
وفيما بين الحسنات والسيئات في القطاع، فإن الفوائد يبدو أنها تغلب، ونتيجة لذلك، السكة الحديد تنمو باطّراد في العالم.
يقول بيان صحافي لاتحاد سكك الحديد الدولي (UIC : Union Internationale des Chemins de fer)، إن احصاءات عام 2010م التي أرسلها الأعضاء إلى الاتحاد، تبيّن أن ثمة نمواً في معدل حركة النقل بالسكك الحديد، بلغت نسبته %3,4، بالطن/ كيلومتر، في قطاع الشحن العالمي، وهذا ما يؤكد تعافي الاقتصاد والتجارة (بعد الأزمة المالية العالمية عام 2008م). أما أرقام نمو نقل الركاب فتشير إلى قفزة نسبتها %3,5 بالراكب/ كيلومتر، لا سيما بسبب تنمية خطوط سكة الحديد في آسيا، وعلى الأخص في الهند.
أما روسيا فأبدت حيوية كبيرة في تنمية سكك الحديد، بزيادة نسبتها %8 في عام 2009م، مما ينم عن دينامية فائقة في قطاع الشحن، الذي يمثل تقريباً نسبة الربع من مجمل الشحن في العالم، بالطن/ كيلومتر. ونما القطاع في الولايات المتحدة وكندا بنسبة %4، حيث يمثل نحو %25 من مجمل قطاع الشحن في العالم بالطن/ كيلومتر. وفي الصين، التي تملك نسبة %70 من مجموع الأطنان المشحونة بسكة الحديد في آسيا (وأوقيانية)، كانت نسبة نمو هذا القطاع %3. وفي الهند، التي طورت شبكتها بسرعة كبيرة، بلغت نسبة نمو قطاع الشحن بسكة الحديد %9، تليها مباشرة، من حيث النسبة، كازاخستان، بـ %8. وبلغت نسبة الزيادة في أوروبا (باستثناء كومنولث الدول المستقلة) %7، وهذه نسبة استمرت على حالها في جزء كبير من عام 2011م في أوروبا. أما حصة النمو في إفريقيا، فبلغت نسبتها %1,5.
وفي مجال نقل الركاب، ظلت نسبة النمو على حالها عام 2010، بفضل النمو الثابت في آسيا، لا سيما الهند، التي شهدت نسبة نمو بلغت %8، والصين التي بلغت نسبة النمو فيها %0,4.
أرقام أوروبية
وتشير الأرقام الأوروبية التي نشرت في شهر ديسمبر عام 2017م، عن الحركة بين عامي 2006 و2016، إلى أن الشحن بالقطارات في دول الاتحاد الأوروبي هبط هبوطاً شديداً عام 2009، إثر الأزمة المالية العالمية التي ضربت أسواق المال عام 2008، لكن حركة الشحن تعافت بعد ذلك، وأخذت تنمو نمواً مقبولاً، حتى بلغت عام 2016: 403 مليارات طن / كيلومتر.
يتبيّن من هذا الجدول أن الدول الخمس الأولى على القائمة العالمية هي دول شاسعة المساحة، ومتقدِّمة صناعياً. لكن عند مراجعة التطور التكنولوجي في الخطوط، يتضح أن الصين هي الدولة الأولى من حيث كهربة خطوطها، يليها الاتحاد الروسي. ويلفت الانتباه إلى أن الولايات المتحدة لا تملك كثيـراً من الخطـوط المكهربة، وهذا يعود لكونها سبّاقــة إلى إنشـاء خطــوط سكة الحديــد، التي باتــت الآن تحتــاج إلى تحديث.