تمكن علماء من أوروبا والولايات المتحدة من تطوير شريحة إلكترونية مرنة يمكن غرسها في الدماغ للمساعدة في علاج المشكلات المرتبطة بضعف السمع.
وجاء في بيان صادر عن معهد لوزان للعلوم التطبيقية في سويسرا:"نجح علماء من معهدنا بالتعاون مع علماء أمريكيين من تطوير شريحة مرنة تتكون من أقطاب كهربائية يمكن توصيلها بالجزء من الدماغ المرتبط بالسمع في البشر والقردة".
من جانبها قالت الأستاذة في معهد لوزان السويسري، ستيفانيا لاكور:" ابتكار غرسة دماغية مرنة تثبّت في جذع الدماغ أصبح خطوة حاسمة في تطوير أنظمة استعادة السمع للمرضى الذين لا يستطيعون الحصول على قوقعة اصطناعية لأسباب طبية... نجاح اختبار هذه الشريحة على قرود المكاك يشير إلى وجود فرصة كبيرة لنقل هذه التقنية إلى مرحلة الاختبارات السريرية على البشر، كما يعطي أملا للكثيرين ممن يعانون من مشكلات السمع لاستعادة السمع بشكل كامل".
وأشارت العالمة إلى أن الأطباء استخدموا في العقود الأربعة الماضية ما يسمى بعمليات بزراعة القوقعة لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من ضعف السمع، إذ يتم في هذه العملية الاستعانة بأجهزة تقوم بتحويل الإشارات الصوتية إلى نبضات تنتقل عبر الأقطاب الكهربائية إلى قوقعة الأذن الداخلية، حيث يتم قراءتها بواسطة الخلايا العصبية السمعية، لكن هذه العمليات لم تكن ناجحة عند بعض الأشخاص، لذا عمل العلماء منذ سنوات على تطوير شرائح إلكترونية يمكنها الاتصال مباشرة بالدماغ لعلاج مشكلات السمع، لكن هذه الشرائح كانت صلبة ويصعب اتصالها بأنسجة الدماغ، لذا قام العلماء في معهد لوزان مع زملائهم الأمريكيين من تطوير أقطاب كهربائية وموصلات مرنة تعتمد على أغشية رقيقة من البولي إيميد والبلاتين، يمكنها تكييف شكلها لتتلائم مع تلافيف دماغ كل مريض على حدة، وصنعوا نماذج أولية من هذه الشرائح، كل شريحة ضمت 11 قطبا كهربائيا كل قطب سماكته تعادل سماكة شعرة الإنسان، وتم زرعها في جزء من جذع دماغ قرود المكاك المسؤول عن السمع.
ولاختبار الشريحة الجديدة قام العلماء بتوصيلها بجهاز كمبيوتر يولد مجموعات من الإشارات الكهربائية التي جعلت القرود تسمع أصواتا غير موجودة في الواقع، وأظهرت الملاحظات اللاحقة أن الحيوانات "سمعت" هذه الأصوات بشكل جيد واستجابت لها، وفي الوقت نفسه لم تشعر بأي إزعاج أثناء عملية زرع الأقطاب الكهربائية لفترة طويلة في أدمغتها، لذا يأمل العلماء أن يسمح لهم هذا النجاح ببدء اختبار هذه التقنية في تجارب على متطوعين في المستقبل القريب.
