:|: بسم الله الرحمن الرحيم ، السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته :|:

أهلاً بزوار ، أعضاء ، مشرفي وكل رواد المنتدى الغالي على قلوبنا جميعاً : الروايات !

“بقايا وطن – حكاية عائلة تتشرد بسبب الحرب”

---

بقايا وطن: حين يصبح الحنين وطناً آخر

في رواية "بقايا وطن" تُسرد الحكاية الموجعة لعائلة مزقتها الحرب، ولم تترك لهم سوى الذكريات، ومفاتيح منازل لم تعد موجودة، وصوراً باهتة لزمن لم يكن يدري أنه سيكون الأخير.

تبدأ القصة في بلدة صغيرة، هادئة، تسكنها عائلة بسيطة مكونة من الأب والأم وثلاثة أبناء. عائلة لا تطمح بالكثير، فقط أن تبقى متماسكة، وأن تظل رائحة الخبز تعبّئ أركان البيت كل صباح. لكن حين اشتعلت شرارة الحرب، لم يكن هناك وقت للوداع. لم تحظَ العائلة بفرصة لتغلق الأبواب، أو تودع الجيران، أو حتى تأخذ من البيت أكثر من حقيبة واحدة… والبكاء.

بقايا وطن ليست رواية سياسية، بل رواية إنسانية بامتياز. لا تسأل عن سبب الحرب، بل ترسم ملامح الألم الذي خلّفته. تتنقل العائلة بين مخيمات اللجوء، والمدن الغريبة، وأرصفة المنافي. تتغير اللهجات، وتبرد القلوب، ويكبر الأطفال وهم لا يعرفون طعم الاستقرار. الأم تحاول أن تحفظ الطقوس، الأب يقاتل الذكرى أكثر مما يقاتل الحياة، والابنة الكبرى تكتب في دفتر صغير خبأت فيه آخر تراب من الحديقة التي فُقدت.

الوجع في "بقايا وطن" لا يأتي فقط من القصف أو النزوح، بل من التفاصيل الصغيرة: صورة محروقة، عنوان بلا شارع، وطفل يسأل عن جدته التي لم تعد موجودة. الألم يتجلى في محاولات الأسرة الحفاظ على هويتها، على طقوسها، على لهجتها، على ذاكرتها، بينما العالم من حولها يدفعهم للنسيان.

الرواية تسير بلغة حزينة، شاعريّة، كأنها تحاول أن تكتب على الورق ما لا يُقال بصوت عالٍ. تسلط الضوء على الجانب الإنساني في الحروب، وتُظهر كيف أن الوطن ليس فقط أرضًا نعيش فيها، بل هو إحساس نزرعه في أبنائنا، رائحة في ثياب الأم، طعم الشاي في المساء، وغناء الجدّ في ليالي الشتاء.

"بقايا وطن" تذكّرنا أن الأوطان قد تُسلب، لكن الحب والحنين والذاكرة... لا أحد يستطيع أن يأخذها.

---