السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
تحية طيبة لأهل الجاد الرائعين ❤️
. . . .
قد تبدو الحياة كئيبة في مراحل ما.. تسكننا الغربة بين البشر.. فنبحث عنا في صفحات وجوه الخلق.. فلا نجد شيئا.. بل نعود بآلاف الاستفهامات الكبيرة.. وتظل تكبر شيئا فشيئا، حتى تعجز أفئدتنا البريئة عن إيجاد منفذ فهم لها..
فنحملها معنا مضطرين.. نتأبطها، كشرٍّ لابد منه.. فتصبح عالة على وجودنا، تُصعِّب علينا ما تبقى من الحياة.. تُبَطّئ حركتنا.. وتُثقل كاهلنا..
.. تأتي فسحةٌ ما ندخلها بضغطة ما.. تولجنا لعالم جميل، نجد فيه أرواحنا، ونتقاسمها مع أخرى تشبهنا في بعض ملامحنا، فنهرب مما يكدّرنا لعالم فسيح الأرجاء، نتعلم منه كيف نعيش ذواتنا بلا نفاق ولا زيف.. نندلق في ممراتها كسيول دافقة تنعش بعضها بعضا.. فتصبح الحياة أكثر تقبلا.. والاستفهامات أكثر خفة.. وفكرة العيش أكثر متعة..
هنا وجدنا بعضا من أنفسنا.. وتقاسمنا بعضا من أفكارنا.. هنا تلاقت أرواحنا، ففهمنا بعضنا، وحفظنا بعض، وتعودنا على بعض.. فصار العيش في مكان يسمونه افتراضا، ونسميه واقعا، أجمل بالتقائنا..
كشمس دافئة.. تُشرِق عضويات جديدة في كل مرحلة.. وتغرب أخرى.. وتتغير أخرى.. وبعضنا يبقى سنينا، بنفس الوجه والروح والمبدأ..
لطالما كانت بصمتي نفسها منذ دخلت المنتدى لأول مرة.. أحمل معي وضوحي وصراحتي وحبي للحياة وللبشر.. أحببت الناس دوما.. أحببت الاختلاط بهم، وأحببت التعبير عن نفسي بينهم، وفعلت ذلك هنا كثيرا.. فتكلمت في كل شيء يثيرني، وناقشت أي شيء يخطر بذهني، وعبَّرت عن رؤاي بكل وضوح.. فوجدَت روحي في هذا المكان ملاذا ممتعا..
لطالما كان المنتدى وجهة لروحي العميقة، ونفسي المفكرة المتدبرة، وتساؤلاتي الكثيرة، فاحتوى ذلك كله.. وتآلفت روحي مع اخوة واخوات رزقنا الله هذا الائتلاف الذي لا يقاس بأية مادة.. إنه رزق عظيم لا يعيه إلا من أحسه بقلب خافق.
تكاثرت الأسماء والعضويات، وصارت رفيقةً للذكريات.. نقطفها في كل مرحلة وسنة جديدة هنا..
فصار لكل اسم حكاية وذكرى وبسمة جميلة:
عميد الجاد عبد الرحمن الناصر صاحب القلب الأبيض، والروح النقية.. لطالما جمعنا في مقهاه بحكاياه.. فكان معلما على الأصول أطربنا بشتى أنواع التشجيع والحكايا والأمثال.. ولطالما أمتعنا بمقالاته القوية أسلوبا وفكرة، فكنا نحاول مجاراة أفكاره ونحن نعي أننا لن نصل لذلك، فمن الذي يصل لقوة قلم العميد؟
نجمة الجاد ريم التي أنارت الجاد بمرحها في كل ركن فغدى أجمل ببصمتها فيه.. تحمل من الذكاء وحلاوة الحديث ومتعة الفكر ما لا تحمله غيرها، فكانت المميزة بيننا، طيبة القلب والروح بلا منازع.
عبد الله الطيب صحفي الجاد، صاحب الاستضافات والمسابقات، قوي الحضور والقادر على الجرد والتلخيص ورصد تحركات الجادين، قدرته فائقة الجمال على وضع الأسئلة الجميلة في مسابقاته الكثيرة، التي طالما شتتنا وأمتعتنا معا..
ثينك الشاعر المخضرم، الذي عاش مراحل سابقة في الفصيح، وساقته الأقدار للجاد، فصار من أبرز مفكريه ورواده، من يستطيع تلخيص الفكرة مثله؟ ومن يستطيع أن يمتعنا ببيت شعري من نضمه؟ سبحان من رزقه امتزاج الشعر والأدب والفلسفة والسياسة في فكر واحد؟!
أبو مريم خفيف الروح سعيد النفس، نرجسي الهوية والفكر، صاحب الردود المتألقة، يشرق ويغرب كما يريد، تاركا وراءه أرواحا تدعو له بالخير.. تسعده كلمة وتحزنه أخرى.. فمن يملك قلبا نقيا لابد وأن يكون مميزا مثله..
أمنية الخير، طيبة القلب، سهلة المعشر، ودودة بريئة، قادرة على منح الجمال، ولن ترى منها عيبا قط، سبحان من سواك بهذا الخلق الرفيع، سبحان من منحك جمال الروح والقلب..
ملكة طنجة.. هاجر المسالمة الحكيمة الذكية، شهادتي فيها مجروحة. لا أستطيع أن أكون محايدة معها، فهي تحمل معي ذاكرة عتيقة لمكان ضمنا منذ أكثر من سبعة عشر سنة، فعشت معها العضوة المميزة، والمشرفة الأنيقة، ثم الدكتورة المجدة.. هاجر فيها سحر لا أقاومه، أحب كل شيء تكتبه، ولا أمل من قراءتها..
دنيا المشاكسة.. نابضة بالحياة، تخلق السعادة أنى وقعت.. كالفراشة تزهو ونستمتع بجمال وقعها على قلوبنا.. تآلفت معنا بسرعة البرق، فمن يمنحه الله هذه الهبة سوى إن كان صاحب قلب أبيض نقي..
أسعد الوقور.. رغم تذبذب حضوره، لكنه الأوفى، لم ينسى أحدا ولا يتناسى.. يكفي أنه يحضر وقت اللزوم.. ولا يحمل في قلبه سوى الوفاء للمكان وأهله.. فمن يقاوم الجاد وأهله الرائعين؟..
أبو فارس المميز، الذي استطاع الولوج بيننا وكسب احترامنا جميعا في مدة قصيرة.. وكيف لا وهو يملك قلما قويا.. وفكرا سديدا.. وهذا أجمل ما في هذا المكان.. فللقلم سحر لا يقاوم.. وهو ناقل لما تحمله الروح من بهاء. والقلب من عطاء..
المانجيكيو خفيف الظل صاحب المواضيع النفسية العميقة، المليئة بالتساؤلات.. لطالما وجدنا أنفسنا بين سطور كلماته.. واستطعنا أن نشترك في هويتنا المشتتة من خلال كلماته.. فهدأت أرواحنا.. إذ لا يوجد أجمل من أن يجد المرء بعضا منه عند غيره.. فيستأنس بهذا التشابه..
سمير ونداوي مثقف الجاد صاحب الرصانة والحكمة.. لطالما أنار المواضيع برؤاه.. وملأ تواضعه الكلمات.. فرحم الله عبدا عرف قدر نفسه.. ولطالما كان قدرك عاليا بيننا سيدي الكريم.
قوس الرماية العم الطيب صاحب التحليلات الطويلة، طيب القلب، وفي كلماته تختصر عمرا في هذا المكان وسطوره تحمل ورعا وفيضا من الخبرات..
كوز صنوبر كنت أراها ناقدة ممتازة، فقراءة ردودها في القصص كان متعة بالنسبة إلي، وقد تعرفت على فكرها الفذ في الجاد، فأصبحت قلما لا يتسهان به، فيها شيء من القوة والشتات الانساني.. نشترك في فهمنا للحياة الذي أوقعنا في متاعب جمة..
شجرة الفلين صاحبة المواضيع والردود الواقعية.. نشترك جميعا في رؤاها فهي تتكلم عن واقع ملموس.. تملك ملكة تعبيرية تبهح قارءها.. ويحس بروحها الطيبة في أرجاء سطورها..
الأخ الفاضل امحمد حسان، رجل وقور، طيب متزن هادئ، يحمل قوة الكلمة والتعبير، ولولا انشغالاته الإدارية، لكان أبدعنا بمقالاته.. منصت مهتم، وعضو خلوق كجميع إداريي هذا المنتدى الرائع.
الأخ الفاضل معاذ، محايدٌ وصاحب كلمة حق، متزن في إدارته، بارع في التسيير.. أسأل الله له التوفيق الدائم.
أخشى أن أكونَ نسيت أحدا، خصوصًا من الحاضرين اليوم.. معذرة من الجميع، وسلامي للغائبين.
سُعِدت بمعرفتكم جميعا .
❤️
تساؤلي:
هل لازال أحدكم يشك أن هذا العالم افتراضي؟
هل فعلا يُنسى بضغطة زر؟
ما الذي وجدته هنا ولم تجده في واقعك؟
كيف تتخيل نهايتك هنا؟
.