الأسطورة ناصر بويش يروي تفاصيل مشوار المجد والتحدياتآخر
الصفحة
عطيوش
  • المشاركات: 1458
    نقاط التميز: 5011
عضو متطور
عطيوش
عضو متطور
المشاركات: 1458
نقاط التميز: 5011
معدل المشاركات يوميا: 2.6
الأيام منذ الإنضمام: 571
  • 21:57 - 2025/04/10

الأسطورة ناصر بويش يروي تفاصيل مشوار المجد والتحديات حصرياً على جريدة «الروح الرياضية»: «حُرمت من المشاركة في مونديال 1986 رغم أرقامي التهديفية المبهرة»

الجزء الأول

  • رفضت عروضاً محلية مغرية تحت تأثير الوفاء لمولودية الجزائر
  • النجوم السابقون يُعانون من قلة الإعتراف بعد الإعتزال
  • منح الثقة للشباب هو مفتاح النجاح وبرشلونة أبرز مثال
  • مشكلة «التأشيرة» حالتدوناحترافيفيالدوريالبلجيكي
  • مراكز التكوين، قاعدة أساسية لتطوير كرة القدم الجزائرية
  • كابوس الإصابات أثر بشكل كبير على مشواري الكروي
  • لن أنسى فضل محي الدين خالف، جلول بسطول وعلال كرسان

ناصر بويش، اسم من ذهب في تاريخ مولودية الجزائر والكرة الجزائرية. موهبة استثنائية صنعت الفارق في المستطيل الأخضر، وأسطورة لمعت في سماء الكرة الوطنية. من الأزقة الضيقة في القصبة إلى المجد مع العميد، رحلة كروية مليئة بالإنجازات والتحديات، طبع خلالها اسمه بحروف من ذهب في سجل كرة القدم الجزائرية. في حوار حصري مع جريدة الروح الرياضية، ضمن ركن «ضيف الأسبوع»، فتح ناصر قلبه وتحدث بكل صراحة عن مشواره الكروي الحافل، منذ البدايات الأولى في نادي الأبيار وصولًا إلى تحقيق المجد مع مولودية الجزائر. كشف لنا عن المدربين الذين أثروا في مسيرته، وعن شغفه الدائم بمركزه كلاعب وسط، كما تطرق إلى قلة الاعتراف بالنجوم السابقين بعد الاعتزال. لم يتردد في الحديث عن التحديات التي واجهها، من العروض المغرية التي رفضها بدافع الوفاء، إلى العقبات التي حالت دون احترافه في أوروبا. كما قدم رؤيته حول مستوى التسيير الرياضي في الجزائر، وسبل النهوض بكرة القدم الوطنية. في هذا الجزء الأول من الحوار، نعود إلى البدايات، إلى اللحظات التي شكلت هوية ناصر بويش كلاعب، ونكشف عن أسرار لم تُحكَ من قبل عن رحلته مع المولودية تابعوا الحوار التالي.

عرف بنفسك للمتابعين الجدد لكرة القدم الجزائرية، وكيف ومتى ومع من كانت بدايتك مع كرة القدم؟

ولدت عام 1960 ونشأت عند جدتي في حي القصبة العتيق، بدأ شغفي بكرة القدم منذ الصغر، كنت ألعب مع أقراني في الأزقة مستخدمين أكياس الحليب المملوءة ككرات. كنت عاشقا لمولودية الجزائر وأحلم بارتداء قميصها، وهو ما جعلني أطمح للوصول إلى عالم الاحتراف. بدأت مشواري الكروي في نادي الأبيار، أحد أبرز الفرق التي أنجبت نجوم الكرة الجزائرية مثل الحاج عبد الرحمن إبرير، الإخوة سوكان، حميد موحا، وجمال مناد رحمهم الله. في سن العاشرة، التحقت بمدرسة الكرة التابعة لنادي الابيار، حيث تدربت تحت إشراف مدربين كبار مثل كمال لموي ولوصيف، كما كنت تحت رعاية المدرب عمي علال كرسان، الذي زرع في حب اللعبة والانضباط. وكان للمدرب الكبير عمي جلول بسطول أطال الله في عمره تأثير كبير في مسيرتي، إذ كان يؤمن بأن الموهبة والانضباط هما مفتاح النجاح في كرة القدم. خلال فترة تكويني، في صنف الأصاغر كنت أتشارك الطموحات مع صديقي جمال مناد رحمه الله، وكنا نسأل أنفسنا «لماذا لا نصنع مشوارا كرويا كبيرا؟». كنت أحلم بارتداء قميص المولودية، بينما كان جمال مشجعا لشبيبة القبائل، ونجح كل منا في تحقيق حلمه. في سن 16، انتقلت إلى مولودية الجزائر بعد أن تألقت مع الأبيار. كنت أذهب إلى ملعب 5 جويلية لمشاهدة الفريق الذي فاز بدوري أبطال إفريقيا عام 1976، وأتذكر أنني لعبت في إحدى المباريات التي سبقت نهائي كأس إفريقيا للأندية الأبطال مع منتخب العاصمة ضد منتخب الشرق في نهائي وطني، وانتهت المواجهة بالتعادل 2 مقابل 2، حيث سجلت أحد الأهداف. بعد ذلك، حضرت تتويج المولودية القاري من المدرجات، قبل أن أصبح جزءا من الفريق بعد أشهر قليلة مع صنف الأواسط. لم يكن الطريق إلى الفريق الأول سهلا، فقد كان علي أن أثبت نفسي وسط أسماء كبيرة مثل باشي، بن شيخ، بوسري، محيوز، وعزوز. ورغم صعوبة فرض نفسي في فريق مليء بالنجوم، إلا أن قدراتي والتشجيع الذي وجدته من لاعبي الحي الذي جئت منه مثل باشي ومحيوز ساعداني على التطور، حتى أصبحت لاعبا أساسيا وحققت لقب البطولة الجزائرية مع الفريق. اليوم، أؤمن أن منح الثقة للشباب هو مفتاح النجاح، وأستشهد بأندية عالمية مثل برشلونة والبياسجي التي تمنح الفرصة للاعبين في سن 17 و18 و19 عاما. وأرى أن الأندية الجزائرية، وعلى رأسها المولودية، يجب أن تمنح الفرصة للمواهب الشابة ليصبحوا نجوما ويقدموا الإضافة لفرقهم لعشر سنوات أو أكثر، مما يعزز قوة الفرق ويخلق جيلا جديدا من النجوم.

مدرب كان له التأثير الأكبر في تطوير مهاراتك وفي رسم مسيرتك الكروية؟

كان للمدربين دور حاسم في مسيرتي، حيث تأثرت بشدة بعدد من الشخصيات، لكن اثنين منهما تركا بصمة خاصة في رحلتي الكروية. الأول هو عمي جلول بسطول، الذي كان يناديني بـ«الفنان»، مؤمنا بأن لدي مستقبلا كبيرا في كرة القدم. رغم أن الاحتراف في الخارج لم يكن متاحا آنذاك، إلا أن بسطول كان يزرع فينا الحلم والطموح، مشددا على أنني قادر على الوصول إلى المنتخب الوطني الأول إذا واصلت العمل والاجتهاد. أما المدرب الذي ربطتني به علاقة خاصة، فهو محي الدين خالف رحمه الله الذي كان له تأثير عميق على مسيرتي. خلال دراستي في الثانوية مع جمال مناد، كنا نتدرب مع فريق شبيبة القبائل في ملعب 5 جويلية، حيث كنا نقطع المسافات وسط البرد القارس والمطر، نحمل حقائبنا الصغيرة، ونتجه إلى التدريبات التي يشرف عليها خالف بنفسه. كان خالف مدربا صارما، لكنه كان يرى في إمكانيات كبيرة، حتى أنه حاول إقناعي بالانضمام إلى الشبيبة، مؤكدا لي أنني سأحقق تقدما أكبر هناك. ورغم إغراء العرض، إلا أنني كنت أرى مستقبلي مع مولودية الجزائر. محي الدين خالف لم يكن مجرد مدرب، بل كان شخصية مميزة أثرت في العديد من اللاعبين، وكنت من بين الذين استفادوا من توجيهاته وإيمانه بقدراتي. طبعا لا انسى التنويه والاشادة أيضا ببقية المدربين الذين عرفتهم في مسيرتي، هذه العلاقة الخاصة بيني وبين مدربي تؤكد أن النجاح في كرة القدم لا يعتمد فقط على الموهبة، بل أيضا على وجود أشخاص يؤمنون بك ويشجعونك على تحقيق الأفضل.

هل انتقلت من مركز إلى آخر خلال مشوارك الكروي؟ وكيف أثّر ذلك على أدائك؟

منذ صغري، كنت ألعب في الحي كصانع ألعاب، وهو نفس المركز الذي بدأت فيه مشواري مع نادي الأبيار. لطالما فضّلت اللعب في هذا المركز، حيث كنت أرتدي القميص رقم 10 وأمتلك رؤية جيدة للملعب تساعدني على صناعة الفرص لزملائي. لم أغير مركزي طوال مسيرتي، لأنني كنت أشعر أنني أجد راحتي الحقيقية هناك، حيث يمكنني التحكم في إيقاع اللعب وتمرير الكرات الحاسمة. كنت أيضا معجبا باللاعب رقم 14 يوهان كرويف الهولندي، وكنت أسعى دائما لأكون مثله، وهذا ما زاد من إصراري على تطوير أسلوبي والبقاء في مركزي المفضل.

هل شعرت يوماً أن الإعلام الجزائري لم ينصفك سواء كلاعب أو بعد الإعتزال؟

أعتقد أن أكبر مشكلة تواجه اللاعبين السابقين هي نقص الاعتراف بمساهماتهم، سواء على مستوى المنتخب أو الأندية. عندما تلعب أكثر من 250 مباراة مع فريقك، وتسجل 70 هدفا رغم كونك لاعب وسط، فمن الطبيعي أن يتم تصنيفك ضمن أفضل هدافي النادي عبر تاريخه. لكن للأسف، لا يتم دائما توثيق هذه الإنجازات، وربما يعود ذلك إلى غياب ثقافة التوثيق والاعتراف بتاريخ الأندية. حتى الجيل الجديد من المشجعين لا يعرف الكثير عن تاريخ فرقهم. على سبيل المثال، عندما توفي جمال مناد رحمه الله، لعب فريقه السابق مباراة مع شباب عين تموشنت دون حتى دقيقة صمت تكريما له، رغم أنه كان أحد أبرز لاعبي الجزائر. بالنسبة لي، حصلت على 46 مباراة دولية وسجلت 6 أهداف، وهو رقم ليس بالكبير، لكن في ذلك الوقت كان هناك لاعبون كبار مثل بلومي وماجر دحلب بن ساولة وغيرهم، وكان من الصعب أن تكون ضمن التشكيلة الأساسية باستمرار. في الماضي، لم يكن هناك اهتمام إعلامي كبير بلاعبي، ولم يكن يتم منح الاعتراف اللازم لإنجازاتهم بعد اعتزالهم. لكن اليوم، أصبح هناك عمل استقصائي يعيد تسليط الضوء على الأسماء التي صنعت التاريخ. في بعض البلدان، مجرد الحصول على مباراة دولية واحدة يمنح اللاعب مكانة خاصة، بينما في الجزائر قد تلعب لسنوات دون أن يتم الاعتراف بك كما ينبغي. اليوم، تغيرت الأمور في كرة القدم الحديثة، بفضل التقدم في الإعداد البدني وإعادة التأهيل، حيث يمكن للاعبين الاستمرار في الملاعب حتى سن 35 أو أكثر، عكس ما كان يحدث في السابق عندما كان عمر 30 عاما يعتبر نهاية مسيرة اللاعب.

هل هناك موقف ندمت عليه خلال مسيرتك، سواء من تصريحاتك أو ردود أفعالك في بعض المواقف؟

تعرضت لضغط كبير عندما فكرت في الانضمام إلى شبيبة القبائل. في ذلك الوقت، كانت الشبيبة بوابة العبور نحو الاحتراف في أوروبا، حيث أن العديد من اللاعبين كانوا يغادرون بعد موسمين فقط. لذلك، كنت أعتبر أن اللعب هناك سيكون خطوة مهمة في مسيرتي. في كل مرة كنت أتحدث مع مسؤولي الشبيبة، كنت أوافق مبدئيا على الفكرة وأبدي استعدادي للانتقال. لكن دائما ما كان الجانب العاطفي والانتماء للمولودية يؤثر علي. لو كان هناك من ينصحني بعدم التأثر بالعاطفة والتركيز فقط على مسيرتي الاحترافية، لكن تأثير الانتماء كان قويا. بعد ذلك جاء إلي مسؤولو اتحاد العاصمة إلى المنزل للتفاوض معي. جلست مع رئيس النادي آنذاك، وكان الحديث يدور حول انضمامي إليهم. المشكلة أن الانتماء العاطفي كان حاضرا أيضا، فبالنسبة لجماهير المولودية، كان مجرد التفكير في اللعب لفريق منافس خيانة كبيرة. حتى بعض الأنصار جاؤوا إلي مباشرة وقالوا لي «كيف تخون فريقك وتلعب لناد أخر؟». كان القرار صعبا جدا، لكن في النهاية، لم تكتمل المفاوضات ولم أنتقل.

كيف تصف أبرز اللحظات التي عشتها مع مولودية الجزائر؟

خلال مشواري الكروي، حصدت عدة ألقاب، حيث كنت بطلا مع نادي الأبيار في فئتي الأشبال والناشئين، كما فزت ببطولة المدارس، ولقب افريقي في صنف الاواسط ومشاركة في مونديال الاواسط ثم توجت بلقب الدوري الجزائري مع مولودية الجزائر، إضافة إلى كأس الجزائر. لكن رغم كل هذا، لم أحقق حلمي بالمشاركة في كأس العالم. في عام 1982، تم استبعادي من القائمة بسبب صغر سني، وتواجدي في الخدمة الوطنية وتكرر الأمر في 1986 رغم الأهداف التي سجلتها. حينها، أخبرني المدرب سعدان أن القرار لم يكن بيده والوزير آنذاك هو من اختار القائمة بعدها، تعرضت لإصابة أثرت على مسيرتي وأبعدتني عن المشاركة في بعض المحطات المهمة. في تلك الفترة، كان المدرب الروسي روغوف يشجعني دائما، ويقول لي إن أمامي فرصة للعب كأس إفريقيا 1988 وربما كأس العالم 1990. كنت متحمسا، للاحتراف في اوروبا لكن الظروف لم تكن في صالحي. في سن 24، شاركت في كأس إفريقيا 1988 في كوت ديفوار، حيث احتل فريقنا المركز الثالث، وحصلنا على الميدالية البرونزية رغم أننا كنا قادرين على تحقيق الذهب. بعد ذلك، تلقيت عرضا من ناد بلجيكي لعقد مدته ثلاث سنوات، لكن مشكلة «التأشيرة» حالت دون احترافي. في ذلك الوقت، كان على اللاعبين انتظار بلوغ 28 عاما للخروج إلى الاحتراف، وكان هذا عائقا كبيرا. حاولت بكل الطرق الحصول على تصريح استثنائي، لكن الأمور لم تسر كما كنت أريد. وعندما بلغت 27 عاما، تعرضت لإصابة جديدة، مما جعلني أواجه صعوبة في تحقيق حلم الاحتراف الخارجي. في الماضي، كان عمر 30 عاما يعتبر الحد الأقصى لمسيرة لاعب كرة القدم، عكس اليوم.

يتبع

0📊0👍0👏0👌0  📣
عطيوش
  • المشاركات: 1458
    نقاط التميز: 5011
عضو متطور
عطيوش
عضو متطور
  • 21:58 - 2025/04/10

الأسطورة ناصر بويش يواصل سرد تفاصيل مسيرته الكروية حصرياً على جريدة «الروح الرياضية»: «حالياً لا يوجد لاعب محلي قادر على الإنضمام للمنتخب الأول، ما عدا الحارس بن بوط»

  • مولودية الجزائر تعيش فترة مميزة وكل شيء ممكن في جوهانسبورغ
  • بيتكوفيتش أحدث الفارق والمنتخب الوطني يتطور تدريجياً
  • أتمنى عودة يوسف بلايلي إلى مستواه الحقيقي مع المنتخب
  • عمورة نجم المستقبل رقم 1 وقادر على تحطيم رقم سليماني
  • بونجاح يبقى بونجاح، لكن المنافسة على المناصب فرضت منطقها
  • بعودة عوار، بن ناصر، بن طالب وزروقي، المنتخب سيتطور أكثر
  • المنتخب الوطني لعب مباراة الموزمبيق بأداء عالمي حديث
  • قادرون على الذهاب بعيداً في أي منافسة وتحقيق الألقاب
  • بولبينة وكسيس موهبتان صاعدتان بحاجة للدعم والتشجيع
  • الإحترافية في النقد والتحليل تمرر الرسالة وتُصلح دون تجريح

في الجزء الثاني من حوارنا مع الأسطورة ناصر بويش ضمن ركن «ضيف الأسبوع» بجريدة الروح الرياضية والذي يجمع بين الوفاء، الطموح، والرؤية الواضحة لمستقبل كرة القدم الجزائرية. سنتوقف عند علاقة استثنائية بين ناد عريق وجماهير لا تنسى، ونكتشف كيف يرى ضيفنا مستقبل المنتخب بقيادة بيتكوفيتش، ودور النجوم الصاعدة كعمورة وغويري. كما نفتح باب الحديث عن ضرورة دعم الشباب، أهمية النقد البناء، وواقعه كمحلل لا يفصل العاطفة عن المنطق وبين هذه المحاور، قصص وذكريات لا تروى إلا من قلب عايشها.

ما هي رسالتك لجماهير مولودية الجزائر التي لا تزال تتذكرك إلى اليوم؟

عيد مبارك لكل جمهور المولودية الوفي والمخلص، هذا الجمهور الذي يعيش مع ناديه في كل الظروف، بحب لا يتغير وارتباط لا ينفصم. أنصار المولودية هم القلب النابض لهذا النادي العريق، وجمهوره الهائل هو سر استمراره وتألقه. أتمنى لكم عيدا سعيدا مليئا بالفرحة، وأن يحقق فريقكم أفضل النتائج ويواصل طريق النجاح إن شاء الله.

ما هي نصيحتك للاعبين الشباب الذين يحلمون بالوصول إلى القمة؟

نصيحتي لكل مدرب هي أن يرفع من جودة تدريبه ويمنح الدعم الكافي، خصوصا عند التعامل مع الرياضيين الشباب، لأنهم بحاجة إلى أكثر من مجرد توجيه فني؛ إنهم يحتاجون إلى المودة، التقدير، والعمل الجاد. أؤمن أن لدينا الكثير من اللاعبين الموهوبين، لكن دون عمل وجهد لا يمكن الوصول إلى شيء. كرة القدم اليوم أصبحت صناعة، وبالتالي يجب على اللاعبين الشباب أن يدركوا أن بوسعهم إنقاذ مستقبل عائلاتهم من خلال هذا المجال، لكن فقط إن فكروا بجدية في تطوير أنفسهم.

المولودية مقبلة على تحدٍّ قاريٍّ صعب في إياب ربع النهائي.. هل ترى أنها قادرة على تجاوز أورلاندو بيراتس الجنوب إفريقي بملعبه وأمام جماهيره ؟

أعتقد أن مولودية الجزائر تمر حاليا بإحدى أفضل فتراتها. منذ وقت طويل لم نشهد الفريق يقدم مثل هذه النتائج الإيجابية. في رأيي، عملية التوظيف تمت بشكل جيد، رغم بعض الهفوات، إلا أن إدارة النادي قامت بعمل يحسب لها. أتمنى لهم كل التوفيق، خاصة على المستوى القاري. اليوم، وقد بلغ الفريق ربع نهائي المسابقة الإفريقية، لا مجال لاختيار الخصوم، فجميع الفرق المتأهلة قوية وتملك الجودة. صحيح أن القرعة أوقعت الفريق أمام نادي أورلاندو بيراتس القوي والذي حسم لصالحه موقعة الذهاب، لكن كل شيء يبقى ممكنا، والنسبة 50-50. الأهم أن تؤمن بقدراتك. الفريق يملك إمكانيات حقيقية للذهاب بعيدا في هذه المنافسة، وتدارك نتيجة لقاء الذهاب رغم صعوبة المهمة طبعا، خاصة بوجود طاقم فني وإدارة تعمل بشكل جيد. أتمنى لهم التوفيق من القلب في موقعة جوهانسبورغ.

كيف تقيم مسيرة المنتخب الوطني تحت قيادة بيتكوفيتش؟

منذ تعيين فلاديمير بيتكوفيتش على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني، كانت هناك بعض التساؤلات حول ما يمكن أن يقدمه بعد عهد جمال بلماضي، لكن تدريجيا، بدأنا نلمس تحسنا واضحا في الأداء. أرى أن بيتكوفيتش كان خيارا موفقا، والمنتخب يتطور من حيث طريقة اللعب، بل وأظهر أمورا لم نكن نراها حتى في فترة بلماضي. مباراة بوتسوانا، خصوصا في شوطها الثاني، رغم الظروف الصعبة المتعلقة بحالة الملعب ودرجة الحرارة، والصيام أبرزت قدرة الفريق على إنتاج أداء جماعي محترم. بعدها، خلال لقاء موزمبيق في تيزي وزو، قدم الفريق أداء عالميا يسمح لنا بتقييم الأفراد وتقديم ملاحظات دقيقة. ما لاحظناه مع بيتكوفيتش هو تطور على المستوى الفردي، الجماعي، التكتيكي وحتى البدني. وهذا شيء لم يكن واضحا من قبل. صحيح أن هناك أسماء غائبة مثل بن ناصر، بن طالب، عوار، بونجاح وزروقي، لكنها ستمنح إضافة كبيرة عند عودتها. التصريح الأخير لرئيس الفاف وليد صادي حول إمكانية التتويج بكأس إفريقيا 2025 ليس حلما بعيد المنال، فعندما نشاهد مستوى المنتخب أمام موزمبيق خلال تربص مارس، يمكن القول إن بلوغ نصف النهائي على الأقل أمر ممكن، خاصة بوجود لاعبين بمستوى عال مثل غويري، بلايلي، عمورة، محرز، بوداوي، أيت نوري، قندوسي، شايبي، بن سبعيني وغيرهم. بيتكوفيتش يقوم بعمل محترم، والطريق نحو النجاح بدأ يتضح تدريجيا.

من ترشح لقيادة هجوم الخضر مستقبلا؟

بالنسبة لي، أتمنى عودة يوسف بلايلي إلى مستواه الحقيقي وأن يكون حاضرا أساسيا مع المنتخب في أقرب وقت ممكن. صحيح أن بلايلي يقدم حاليا مباريات جيدة بعد غيابه عن حوالي 10 مواجهات، لكن من يقود هجوم المنتخب مستقبلا هو محمد الأمين عمورة، لأنه ببساطة نجم قادم بقوة وسيكون له شأن كبير في السنوات المقبلة.

هناك من يتنبأ لعمورة بتجاوز رقم سليماني كهداف تاريخي للخضر هل توافق أصحاب هذا الطرح؟

المهاجمون خُلقوا لتسجيل الأهداف، والأرقام دونت كي تحطم، وإذا لم يتمكن اللاعب من إثبات نفسه اليوم، فعليه أن يبقى مكتوف الأيدي يترقب. عمورة سجل خمسة أهداف في أسبوع واحد فقط، خلال مباراتين، وهو إنجاز كبير. تمكن من تسجيل هاتريك وثنائية في أسبوع واحد، وهذا يعد امرا نادرا في كرة القدم اليوم. تسجل في هذا العصر أصبح من الأمور الاستثنائية، مما يعكس امكانياته العالية. بناء على ذلك، أنا أؤمن أن عمورة يمتلك كل الإمكانيات اللازمة لتجاوز اسلام سليماني والتفوق.

هل أنت راض عن أداء الخضر أمام بوتسوانا والموزمبيق بغض النظر عن الفوز؟

مباراة بوتسوانا كانت جيدة، ولكن بعد ذلك، كانت المباراة الثانية ممتازة. إذا كان علي أن أقيّم اللقاءات، فسأعطي مباراة بوتسوانا 7/10، بينما اللقاء الثاني يستحق 9/10. حيث كنا قريبين من المثالية في تلك المباراة، وأنا شخصيا أنتظر الأفضل والأحسن. أعلم أن المنتخب قادر على تقديم المزيد، لأنني لأول مرة كنت في ملعب تيزي وزو وشاهدت المباراة عن كثب. المنتخب الجزائري لعب بمستوى أوروبي، قدم كرة القدم الحديثة في تحركاته وأدائه، خصوصا في الهدف الذي سجله حجام، حيث مرر محرز الكرة إلى عمورة الذي عكسها بشكل رائع. هذا النوع من اللعب لا نراه في البطولة المحلية، وقد لاحظنا أداء عالميا بين اللاعبين. يمكننا تقديم المزيد، وربما يصل أداء الفريق إلى 10/10، مثلما حدث في مباراته ضد منتخب موزمبيق. المنتخب الجزائري في طريقه للتقدم والتطور. أمام الموزمبيق شفنا كيف تلعب كرة القدم الحديثة.

ألم تتفاجأ بغياب بغداد بونجاح عن تربص مارس؟

بغداد بونجاح يبقى لاعبا مهما وقيمة كبيرة، لكن اليوم المنافسة أصبحت أقوى. يوجد لاعب مثل غويري الذي يقدم أداء رائعا، حيث يسجل الأهداف، يمرر الكرات، ويضغط على المدافعين في كل فرصة. لاحظنا هذا في لقاء بوتسوانا في ظروف صعبة. بالتأكيد، بونجاح لا يزال بونجاح، ولكن المنافسة قوية مع لاعبين شباب مثل غويري، عمورة، بوداوي، قندوسي، فارس شايبي، الذين يمثلون مستقبل المنتخب الجزائري.

كيف ترى مستقبل المنتخب الوطني في ظل الوجوه الشابة الجديدة سواء التي استدعيت أو التي هي مرشحة للحاق بالخضر مستقبلا !؟

من الضروري أن نتجنب التسرع في تقييم اللاعبين، خاصة مع وجود تأكيدات أن بعضهم سيكون له دور كبير في المستقبل. هناك العديد من اللاعبين الشباب الذين يقدمون مستويات مميزة مثل شياخة، مازة، ولما لا أخرون مثل وريان شرقي، وأكليوش بالإضافة إلى لاعبين آخرين قد يكون لهم مكان في المنتخب الوطني. إذا تم استدعاء هؤلاء اللاعبين، سيكون من الصعب على المدرب بيتكوفيتش تحديد التشكيلة الأساسية، وهذه ميزة رائعة للمنتخب الجزائري. أعتقد أن المنتخب قادر على الوصول إلى أدوار متقدمة في أي منافسة، مثل ربع نهائي كأس العالم أو نصف نهائي كأس إفريقيا. رغم الصعوبات التي قد نواجهها في كل دورة، فإننا نأمل أن يتمكن بيتكوفيتش، الذي يتأقلم جيدا مع البطولات المغلقة، من إيجاد الحلول المناسبة لتحقيق النجاح. شخصيا، أؤمن أن المنتخب الجزائري لديه الإمكانيات اللازمة للذهاب بعيدا، وربما حتى العودة بالكأس. كما قال المدرب بلماضي قبل مغادرته إلى مصر «سنعود بالتتويج»، وهذا ما أكده رئيس الفاف وليد صادي أيضا. كما يجب أن يقف الجميع وراء الفريق لتحقيق هذا الهدف.

هل ترى أن هناك لاعبين من الدوري المحلي كانوا يستحقون التواجد في تربص مارس؟

تحليلي دائما دقيق، وأحيانا يكون من الصعب تحديد الخيارات، لكن في حال الحديث عن حراس المرمى، أعتقد أن بن بوط هو الأنسب في الوقت الحالي، نظرا لوجود فجوة كبيرة في هذا المركز، حتى على مستوى الحراس المحترفين خارج الوطن. منصب حارس المرمى يبقى حساسا للغاية، ورغم أن رايس مبولحي كان الرقم 1 لأكثر من 10 سنوات، ولا يوجد منافس حقيقي له، إلا أنني أرى أن بن بوط هو الأنسب حاليا كحارس مرمى محلي. أيضا، وهناك عادل بولبينة لاعب ممتاز. لقد تحدثت معه ومع والده منذ أربع سنوات، وأتذكر أننا قدمنا له حصة حول اكتشاف المواهب. يمتلك إمكانيات كبيرة، وعندما شاهدته يلعب هذا الموسم، لاحظت تطور مستواه بشكل ملحوظ. ولكن، من الصعب على بيتكوفيتش ملاحظة اللاعبين الجدد في المنتخب الأول بمجرد مشاهدتهم في مباراة أو اثنتين. هو يتابع مجموعة من اللاعبين ضمن قائمة تضم 25 أو 26 لاعبا، ويقرر بناء على ذلك. لكن عادل يبقى على بعد خطوة من المنتخب الأول أضن أن تواجده في المنتخب المحلي و هناك رشيد كسيس لاعب قادر على صنع السعادة في أي فريق سواء مع نادي بارادو أو الأندية الكبيرة مثل مولودية الجزائر أو وفاق سطيف وغيرها. لكن الإعلام لا يتحدث عنه.

كيف تقيم بلاطوهات التحليل الرياضي الجزائرية؟ وهل ترى أنها تقدم مادة تحليلية مفيدة وموضوعية؟ خاصة في ظل النقد الذي تتلقاه من طرف الشارع الرياضي

أؤمن أن لكل برنامج طابعه الخاص، فهناك برامج تحليلية متخصصة في قراءة المباريات، وأخرى قد تأخذ منحى مختلفا، أحيانا يخرج عن الإطار الرياضي ليخوض في الحسابات الشخصية. من هنا، تبرز أهمية الاحترافية في الطرح. علينا أن نكون أكثر مهنية، وأن نحرص على أن تمر انتقاداتنا بسلاسة، بحيث تكون مقبولة ومُتقَبّلة من قبل الجميع. بعض المصطلحات والتعابير بإمكانها تمرير رسائل قوية دون المساس بأي طرف. أنا شخصيا لا أوافق الأسلوب الهجومي، وإذا لم يعجبني أداء فريق أو لاعب، أحرص على إيصال الرسالة بشكل واضح وصادق، لكن دون تجريح. من الضروري أن يأخذ كل طرف حقه، وأن نكون موضوعيين. فالرياضة لا تتطور إلا من خلال النقد البناء، الذي يحمل نية التصحيح والتقدم. بصفة عامة، يجب أن نرتقي بمستوى النقاش والتشاور داخل الإعلام الرياضي.

عادة ما يتسبب تشابه الأسماء في مشاكل لحامليها، أو الوقوع في مواقف طريفةألم يحدث لك هذا مع ناصر بويش لاعب الجياسكا مثلا؟

ناصر بويش، نحمل نفس الاسم، والفرق بيننا لا يتجاوز السنتين أو الثلاث في العمر، فقط يكتب اسمه بالفرنسية بشكل مختلف في حرف واحد. أتمنى له الصحة وطول العمر. كان وما يزال من الأسماء الكبيرة في تاريخ الكرة الجزائرية، هداف تاريخي لشبيبة القبائل وللبطولة الجزائرية ككل، إذ سجل 36 هدفا في موسم واحد، وهو رقم من النادر جدا تكراره. كان مهاجما بارزا في واحدة من أقوى فترات شبيبة القبائل، وأحيانا وأنا أمشي في الشارع، يخطئون في التعرف علي ويقولون لي «أنت هو بويش لي سجل 36 هدف، فأبتسم وأتقبلها كمديح غير مباشر، لأننا نحمل نفس الاسم، وربما نفس الروح الكروية أيضا.

يتبع

0📊0👍0👏0👌0  📣

الرد على المواضيع متوفر للأعضاء فقط.

الرجاء الدخول بعضويتك أو التسجيل بعضوية جديدة.

  • إسم العضوية: 
  • الكلمة السرية: 

 الأسطورة ناصر بويش يروي تفاصيل مشوار المجد والتحدياتبداية
الصفحة