كان قضياً .. و أميراً ..
محمد صلاح، ابن الأرض السمراء وماء النيل، يمضي في طريقه كما يمضي السيف في خاصرة الغيم.
لم يكن مجرد لاعب، بل كان وعدًا قديمًا مؤجلاً فالكرة المصرية لم تتوقف عن إنجاب النجوم .
ركض صلاح، لا كمن يركض خلف المجد، بل كمن يركض ومعه المجد يتبعه ، خاض أكثر من ثلاثمائة معركة فوق ميادين البريميرليغ، وسجّل، بقلب شاعر لا بقدم مهاجم، أكثر من مئتي قصيدةٍ في شباك الخصوم، رفع الكؤوس واحدةً تلو الأخرى: دوري أبطال أوروبا، الدوري الإنجليزي، كأس العالم للأندية، كأس السوبر الأوروبي، وكؤوس أخرى كأنها نجومٌ تتلألأ في سمائه الخاصة.
في كل مباراة، كان محمد صلاح يصنع من اللمسة لحنًا، ومن الهدف لوحة، ومن الركضة قصيدة، وكأن العالم كله يصمت، مبهورًا، حين يتحول العشب إلى قماشٍ ينسج عليه أحلام الملائيين من الناس، فكم من زُقاق قُفل في مصر ليلة مباراته وكم من مقهى اكتض ، وكم من شارع نالت منه السكينة في اللحظة التي يلعب فيها صلاح. ؟!
لم يكن فوزه بالدوري الإنجليزي مرة أخرى حدثًا عابرًا، بل كان مشهدًا أسطوريًا، ففي كل قطرة عرق سالت، كانت مصر تلمع، وفي كل هدفٍ أحرزه، كانت الجماهير تهتف وكأنها تحتفي بميلاد نجم لا يخفت.
محمد صلاح، الاسم الذي أصبح بين جدران التاريخ وتراتيل الجماهير و على أسوار قلاع إنجلترا رمزًا للانتصار المستحق.
لا هو معجزة بالصدفة، ولا هو وهج عابر، بل هو قصة كتبها الإصرار، وأعادتها الأيام في أجمل نسخها.
هكذا كان محمد صلاح... وهكذا سيبقى اسمه
نغمةٌ في سمفونية المجد.
✏️مجدي أبوراوي - ليبيا