يمكن أن تؤدي إمدادات مياه الري الموثوقة والمناسبة إلى تحسينات كبيرة في الإنتاج الزراعي وضمان الحيوية الاقتصادية للمنطقة. اعتمدت العديد من الحضارات على الزراعة المروية لتوفير أساس مجتمعها وتعزيز أمن شعوبها. قدّر البعض أن ما لا يقل عن 15-20 في المائة من إجمالي المساحة المزروعة في العالم تُروى. انطلاقا من الغلة المروية وغير المروية في بعض المناطق ، قد يساهم هذا الجزء الصغير نسبيا من الزراعة بما يصل إلى 3040 في المائة من الناتج الزراعي الإجمالي.
تعتبر الممارسات الزراعية الفعالة من المكونات الأساسية للنظم المروية. إن إدارة خصوبة التربة ، واختيار المحاصيل وتناوبها ، ومكافحة الآفات قد تحدث فرقًا متزايدًا في المحصول مثل مياه الري نفسها. يشمل الري الصرف واستصلاح التربة ومكافحة التعرية. عندما يتم تجاهل أي من هذه العوامل إما من خلال نقص الفهم أو التخطيط ، فإن الإنتاجية الزراعية سوف تنخفض. التاريخ مؤكد تمامًا بشأن هذه النقطة.
تواجه الزراعة المروية عددًا من المشاكل الصعبة في المستقبل. أحد الشواغل الرئيسية هو ضعف الكفاءة بشكل عام في استخدام موارد المياه للري. التقدير الآمن نسبيًا هو أن 40 في المائة أو أكثر من المياه المحولة للري تُهدر على مستوى المزرعة إما من خلال الترشيح العميق أو الجريان السطحي. قد لا تضيع هذه الخسائر عندما ينظر المرء إلى استخدام المياه في السياق الإقليمي ، حيث تصبح التدفقات العائدة جزءًا من المورد القابل للاستخدام في مكان آخر. ومع ذلك ، فإن هذه الخسائر غالبًا ما تمثل فرصًا ضائعة للمياه لأنها تؤخر وصول المياه عند عمليات تحويل مجرى النهر ولأنها تنتج مياهًا ذات جودة رديئة في جميع أنحاء العالم تقريبًا. من أكثر المشاكل وضوحًا في المستقبل نمو الطلب البديل على المياه مثل الاحتياجات الحضرية والصناعية. تضع هذه الاستخدامات قيمة أعلى لموارد المياه ، وبالتالي تميل إلى تركيز الانتباه على الممارسات المهدرة. سيواجه علم الري في المستقبل بلا شك مشكلة تعظيم الكفاءة.
