العتبة العباسيّة المقدّسة وفعاليّاتها بحرفيّة ومهنيّة وبأسلوب عصريّ. التقت رياض الزهراء(عليها السلام) بمصوّرتها الستّ إسراء مقداد السلاميّ التي عرّفتنا عن كثب على أبرز نشاطاتها التي قدّمتها خلال مسيرتها بوصفها مصوّرة في المكتبة والمجلّة: بدأتُ العمل في التصوير سنة 2018م، إذ شاركت في دورات تدريبيّة في معهد الكفيل، وحصلتُ على امتياز حينها، واستمرّ عملي منذ ذلك الحين مع التركيز على تطوير مهاراتي وقدراتي إلى اليوم، وما دفعني إلى التعلّم هو حبّي لهذا العمل وأهميّته بالنسبة إلى النساء خاصّة ونحن نعمل في كنف المولى أبي الفضل العبّاس(عليه السلام).

وأضافت السلاميّ: خلال رحلة عملي قمتُ بالتقاط ما يقارب (5000) صورة فوتوغرافيّة شملت تغطيات لمهرجان ربيع الشهادة العالميّ الخامس عشر، ومهرجان روح النبوّة الثقافيّ النسويّ العالميّ الثاني والثالث، إضافةً إلى تصوير مجالس العزاء في شعبة الخطابة النسويّة مع تصوير العروض المسرحيّة فيها، وكذلك تصوير أغلب فعاليّات مركز الصدّيقة الطاهرة، وفعاليّات شُعبة مدارس الكفيل النسويّة، فضلاً عن تصوير احتفالات مركز الثقافة الأسريّة وبرامجه، مثلما قمتُ بتغطية فعاليّات إذاعة الكفيل النسويّة، والمسابقة التمهيديّة الثالثة التي أقامها معهد القرآن الكريم النسويّ في محافظة النجف الأشرف، وفعاليّات الملتقيات الإعلاميّة التابعة لوَحدة مجلّة رياض الزهراء(عليها السلام) ووَحدة دعم القراءة والتلقّي، وتصوير الندوة الفكريّة التي أقامتها العتبة الكاظميّة المقدّسة بمناسبة ولادة السيّدة فاطمة الزهراء(عليها السلام).

وأوضحت السلاميّ: كانت لي مشاركات في مسابقات عديدة، منها مسابقة (أبصار) التي أقامتها العتبة الحسينيّة المقدّسة في ضمن برنامج ربيع الشهادة العالميّ، وفزتُ من ضمن العشرة الأوائل، ومسابقة (أبواب الرحمة) التي أقامها قسم المشاريع الهندسيّة في العتبّة العباسيّة المقدّسة وقد فزتُ بها من ضمن العشرة الأوائل، وكذلك مسابقة (السراج) التي نظّمها دار القرآن الكريم في العتبة الحسينيّة المقدّسة، ونلتُ جائزة تقديريّة كوني من ضمن العشرة الأوائل، وكانت المشاركات من (7) دول، وعدد الصور المشاركة (156) صورة.

طموح ورغبة وحلم وهدف كلّها تدفع الإنسان نحو الإبداع والتميّز وتحقيق ما يصبو إليه، وهذا ما وجدناه لدى الملاكات النسويّة في العتبة العباسيّة المقدّسة التي دأبت على تقديم الأفضل في كلّ جانب من جوانب عملها المُحكم.