-=- السلامــ عليكمــ ورحمة الله وبركاته -=-
أسعَدَ الله صَباحك بكل خير وسعادَة يا ســُــكــــَّــر زِيادَة ، أخي الغالي ( أ. فتحي ) حفظك الله
وأُحَييك على هذا التَّسَلسُل الجميل في بناء فِكرة هذا الطَّرح الهادِف والمُوَفَّق للغاية ، وأُشيد بجميع مَن سَبقوني
برُدُودِهِم الإثرائيَّة والتي ساهَمَت في إكمال هذه الصُّورَة المُوناليزية الرائعَة والبديعَة للغاية ، أيُّها المُبدِع بلا حُدود 👍
بدايَةً فإنه لا يُوجَد أي أو أدنَى قَدر مُمكِن مِنَ التناقُض فيما تَفَضَّلتَ بِذكره، وإن كانَ مَوجُوداً فإنهُ سَيَكُونُ في الأطراف الأُخرى؛
إنَّ ( الحُبَّ ) يَكمُنُ في العَطاءِ قَبلَ الأخذ! وفي رُؤيَةِ مَن نُحِبُّهُم سُعَداءَ مُبتَسِمِينَ مِمَّا سَيَنعَكِسُ عَلينا بالسُّرُورِ والسَّعَادَة!!
إنَّ الحُبَّ فِعلٌ قَبلَ أن يَكُونَ مُجَرَّد كَلِمَة يُتاجِرُ بها الكثيرين ..
وإن كانت "كَلِمَة" حُب (عُنواناً) فإن "مَوضُوعَهُ" سَيَكُونُ ((الفِعل)) 💖
لأنه وبِبَساطَة شَدِيدَة فإن { الأفعال أبلَغُ مِنَ الأقوال } ومَن يُحبُّني يَجِب أن يَسبِقَ قَولَهُ الفِعل يا أخي "الحبيب" ^_^
* يُحكَى أن رَجُلاً لاحَظَ بأن ابنَهُ لا يُحسِنُ اختيارَ أصدقائه!! فَنَصَحَهُ ذاتَ يَومٍ بأن يَقطَع حَبلَ مَعرفَتِهِ بِهِم! وأنهم غير حقيقيين!
ولكن ،، وكما يَقولُ الشاعر (( قَد أسمَعتَ إذ نادَيتَ حَياً ،،، ولكن لا حَياةَ لِمَن تُنادي )) .. فقالَ لهُ والدُهُ بما مَعناه "على كيفك "أو" انت حُر" ؛
وبَعدَ أيَّام ؛ وإذا بالإبن يَشكُو بأنهم وقَعُوا في مُشكِلَة، وقد تَخلا عَنهُ أُولئكَ الأصدقاء المُزَيَّفُون، فقالَ لَهُ والدُه: إن مَعَارِفي في هذه الحَياة كُثُر!
ولكن لا يُوجَدُ عِندِي إلا صَدِيقٍ واحدٍ فقط! فَطَلَبَ الأبُ مِن إبنهِ أن يَذهَبَ إلى ذلِكَ الصَّدِيق الوَحيد، ويَقول لهُ بأن أباهُ مَريض ويَطلُبُ حُضُوره!
فَذَهب الإبن وعَمَلَ بما طُلِبَ مِنه ؛ وحينما جاء الإبن مَعَ صَديق والِدِهِ وهُوَ مُرتَعِبٌ وخائفٌ على وَضعِ صاحبه! وإذا بالأب يَصرُخُ عَليهَ ويُهينه!!
والصَّديق لم يلفظ بحَرفٍ واحد! مما أثارَ حِيرَة الإبن واستغرابه الشديد! وحينما فَرِغَ الأب مما في جُعبَتِه، وإذا بالصَّديق يَعتَذِر وينسَحِب بهُدُوء..
فقال الإبن لأبيه: كيف و ماذا و لماذا ...؟ ولكن الأب صَمَتَ ولم يُجبه، وفي اليَوم التالي وإذا بالصَّديق يَطرُقُ بابَ المنزل، وطَلَبَ الأب مِن ابنه أن
يَفتَحَ الباب، وإذا بالصَّديق يَعتَذِرُ ويَطلُبُ السَّماحَ دُونَ السُّؤال عَن سَبَبِ الزَّعَل! فقط كانَ يَعتذِرُ لأن ما يُهِمُّهُ صاحِبه وليس سَبَب زَعَله! وهُنا كانَ أعظَمَ دَرسٍ للإبن.
- إنَّ مِن أجمَل وأرقَى وأعظم ما قرأتُهُ قبلَ عِدَّة سَنَوات عِبارة عَظيمَة جداً، طَوَّرَت مِن تَعامُلي الشَّخصِي مَعَ الآخرينَ مَهما كانَ مَعَ القَاصِي أو الدَّانِي ؛
{ كَسب الأشخاص ، أهَم مِن كَسب المَواقِف }
وأنصَحُكُم بها خُصوصاً مَعَ الأقرَبُون والذين نحتَكُّ مَعَهُم باستمرار، وأيضاً لا نَنسَى سِياسَة "التَّغاضِي" فَهِيَ أحَد المَفاتِيح المُهِمَّة للغاية ؛
> مثل ذلكَ الشخص الذي قالَ لِصاحبهِ بأنهُ كثيراً ما يتجَنَّبُ النقاشات العَقِيمَة بعبارة (( مَعاك حَق ))
وإذا بصاحِبِه يقول: ولكن هذا غير صحيح!! فقالَ لهُ: >> مَعاك حَق!! هههههههههههههههههههههههههههههههههههه 😅
على الهامِش .. ذاتَ يَوم وحينما كُنتُ مُتوَجهاً للعَمل، سَمِعتُ في الإذاعَة عَالِماً في اللغة يَتَحَدَّثُ عَن كَلِمَة ( حُب )
وأشارَ إلى أنها لا تَحمِلُ الدَّرَجَةَ القُصوَى في هذا الهَرَم! وإنما هِيَ { المَوَدَّة } وأشارَ إلى قَول الله جَلَّ جلالُه في كِتابه الكريم:
﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [ الروم: 21]
وأخيراً وليسَ آخراً ،، أشكُرك يا أخي العزيز "فتحي" على تألقك في طرح كُل ما هُوَ جديد ومُفيد ؛
ودُمتم بأمان ،، وحِفظ الرحمن
