كيف نجتاز أزماتنا بسلام؟ ‎ط¢ط®ط±
ط§ظ„طµظپط­ط©
البقعاوي

  • ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ:
    252953
مشرف الإقتصاد والأعمال
مشرف السياسة العربية والعالمية
مشرف الحياة الأسرية
مشرف مجتمع اليوم
مشرف الذكاء الاصطناعي
مشرف مهن وصناعات وإختراعات
مشرف التنمية البشرية
مشرف أخبار وتقنيات وشبكات الجوال
البقعاوي

مشرف الإقتصاد والأعمال
مشرف السياسة العربية والعالمية
مشرف الحياة الأسرية
مشرف مجتمع اليوم
مشرف الذكاء الاصطناعي
مشرف مهن وصناعات وإختراعات
مشرف التنمية البشرية
مشرف أخبار وتقنيات وشبكات الجوال
ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ: 252953
ظ…ط¹ط¯ظ„ ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ ظٹظˆظ…ظٹط§: 31.9
ط§ظ„ط£ظٹط§ظ… ظ…ظ†ط° ط§ظ„ط¥ظ†ط¶ظ…ط§ظ…: 7929
  • 21:12 - 2025/05/01

لا تخلو حياة البشر في هذه الدنيا على طول مشوارها من المصائب والبلايا، وهذا بالذات ما يخلف أزمات لا مفر منها، فهي فوق إرادة وتوقع الإنسان، كما تعد من الأمور الحرجة نظرا لما قد يترتب عليها من تحول مصيري في حياة الأفراد أو المؤسسات أو الدول، وغالبا ما تتزامن مع عنصر المفاجأة، وتخلف أضرارا كثيرة؛ منها ما هو حسي ملموس ومنها ما هو معنوي وجداني، وينتج عنها أيضا مجموعة من الخسائر سواء التي تكون ذات طابع طبيعي، أو الناجمة عن تفاعل المرء مع غيره من أفراد جنسه ومع الأشياء الأخرى، وهذه الخسائر لا تحصل عبثا وإنما لقوة حدة الأزمات أو جراء سوء التعامل معها، وإما بفعل هشاشة البنية الداخلية للفرد؛ كضعف الشخصية وقلة الثقة في النفس، أو بفعل ما تفرزه البيئة الخارجية المؤثرة في الذات؛ كالنقص في الدعم والإسناد من مختلف مؤسسات المجتمع والدولة.

  

لا يكاد أحد منا ينجو من الأزمات التي تحل بالبشرية، والتي قد تكون سببا من أسباب عيش الإنسان في تعاسة وكدر، فكلما اشتدت درجتها إلا وصارت أكثر فتكا، بل وتصبح في أحيان كثيرة سببا في هلاك العديد من البشر، لأن كيفية التعامل مع الأزمات تختلف بين فرد وآخر، فهناك من لا تهزه ويبقى أمامها صامدا ويكمل طريقه كأن شيئا لم يقع، وهناك من تسقطه لكنه يعاود الوقوف من جديد ليصير أقوى مما كان، وهناك من يعلن استسلامه بمجرد ما أن تعترضه في مشواره بهذه الحياة، ويعود سبب هذا التفاوت في كثير من الأحيان إلى افتقاد الفرد للتصرف الحكيم الذي يكفل له الخروج من الأزمات بسلام، وقد يرجع ذلك أيضا إلى وجود ظروف معينة ليس للإنسان عليها سلطان، أو إلى شدة قوة الأزمات التي أصابته.

  

تعتبر الأزمات من التحديات المصيرية لكننا نحن البشر نستطيع معالجة الآثار الناجمة عنها؛ وذلك بالتعامل معها على نحو يقلل أضرارها، ويحوِّل محنها إلى منح، ويجعل شدة وطأتها عطاءً مثابا، بالرغم من أننا لا نملك القدرة على إيقاف وقوع ما يصيبنا من أقدار حاصلة بمشيئة الله، إلا أن هذا ليس سببا مقنعا للانهزام التام أمامها؛ بالتأثر سلبا بوقعها القوي على النفس، واستنزاف جميع القوى والطاقات بالهلع والجزع منها، فيحرم المتأزم من إمكانية عبورها بثبات، في الحقيقة وإن اعتقدنا أن ما يصيبنا يحمل لنا الكثير من السوء والشر، إلا أنه دافع قوي للتعامل إيجابا معه، لكي نخرج مما يمكنه أن يؤزمنا بأقل الأضرار الممكنة، ولا يكون ذلك إلا بتتبع كيفية تمكننا من عبور أزماتنا بسلام على نحو يجعلنا أكثر تماسكا وثباتا وأقل عرضة للإحباط والإخفاق.

 

 علينا أن نعلم بأن التزامنا بما ذكرنا على المستويين الخارجي والداخلي سيفيدنا كثيرا في عبور أزماتنا بسلام رغم تعددها، لأنها تبقى مشتركة في الجوهر وإن اختلفت في المظاهر والأسباب

  


لهذا تعد كيفية اجتياز أزماتنا بسلام إحدى الموضوعات البالغة الأهمية، فالتعامل معها بشكل غير واعٍ يؤثر فينا سلبا: جسديا وعقليا ونفسيا، ويجعلنا في وضع لا نحسد عليه، وهذا الأمر بالذات هو الذي فرض علينا مزيدا من الاهتمام بهذا الموضوع، لكي يكون هناك إدراك جمعي للكيفية التي تجعلنا نعبر أزماتنا بسلام، فبذلك يسهل تحقيق الغلبة على ما يؤزمنا خصوصا عندما نمتلك إرادة فاعلة، وعزيمة راسخة، وتصميما فولاذيا، مما يعني أن إتقاننا لهذه الكيفية يتطلب مهارة عالية تمنحنا القدرة على التصدي لكل ما يؤزمنا بشكل شرعي وقانوني، دون إغفال التحضير الجيد لمخطط خاص بالطوارئ؛ كي نتفادى آثار الأزمات المدمرة، ونتجنب الوقوع في التخبط بقرارات عنيفة وارتجالية عنترية غير مدروسة، بفعل قوة الصدمة والإحساس بالخطر الشديد، مما يعني فقدان التركيز والتشويش على الذهن، الشيء الذي يؤدي لا محالة إلى التعامل مع العوارض المفاجئة بصورة ضعيفة وغير مناسبة.

  

وتجدر الإشارة إلى أن اجتياز أزماتنا بسلام عملية تستلزم الصمود، لكي نكون قادرين على إبعاد الأفكار السوداوية، والمشاعر المظلمة، وردود الفعل السلبية تجاه أزماتنا، الأمر الذي سيؤدي بشكل طبيعي وربما حتمي إلى الإعلان عن تحقيق الانتصار بأقل الخسائر، وإلى الرفع من قدرة تفاعل مناعتنا الذاتية بفعالية مع ما يصيبنا من أزمات، لهذا نقول أن هذه العملية في حقيقتها تعد معركة إرادة أكثر من كونها معركة مواجهة، لكنه في نفس الوقت لا تقتصر على ذلك فقط، لأنها تحتاج لأمور أخرى ذات أهمية بالغة في خلق حلول ناجعة، ويمكن إجمالها في خطوتين رئيسيتين:

  

تطويق الأزمات بإحكام

إن أكثر ما يصيبنا من أزمات إن تركناها بدون تطويق ستغلي غليان المرجل وتتصاعد وتائر غليانها في كل الاتجاهات، وستكبر لتغطي مساحة واسعة من جهدنا وتفكيرنا وطاقاتنا، وتتحول من أزمات بسيطة إلى حروب طويلة الأمد الرابح فيها خسران، فعندما نقوم بمحاصرة الأزمات نمنعها من الامتداد، ونحد من انتشارها على نطاق واسع، ونحول دون وقوع آثار سلبية عميقة المدى، بل ونحجمها ونجعلها صغيرة أمام الإمكانيات المتاحة والاختيارات المحدودة للوصول للحلول الممكنة، فإن من أكبر الأخطاء التي نقع فيها نحن معشر المتأزمين أننا ننجر وراء الأزمات وتسترسلنا بكل ما تحمله من هواجس ومخاوف وغيرها من عناصر الانهزام إلى حيث لا نريد، في المقابل نجد بأن ما هو مطلوب منا بالأساس يتمثل في التمكن من تطويقها، لنكون أقوى وأكثر استعدادا وتحكما في تأثيرها علينا؛ بمنع كل من يحاول إقحام أمور وحسابات أخرى عنوة باستهتار واحتقار، وفرض العزلة على القوى الخارجية التي ترغب في الزيادة من حدة ما يؤزمنا دون أدنى احترام لرقابتنا الداخلية.

 

احتواء الأزمات والسيطرة عليها

قبل البدء في هذه الخطوة ينبغي أن ننتهي من الخطوة السابقة؛ بحصر أزماتنا وتطويقها بطوق محكم، إذا أردنا الإمساك بزمامها من الداخل، والتمكن من التلطيف من حدتها، والتحكم فيها بشكل يستبعد معه خروجها عن سيطرتنا، فنحتويها وكل ما له ارتباط بها، لكي تتم معالجتها باستقلالية تبعدنا عن باقي الأمور التي يمكن أن نعاني منها، وهذا ما سيعطي هيمنة كبيرة للأزمة التي نريد أن نجتازها بسلام، ما سيجعل المنظومة الإدارية الذاتية لدينا تضع ضمن أولوياتها ما نحدده نحن، فنتجنب بذلك الوقوع في شراك ما هو غير متداخل معها، فكلما كنا قادرين على احتواء أزماتنا إلا وكنا منظمين أكثر، ولنا استطاعة كاملة على بسط سيطرتنا وحسم المعركة لصالحنا، لأننا بذلك نصبح أفضل وأكمل، بحيث تكون كل خطوة من خطواتنا لها وقع إيجابي في علاج مختلف الانعكاسات السيئة والآثار السلبية، خصوصا التي تترك تبعات تمس استقرارنا وأمننا وأماننا الداخلي.

 

وفي الأخير علينا أن نعلم بأن التزامنا بما ذكرنا على المستويين الخارجي والداخلي سيفيدنا كثيرا في عبور أزماتنا بسلام رغم تعددها، لأنها تبقى مشتركة في الجوهر وإن اختلفت في المظاهر والأسباب، وكلما كانت نظرتنا إليها متسمة بالواقعية والحكمة  إلا وكان تعاملنا معها جيدا، مما يعني سهولة تجاوز أضرارها، ولا يمكننا أن نتصرف بسلوك صحيح مع ما يقع لنا من أزمات بدون ما أن نعرف كيفية عبورها بسلام، فبذلك تعظم مكاسبنا وتختصر المسافة التي ببننا وبين الحلول الفعالة في أجواء سليمة خالية من الخوف والتوتر، وبهذا نكون قد صرفنا جهدا أقل مع نتائج أفضل في اجتيازنا للأزمات، ونعود بقدرة تنافسية أقوى مما كنا عليه من قبل، ونتأهب ونكون على استعدادا تام لخوض مثل هذه المعارك الطاحنة دون كلل أو استكانة.

0📊0👍0👏0👌
MIROU DTN

  • ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ: 570747
    ظ†ظ‚ط§ط· ط§ظ„طھظ…ظٹط²: 692976
ط¹ط¶ظˆ ط£ط³ط§ط³ظٹ
MIROU DTN

ط¹ط¶ظˆ ط£ط³ط§ط³ظٹ
ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ: 570747
ظ†ظ‚ط§ط· ط§ظ„طھظ…ظٹط²: 692976
ظ…ط¹ط¯ظ„ ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ ظٹظˆظ…ظٹط§: 500.2
ط§ظ„ط£ظٹط§ظ… ظ…ظ†ط° ط§ظ„ط¥ظ†ط¶ظ…ط§ظ…: 1141
  • 22:19 - 2025/05/01
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تسلــم الأيــــادي على الإنتقـــاء المميز والقيـــم
وبارك الله فيك على الطرح الرائـع وجزاك الله خيرا
لمـــا تقدمــــه من مجهــــودات طيبـــة .
واصل تميــــزك وتألقـــك ، في إنتظــــار جديـــدك
تحيـــــــاتي.
0📊0👍0👏0👌
ramiraji

  • ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ:
    432247
مشرف دردشة وفرفشة
مشرف التنمية البشرية
أفضل مشرف بقسم تعارف ودردشة للشهر المنقضي
أفضل عضو لهذا الشهر في منتدى مجالس الأعضاء
ramiraji

مشرف دردشة وفرفشة
مشرف التنمية البشرية
أفضل مشرف بقسم تعارف ودردشة للشهر المنقضي
أفضل عضو لهذا الشهر في منتدى مجالس الأعضاء
ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ: 432247
ظ…ط¹ط¯ظ„ ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ ظٹظˆظ…ظٹط§: 59.8
ط§ظ„ط£ظٹط§ظ… ظ…ظ†ط° ط§ظ„ط¥ظ†ط¶ظ…ط§ظ…: 7229
  • 23:27 - 2025/05/01
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع رائع و هام يحتوي على معلومات قيمة و جميلة
بوركت يمينك التي نشرك و بيان فكرك الذي انتقى
بانتظار جديدك دوما
لك كل تحية و تقدير
0📊0👍0👏0👌
أحساس غالي

  • ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ:
    7454
مشرف التنمية البشرية
مشرف العلوم الهندسية
أفضل عضو للشهر المنصرم بمنتدى التنمية البشرية
أفضل عضو بالمنتدى الإسلامي العام
أحساس غالي

مشرف التنمية البشرية
مشرف العلوم الهندسية
أفضل عضو للشهر المنصرم بمنتدى التنمية البشرية
أفضل عضو بالمنتدى الإسلامي العام
ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ: 7454
ظ…ط¹ط¯ظ„ ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ ظٹظˆظ…ظٹط§: 38.2
ط§ظ„ط£ظٹط§ظ… ظ…ظ†ط° ط§ظ„ط¥ظ†ط¶ظ…ط§ظ…: 195
  • 03:40 - 2025/05/02

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وتحية طيبة وعاطرة مفعمة بالودّ والاحترام لجميع الأعضاء الكرام في هذا الموقع المبارك، الذي اجتمعنا فيه على الكلمة الهادفة، والفكرة النبيلة، والسعي الجاد نحو ارتقاء الفكر وعلوّ الإدراك، وتلاقح الرؤى النابعة من أعماق التجربة، والممتزجة بأنين القلوب وبصيرة العقول.

أما بعد، فاسمحوا لي أيها الإخوة الأحبّة أن أطرح بين أيديكم حديثًا متواضعًا، يخرج من عمق التجربة ويقودنا إلى ناصية التأمل والتساؤل، حول سؤال قلّما نفلت منه في هذه الحياة الصاخبة: كيف نجتاز أزماتنا بسلام؟ سؤالٌ تتقاطع عنده خيوط النفس البشرية، وتُستنهض فيه معاني الصبر والحكمة والإيمان والمرونة، وتُختبر فيه القدرة على السير في دروب الحياة رغم العواصف، والخروج من عنق الزجاجة بروح لم تُكسر، وقلب لم يُطفأ، وعقل لم يُضلّ عن جادة الصواب.

إن الحديث عن الأزمات ليس ترفًا فكريًا، ولا تنظيرًا بعيدًا عن الواقع، بل هو حديث الساعة واليوم والغد، حديث الإنسان الذي يمرّ بفقد، ويُفاجأ بخذلان، ويُحاصر بضيق ذات اليد، وتضجّ في صدره أسئلةٌ لا تنتهي: لماذا أنا؟ لماذا الآن؟ كيف أحتمل؟ ومن يمسك بيدي حين تضيع الطرق وتظلم الدروب؟ كيف أصل إلى السلام وسط كل هذا الضجيج؟ وما هو السلام أصلاً؟ هل هو صمت الألم أم تجاوزه؟ هل هو رضا بالواقع أم ثورة عليه بحكمة؟

الأزمات ــ يا سادة ــ لا تأتي لتنذر بفناء الإنسان، وإنما تأتي لتختبر جذور ثباته، عمق إيمانه، ومقدار نضجه الروحي والفكري، وتكشف عن المعادن الحقيقية، وتعرّي الأقنعة، وتُعيد تشكيل الذات. من لم يعرف نفسه في الأوقات الحالكة، فهو لم يعرفها حقًا. ومن لم يجالس وحدته في ساعات الخوف والقلق، فلن يذوق طمأنينة النجاة. إذ إن عبور الأزمات لا يكون فقط بالخروج منها، بل بكيفية خروجنا، وما الذي اكتسبناه أو فقدناه، وما الصورة التي رسمناها لأنفسنا ونحن نغادرها.

نعم، الأزمات تُربك، تُرهق، وتدفع البعض نحو التهور، أو نحو الاستسلام، ولكن هناك مَن يملكون بوصلة روحية تضيء لهم الطريق وسط الظلام. هؤلاء يَعتبرون الأزمة فرصة لإعادة ترتيب الذات، لإعادة النظر في الأولويات، لتنظيف النفس من شوائب الغرور والاعتماد الزائف على الناس، والعودة إلى الله بصدق، لا خوفًا من البلاء، بل حبًا في النور بعد العتمة. إنهم لا يخرجون من الأزمة كما دخلوا، بل يخرجون بأنفس جديدة، بنبض مختلف، برؤية أوسع، وبصمت يسبق الكلام.

أحيانًا لا نحتاج لمن يحلّ الأزمة، بل لمن يجلس بجانبنا في صمت، يشاركنا الثقل، لا الكلمات. لأن السلام لا يُمنح، بل يُبنى لبنة لبنة من الداخل. من صبر عميق، من يقين بأن كل شدةٍ إلى زوال، من إيمان بأن وراء كل ليلٍ فجر، ومن فهمٍ أن الألم ليس عدوًّا بل معلمًا، وأن كلّ نزيفٍ داخليّ هو تمهيدٌ لنضجٍ لا يأتي سواه.

ولعلّ من أهم أسرار اجتياز الأزمات بسلام هو أن نُدرك بأننا بشر، نضعف، نبكي، نتألم، ولكن لا ننهار. أن نمنح أنفسنا حق الحزن دون خجل، وحق الاستراحة دون جلد، وحق الصراخ في الخفاء دون خيانة للتماسك الظاهري. أن نفهم أن "السلام" لا يعني أن الحياة هادئة، بل أن داخلنا غير مضطرب رغم الضجيج. السلام ليس نفيًا للمشاعر، بل هو القدرة على احتوائها دون أن تبتلعنا.

لقد رأيتُ في لحظات الأزمات كيف يسطع نورٌ خفيّ من عيون من ظنناهم منطفئين. كيف تولد عزائم من رحم الفقد، وكيف تنبت شجيرات الأمل في صحراء اليأس، كيف نغدو أكثر قربًا من الله حين تُغلق الأبواب كلها، كيف نتعلم الحديث مع أنفسنا حين يسكت الجميع، وكيف نكتشف ما الذي يهمّ فعلًا، وما الذي كان مجرّد وهمٍ زائل.

وكم من أزمة كانت بركة مستترة، كم من ضيق فتح بابًا لما هو أوسع، وكم من عثرة علمتنا كيف نمشي مستقيمين. فالأزمات لا تسرقنا، بل تعيدنا إلينا. إنها توقظنا من سبات التكرار، وتدفعنا لنخطّ طريقًا جديدًا، لتنهض فينا روح الطفولة التي لا تخجل من السقوط، ولا تيأس من المحاولة.

إن الإنسان الذي يتعلّم من أزمته لا يعود كما كان، وإن عاد، فإنه يعود أكثر رحمة، أكثر حكمة، وأكثر إيمانًا. يدرك أن الغضب لا يشفي، وأن الندم لا يغيّر الماضي، وأن أفضل رد على الظلم هو النهوض من تحت أنقاضه، والمضيّ قدمًا دون التفات. يدرك أن الحياة قصيرة، والفرص نادرة، وأن القلب الذي ما زال ينبض رغم كلّ ما مرّ به، يستحق أن يُصان، لا أن يُثقل باللوم.

ومن هنا، فإننا حين نُحسن اجتياز أزماتنا، لا نكون قد عبرنا مجرّد مرحلة، بل نكون قد عبرنا إلى نسخة أرقى من أنفسنا. فلتكن أزماتنا جسورًا لا قبورًا، دروسًا لا كوابيس، بدايات لا نهايات. ولننظر إليها كما ينظر الرسام إلى صفحة بيضاء، لا ليتحسّر على بياضها، بل ليرسم عليها لوحة جديدة بلون التجربة، لا بلون الخوف.

أختم حديثي وأقول: الشكر كل الشكر لإدارة هذا الموقع الرائع، التي منحتنا منبرًا نفصح فيه عن خواطرنا وتجاربنا ونكسر فيه حواجز الصمت. كما أوجه شكري للأخ الذي فتح لنا هذا الباب للحديث عن أمر يخصّ كلّ واحد منا دون استثناء، فبارك الله في جهوده ومساعيه، وزاده الله بصيرة وحكمة.

مودتي // أحساس غالي
#الأزمات_تصنعنا #قوة_الروح #السلام_الداخلي #حديث_من_القلب

0📊0👍0👏0👌
ILifeMyKaRaM

  • ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ:
    420223
مشرف المغتربون والهجرة
مشرف العلوم الهندسية
ILifeMyKaRaM

مشرف المغتربون والهجرة
مشرف العلوم الهندسية
ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ: 420223
ظ…ط¹ط¯ظ„ ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ ظٹظˆظ…ظٹط§: 253.6
ط§ظ„ط£ظٹط§ظ… ظ…ظ†ط° ط§ظ„ط¥ظ†ط¶ظ…ط§ظ…: 1657
  • 04:29 - 2025/05/02
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
معلومات رائع ومواضيع مميز وابداع التي قدمتها لنا
وتسلم الايادي التي ابداعت في هذا المشاركة
اتمنى لك التوفيق ولا تحرمنا من ابداعاتك وتميزك المتواصل
واتمنى ان تعم في كل ما هو جديد ومفيد للجميع ان شاء الله بانتظار جديدك الرائع والجميــــــل كوجـودك المتواصـل والجميـل معنا
تحياتـــي الحــار وجزاك الله خير وجعل عملك حسنة تانية لك بالتوفيق تسلم الايادي لتستفيد وتفيد اعاني الله مليون رد مشاركة
تسلم اليد لي رسمت مشاركاتك الرائعة
لك تقبل مروري المتواضع
0📊0👍0👏0👌
الزير لا يستسلم

  • ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ: 12949
    ظ†ظ‚ط§ط· ط§ظ„طھظ…ظٹط²: 25620
ط¹ط¶ظˆ ط£ط³ط§ط³ظٹ
الزير لا يستسلم

ط¹ط¶ظˆ ط£ط³ط§ط³ظٹ
ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ: 12949
ظ†ظ‚ط§ط· ط§ظ„طھظ…ظٹط²: 25620
ظ…ط¹ط¯ظ„ ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ ظٹظˆظ…ظٹط§: 132.1
ط§ظ„ط£ظٹط§ظ… ظ…ظ†ط° ط§ظ„ط¥ظ†ط¶ظ…ط§ظ…: 98
  • 19:11 - 2025/05/02
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تسلــم الأيــــادي على الإنتقـــاء المميز والقيـــم
وبارك الله فيك على الطرح الرائـع وجزاك الله خيرا
لمـــا تقدمــــه من مجهــــودات طيبـــة .
واصل تميــــزك وتألقـــك ، في إنتظــــار جديـــدك
تحيـــــــاتي.
0📊0👍0👏0👌

ط§ظ„ط±ط¯ ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„ظ…ظˆط§ط¶ظٹط¹ ظ…طھظˆظپط± ظ„ظ„ط£ط¹ط¶ط§ط، ظپظ‚ط·.

ط§ظ„ط±ط¬ط§ط، ط§ظ„ط¯ط®ظˆظ„ ط¨ط¹ط¶ظˆظٹطھظƒ ط£ظˆ ط§ظ„طھط³ط¬ظٹظ„ ط¨ط¹ط¶ظˆظٹط© ط¬ط¯ظٹط¯ط©.

  • ط¥ط³ظ… ط§ظ„ط¹ط¶ظˆظٹط©: 
  • ط§ظ„ظƒظ„ظ…ط© ط§ظ„ط³ط±ظٹط©: 

 كيف نجتاز أزماتنا بسلام؟ ‎ط¨ط¯ط§ظٹط©
ط§ظ„طµظپط­ط©