
بسم الله الرحمن الرحيمالسلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته 
--- قصة محامٍ شاب في أول مرافعة في صباح مشمس، وقف أحمد، المحامي الشاب حديث التخرج، أمام بوابة المحكمة للمرة الأولى كمحامٍ رسمي. قلبه يخفق بين الحماس والرهبة. فقد اجتهد سنوات طويلة بين الكتب والمحاضرات، واليوم جاء اليوم المنتظر: أول مرافعة في حياته المهنية. البداية كانت القضية بسيطة ظاهريًا: نزاع مدني حول عقد إيجار. ورغم بساطتها، كانت تعني الكثير لأحمد؛ فهي فرصته الأولى ليُثبت نفسه أمام القاضي، وزملائه الأقدم خبرة، وموكله الذي وضع ثقته فيه. دخل أحمد قاعة المحكمة وهو يحمل ملف قضيته بإحكام. كان قد أمضى الليلة السابقة في مراجعة جميع المستندات، وصياغة حججه القانونية بعناية، وتدريب نفسه على الإلقاء أمام المرآة. لحظة المواجهة عندما نادى الحاجب على قضيته، وقف أحمد بثبات وتقدم نحو منصة الدفاع. شعر للحظة بجفاف في حلقه، لكن خبرته الأكاديمية ونصائح معلميه أعانته: "تنفس بعمق، ركز على الحقائق، وكن واثقًا". بدأ أحمد حديثه بعبارة قوية: “سيدي القاضي، حضرات السادة، أتشرف اليوم أن أمثل موكلي في قضيةٍ تتعلق بحقوق واضحة يضمنها القانون.” كان صوته في البداية خافتًا قليلاً، لكن مع كل كلمة، كان يزداد قوة وثقة. عرض الوقائع بطريقة مرتبة، استند إلى نصوص القانون بذكاء، وأجاب على أسئلة القاضي بهدوء وموضوعية. حتى عندما حاول محامي الخصم أن يضغط عليه بأسئلة مفاجئة، بقي أحمد متماسكًا، مستخدمًا القاعدة الذهبية: “أجب بما تعرف، وكن أمينًا فيما لا تعرف.” نهاية المرافعة بعد أن أنهى أحمد مرافعته، لاحظ إيماءة تقدير خفيفة من القاضي، ولمح ابتسامة على وجه موكله. شعر حينها بأول طعم للنجاح المهني، ليس لأن الحكم صدر لصالحه في نهاية المطاف، بل لأنه اجتاز أهم اختبار: اختبار الثقة بالنفس والمهنية. خرج من المحكمة في ذلك اليوم وهو يدرك أن طريق المحاماة طويل وصعب، لكنه مليء بالفرص لكل من يتحلى بالاجتهاد والشجاعة. خلاصة القصة تعلم أحمد من تلك المرافعة أن المعرفة وحدها لا تكفي، بل يجب أن تساندها الشجاعة، وحسن التنظيم، والقدرة على التعامل مع المفاجآت. وعرف أن كل مرافعة قادمة ستكون فرصة أخرى للنمو، والتعلم، وصقل الشخصية القانونية التي يحلم أن يصبحها. --- 


|