يمكن أن يتعرّض أيّ شخص للدغة العقرب، خاصّةً إذا ذهب إلى المناطق التي تعيش فيها العقارب (كالمناطق الجافّة والحارّة)، وتلافَى الحذر الكافي أثناء تجوّله فيها، حيث تتواجدُ العقارب تحت الصّخور، وعادةً بين الحجارة أو بداخل الشّقوق والجحور، وهي تَجد في هذه الأوكار مكاناً مُناسباً للعيش؛ لأنّها بعيدة عن أشعة الشمس.
يُعتَبر العقرب حيواناً من مجموعة المفصليّات، وهو من أقارب العناكب، وله زوج من المخالب الصّغيرة، وزوج من الكمّاشات الضّخمة، وأربعة أزواج من الأرجل، كما أنّ له ما قد يتراوحُ بين ستّة عيون إلى اثنتي عشرة عيناً، ويمتازُ بإبرة لاسعة كبيرة في مؤخّرة ذيله يلدغ بها أعداءه أو فرائسه.
تُعدّ لدغة العقرب سامّةً إذا وجدت الغدّة السّامة في نهاية ذيله، وتتّسم لدغات مُعظم العقارب بالسُمّية، لكن الغالبيّة العُظمى منها ضعيفة جداً بالنّسبة للإنسان، بحيث إنّها لا تُمثّل أيّ تهديدٍ لحياته، مع استثناءات قليلة ونادرة. والأثر السيّء للدغة العقرب على الإنسان البالغ يقتصرُ -في العادة- على الألم الشّديد، بحيث إنّ مُعظم النّاس قد لا يحتاجون للعناية الطبيّة من الأساس، إلا أنَّ بعض الأشخاص، خصوصاً من الأطفال الصّغار والشّيوخ الكبار في السنّ، قد يكونُون عرضةً لمُضاعفات خطرة إذا لم يتمّ اصطحابهم إلى أطباء مُختصّين بصُورة عاجلة.
أنواع العقارب السامّة
يعيش في الولايات المُتّحدة الأمريكيّة نوع وحيدٌ من العقارب السّامة الخطرة على الإنسان، وهو عقربُ اللّحاء الذي يعيش في الصّحارى الجنوبيّة الغربيّة بالبلاد، وأمّا على مُستوى العالم فلا يُوجد سوى ثلاثين نوعاً تقريباً من العقارب ذات اللّدغات الخطرة من بين حوالي 1,500 نوع من العقارب تعيش في أرجاء الأرض. ومع ذلك، فإنّ ملايين النّاس يتعرّضون للدغات العقارب سنويّاً (خُصوصاً في الأماكن الريفيّة التي تفتقر للعناية الطبيّة)، حيث إنّ الموت من لدغة العقرب يُعتبر مشكلةً طبيّةً مُهمَّةً في عدّة بلدانٍ، من أهمها المكسيك والهند وبعض بلدان أمريكا اللاتينيّة والعالم العربيّ.

وبصُورة عامة، تزيد خطورة الإصابة بلدغات هذه الحيوانات مع التوجّه لمناطق بيئيّة مُعيّنة، حيث تكون العقارب أكثر من المُعتاد أو تتواجدُ منها أنواع خطرة في أماكن مُحدَّدة. وتكثر الإصابات باللّدغات أثناء التجوّل والتّخييم في المناطق البريّة؛ حيث قد تختبئ في ملابس النّاس أو بين أمتعتهم وأغراضهم. كما أنّ السّفر إلى أماكن مُعيّنة من العالم يزيد كثيراً من فُرصة الإصابة باللّدغات، عدا عن أنَّ المُسافرين قد ينقلون العقارب معهم (بين أشيائهم) من مكان إلى الآخر.