
:|: بسم الله الرحمن الرحيم ، السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته :|:أهلاً بزوار ، أعضاء ، مشرفي وكل رواد المنتدى الغالي على قلوبنا جميعاً : الروايات !
“حلم من زجاج – عن فنانة كفيفة ترى العالم بلوحاتها” --- حلم من زجاج: فنانة كفيفة تُبصر الحياة بالألوان في عالم يعتمد على البصر لفهم الجمال وتقديره، تأتي قصة "حلم من زجاج" لتقلب المفهوم رأسًا على عقب، وتحكي عن ليلى، فنانة كفيفة استطاعت أن ترسم العالم كما لم يره أحد من قبل. رغم الظلام الذي يلف بصرها، كانت لوحاتها تفيض بالضوء، بالحياة، وبالرؤية العميقة لما هو أبعد من العين. ولدت ليلى فاقدة للبصر، لكنها كانت تملك موهبة خارقة في الإحساس بالأشياء: بملمسها، بحرارتها، بصوتها، وحتى بروحها. منذ صغرها، كانت تمسك بالصلصال وتشكّله بإتقان، وتحاول أن "ترى" بأطراف أصابعها. وعندما كبرت، وجدت طريقها إلى الرسم بطريقة مبتكرة، إذ طوّرت أسلوبًا خاصًا بها تعتمد فيه على اللمس والذاكرة السمعية لوصف ما يدور حولها. تعلمت أن تميّز الألوان بالملمس والحرارة والمواد المرافقة لها. كانت تقول: "لكل لون طاقته، ولكل طاقة إحساس، وأنا أرسم بالإحساس." وهكذا، رسمت الطبيعة دون أن تراها، لكنها كانت "تشعر" بالأشجار، وتتنفس السماء، وتحتضن البحر بخيالها الجامح. أثارت أعمالها دهشة النقاد والفنانين، ليس فقط لبراعتها الفنية، بل لأنها كانت تُجسّد فكرة أن الرؤية ليست حكرًا على العيون، بل هي أيضًا موهبة القلب. فلوحاتها كانت تصف العالم كما تتخيله، عالمًا مكونًا من أحلام شفافة، دقيقة، وهشة كـ"زجاج"، لكنها صلبة في المعنى والإلهام. اختارت ليلى اسم "حلم من زجاج" لمعرضها الأول، لأنه يعبّر عن دقتها الشفافة في التقاط التفاصيل، وقوة مشاعرها التي تتكسر وتعيد تشكيل نفسها كقطع من الزجاج الملون. كانت ترسم الحب والحنين والأمل والخسارة، كأنها ترى كل ذلك بعين داخلية لا تخطئ. قصة ليلى ليست فقط عن الفن، بل عن الإرادة، وعن قدرة الإنسان على تحدي عجزه وتحويله إلى طاقة خلاقة. هي دعوة لأن ننظر إلى العالم بعيون أوسع من تلك التي في وجوهنا، أن نرى القلوب، ونسمع الألوان، ونحس باللوحات قبل أن نحكم عليها بأبصارنا. --- 
|