يَا رَبِّ رَحْمَتُكَ الكُبْرَى نَلُوذُ بِهَا *** إِذْ جَارَ فِي لَيْلِهِ المَكْرُوهُ وَالزُّورُ

مَادَتْ بِنَا الأَرْضُ حَتَّى ضَاقَ مَنْهَجُنَا *** وَالدَّهْرُ أَوْصَدَ بَابَ الحُبِّ مَكْسُورُ

أُحِبُّكِ يا ظَلومُ فَأَنتِ عِندي

مَكانَ الروحِ مِن جَسَدِ الجَبانِ

وَلَو أَنّي أَقولُ مَكانَ روحي

خَشيتُ عَلَيكِ بادِرَةَ الطِعانِ

إنْ كان مَنزِلَتي في الحبّ عندكُمُ *** ما قد رأيتُ فقد ضيّعْتُ أيّامي

أُمْنِيّة ظفِرَتْ روحي بها زَمَناً *** واليومَ أحسَبُها أضغاثَ أحلام

وإن يكُنْ فرطُ وجدي في مَحَبّتِكُمُ *** إثْماً فقد كَثُرَتْ في الحبّ آثامي

ما اسمُ قوتٍ لأهلِهِ

مثلُ طيبٍ تحبُّهُ

قلبُهُ إن جعلتَهُ

أولاً فهو قلبُه

يا راحِلاً وَجَميلُ الصَّبْرِ يَتْبَعُهُ

هَلْ من سبيلٍ إلى لُقْياكَ يَتَّفِقُ

ما أنصَفَتْكَ جُفوني وهيَ دامِيَةٌ

ولا وَفى لكَ قلبي وهو يحترِقُ

أرى البُعْدَ لم يُخْطِرْ سواكم على بالي

وإن قَرّبَ الأخطارَ من جسدي البالي

فيا حبّذا الأسقامُ في جَنبِ طاعتي

أوامِرَ أشواقي وعصيانِ عُذّالي

قد راحَ رسُولي وكما راحَ أَتَى

باللَّهِ مَتى نَقَضْتُمُ العَهْدَ مَتى

ما ذا ظنِّي بِكُمُ ولا ذَا أَملي

قَد أَدركَ فِيَّ سُؤلَه من شَمِتَا

يا راحِلاً وَجَميلُ الصَّبْرِ يَتْبَعُهُ

هَلْ من سبيلٍ إلى لُقْياكَ يَتَّفِقُ

ما أنصَفَتْكَ جُفوني وهيَ دامِيَةٌ

ولا وَفى لكَ قلبي وهو يحترِقُ

ما أحْسَنَ ما بُلْبلَ مِنْهُ الصُّدْغُ *** قَدْ بَلْبَلَ عَقْلِي وَعَذُولي يلغو

ما بِتُّ لَدِيغاً مِنْ هَوَاهُ وَحْدِي *** من عَقْرَبَهِ في كلِّ قلبٍ لَدْغُ

يا هَل لِماضي عَيشِنا مِن عَودَةٍ *** يَوماً وَأسمَحُ بَعدَهُ بَبقائي

هَيهَاتَ خَابَ السَعيُ وَانفَصَمَت عُرى *** حَبلِ المُنى وَانحَلَّ عَقدُ رَجائي

وكَفَى غَراماً أَن أَبِيتَ مُتَيَّماً *** شَوقي أَماميَ وَالقَضاءُ وَرائي

أهْفُو لأنفاسِ النّسِيمِ تَعِلّةً **** ولوَجْه مَن نقَلَتْ شَذَاهُ تشوّفي

فلَعَلّ نارَ جوانحي بهُبُوبِها **** أن تنطَفي وأوَدّ أن لا تنطَفي

يا أهلَ وُدّي أنتم أَمَلي ومَن **** نَادَاكُمُ يا أَهْلَ وُدّي قد كُفي

ولي في الهوى عِلْمٌ تَجِلّ صفاتُهُ

ومن لم يُفَقّهه الهوى فهْو في جهل

ومن لم يكنْ في عِزّةِ الحبِّ تائهاً

بِحُبّ الذي يَهوى فَبَشّرْهُ بالذّل

طِبْتُ نفْساً إذ لاحَ صُبْحُ ثنايا

كَ لِعَيْنِي وفاحَ طيبُ شذاكا

كُلُّ مَنْ في حِمَاكَ يَهْوَاكَ لكِن

أنا وحدي بكُلّ من في حِماكا

بلّغي أرض الـحـجـاز### مهبط الوحي المبين

أبداً تَسُحّ وما تشحُّ جفُونُهُ *** لِجَفا الأحِبّةِ وابِلاً ورَذاذا

مَنَحَ السُّفُوحَ سُفوح مَدْمَعِه وقد *** بَخِلَ الغَمامُ به وجاد وِجَاذَا

قال العوائِدُ عندما أبصَرْنَهُ *** إنْ كان مَن قَتَلَ الغرامَ فهذا

سَقَمٌ أَلمّ به فآلم إذ رأى *** بالجِسْمِ مِنْ اغدادهِ اغذاذا

أبدى حِدادَ كآبَةٍ لِعَزَاهُ إذ *** ماتَ الصبَا في فَوْدِه جَذّاذا

لي حبيب أراكَ فيه مُعَنّىً *** غُرّ غَيري وفيه مَعنىً أراكا

إن توَلّى على النّفوس تَوَلّى *** أو تجَلّى يستعبِدُ النُّساكا

فيه عوّضتُ عن هُداي ضلالاً *** ورَشادي غَيّاً وسِتري انهتاكا