صنف من فصيلة الخيليات والذي يعتقد بأنه سلف الحمار المستأنس حيث يصنف الإثنين على أنهما الحيوان ذاته في بعض الأحيان ويحملان نفس الاسم العلمي للنوع "asinus" وفي أحيان أخرى يحمل البرّي الاسم العلمي "africanus"، حيث أن البعض الأخر من العلماء يفترض أن الحمر المستأنسة قد اختلفت كليّا عن أسلافها البريّة من عدّة نواحي مما يجعلها تعد نوعا منفصلا. يعيش الحمار البرّي الإفريقي في الصحاري والمناطق الجافة الأخرى عبر شمال شرق إفريقيا في إريتريا، الحبشة، والصومال، وقد امتد موطنه في السابق ليشمل مصر، السودان، ليبيا، وفلسطين. يُقدّر وجود حوالي 570 رأسا من هذه الحيوانات في البريّة اليوم.

يبلغ طول هذه الحمر مترين ويبلغ علوّها ما بين 1.25 و1.45 متر عند الكتفين، ويصل طول ذيلها إلى ما بين 40 و50 سنتيمترا، وتزن ما بين 230 و270 كيلوغراما. يكون لون هذه الحيوانات رماديا باهتا على القسم العلوي من الجسد ويتلاشى تدريجيّا حتى يصبح أبيض في القسم السفلي وعلى القدمين وتمتلك جميع السلالات خطا داكنا على الظهر، ويمتد هذا الخط عبر الكتفين في السلالة النوبيّة (الحمار البري النوبي)كما في الحمار المستأنس، ومن السلالات الأخرى التي تمتلك مظهرا يميزها عن غيرها السلالة الصوماليّة (الحمار البري الصومالي) التي تمتلك خطوطا سوداء عرضيّة على قوائمها شبيهة بتلك التي لحمار الزرد. لهذه الحمر شعر منتصب على رقبتها وآذان طويلة تساعدها على تعديل حرارة جسدها بالإضافة إلى حوافر ضيقة نحيلة تبلغ في حجمها حوالي قطر القوائم.

تعدّ الحمر البرية الإفريقيّة متكيفة تماما مع العيش في البيئة الصحراويّة وشبه الصحراويّة فهي تمتلك جهازا هضميا قادر على هضم وتحليل نبات الصحراء واستخراج العصارات منها بفعاليّة، كما وتستطيع البقاء بدون ماء لفترة طويلة نسبيّا. تستطيع هذه الحمر إرصاد الخطر من مسافة بعيدة بفضل آذانها الطويلة التي تساهم أيضا بتبريد جسدها، وهي تعيش متفرقة عن بعضها نوعا ما (عدا الإناث والصغار)، على العكس من باقي أنواع الخيليّات التي تعيش في قطعان متراصّة، وذلك عائد إلى ندرة النباتات في موطنها مما يدفعها إلى التفرق للبحث عنها بفعاليّة أكبر. تمتلك هذه الحمر صوتا عاليا يمكن سماعه على بعد 3 كيلومترات (ميلين) مما يساعدها على التواصل الدائم مع غيرها من الحمير في الصحراء.
تُظهر إحدى المنحوتات التي عُثر عليها في العراق أن نوعا من الخيليات كان يُستخدم لجر العربات في سومر القديمة قرابة العام 2600 ق.م، والعربات الحربية في أور حوالي العام 2000 ق.م، وقد اقترح البعض أن هذه الحيوانات هي حمر أخدريّة، ولكن الآن يتجه أغلب الظن لاعتبارها حمر مستأنسة من سلالة الحمر البرية الإفريقية.