
:|: بسم الله الرحمن الرحيم ، السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته :|:أهلاً بزوار ، أعضاء ، مشرفي وكل رواد المنتدى الغالي على قلوبنا جميعاً : الروايات !
--- سجينة الحبر – قصة كاتبة تقع في حب شخصية روائية في عالم الكلمات، حيث يمتزج الخيال بالواقع وتذوب الحدود بين الحبر والقلب، نشأت قصة غريبة، استثنائية، وعاطفية، لامرأة وجدت نفسها عاشقة لرجل لم يولد من لحم ودم، بل من الحروف والجمل… شخصية روائية ابتكرتها بيديها، ثم أسرت قلبها بلا استئذان. "سجينة الحبر" ليست مجرد قصة عن كاتبة، بل عن عقل مبدع وروح تائهة وجدت ملاذها في شخص غير موجود… إلا في دفاترها. كانت ناديا، كاتبة في الثلاثينات من عمرها، منطوية على نفسها، تهرب من ضجيج العالم إلى دفء أوراقها البيضاء. وذات مساء شتوي، حين كانت تكتب روايتها الجديدة، رسمت ملامح بطلها راشد، رجل غامض، وسيم، حساس، يحمل ألمًا عميقًا بين عينيه، لكنه قوي، حنون، ومليء بالدهشة. لم يكن راشد مجرد بطل في روايتها، بل شيئًا فاق الخيال… فقد بدأ يتمدد في عقلها، يدخل أحلامها، يحاورها بصمته، ويمنحها شعورًا لم يسبق أن عرفته. كانت تنتظر لقاءه كل ليلة كما ينتظر العاشق رسالة لا تصل. كلما كتبت سطرًا عنه، كلما شعرت بقلبها ينبض نحوه أكثر. حتى صارت مشاعرها تُنسج بالحبر، لكنها تنزف كالحقيقة. وبينما كانت الرواية تتقدّم، بدأت ناديا تفقد توازنها. أصبحت عاجزة عن كتابة نهايته… كيف تنهي وجوده؟ كيف تقتل حبها على الورق؟ كل نهاية كانت تُشبه فاجعة. فتوقفت، علقت في منتصف الحكاية، كمن وجد نفسه سجينا في قصة كتبها بيده. أصدقاؤها شعروا بتغيرها. قالوا إنها تعيش في الوهم، لكنها كانت تؤمن بأن الحب لا يحتاج لجسد كي يكون حقيقياً. الحب قد يكون فكرة، أو ظلًّا، أو حتى شخصية تسكن رواية. لم تكن مجنونة، كانت فقط عاشقة… عاشقة لحلم صنعته، ثم عجزت عن مفارقته. "سجينة الحبر" هي حكاية كل من أحب الفكرة أكثر من الواقع، كل من وجد في الخيال عزاءً لا يوفره العالم. قصة عن الكتابة كخلاص، والحب كجحيم جميل، والخيال كحقيقة بديلة نختار أن نحيا فيها حين يضيق بنا الواقع. في النهاية، ربما لم تكن ناديا سجينة الحبر… بل حرة، أكثر من أي وقت، لأنها وجدت شيئاً يستحق أن تحيا من أجله، حتى ولو كان سطراً في كتاب. --- 
|