إن الحمد لله ، نحمده ، ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات

أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله

وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين .

التهاب السحايا الفيروسي هو حالة تحدث عندما تُصاب الأغشية التي تغطي الدماغ والحبل الشوكي (السحايا) بالتهاب نتيجة لعدوى فيروسية. يُعتبر هذا النوع من التهاب السحايا أقل شدة من النوع البكتيري، ولكنه لا يزال يشكل تهديدًا صحيًا، خاصة إذا لم يتم اكتشافه ومعالجته في الوقت المناسب.

الأسباب:

يحدث التهاب السحايا الفيروسي نتيجة لعدة أنواع من الفيروسات، أبرزها:

فيروسات المعوية (Enteroviruses): هي السبب الأكثر شيوعًا لالتهاب السحايا الفيروسي، وتنتشر عادة في الصيف والخريف.

فيروس الهربس البسيط (Herpes Simplex Virus - HSV): قد يسبب التهاب السحايا الفيروسي في بعض الحالات.

فيروس النكاف (Mumps): يمكن أن يسبب أيضًا التهاب السحايا الفيروسي، خاصة في الأطفال.

فيروسات الأنفلونزا (Influenza viruses): قد تؤدي إلى التهاب السحايا في حالات نادرة.

فيروسات التهاب الكبد (Hepatitis viruses): يمكن أن تكون سببًا في التهاب السحايا.

فيروس الحصبة (Measles virus): قد يسبب التهاب السحايا في الحالات النادرة التي تحدث بسبب المضاعفات.

الأعراض:

تختلف أعراض التهاب السحايا الفيروسي بناءً على نوع الفيروس المسبب، ولكن عادةً ما تشمل الأعراض التالية:

الصداع الشديد: من الأعراض الأكثر شيوعًا، ويكون غالبًا مفاجئًا.

الحمى: درجة حرارة مرتفعة مصحوبة بالشعور بالتعب العام.

تيبس الرقبة: صعوبة في تحريك الرقبة نتيجة الألم والضغط على السحايا.

الغثيان والتقيؤ: يمكن أن يرافق المرض شعور بالغثيان والتقيؤ.

التعب العام: يشعر المريض بالإرهاق الشديد والضعف.

التهيج أو الحساسية للضوء: في بعض الحالات، يعاني المرضى من حساسية الضوء.

التهيج الذهني أو الارتباك: في الحالات الأكثر شدة، قد يشعر الشخص بالارتباك أو الارتباك الذهني.

في بعض الحالات، قد تحدث نوبات صرعية خاصة في الأطفال.

التشخيص:

يتم تشخيص التهاب السحايا الفيروسي عن طريق عدة خطوات:

الفحص السريري: يستمع الطبيب إلى الأعراض التي يعاني منها المريض ويقوم بفحصه جسديًا.

اختبارات الدم: للكشف عن وجود الفيروسات التي قد تكون سببًا في الإصابة.

البزل القطني (التصريف الشوكي): يتم سحب عينة من السائل النخاعي (السائل الدماغي الشوكي) لتحليلها في المختبر، حيث قد يظهر وجود الفيروس.

اختبارات الكشف عن الفيروس: مثل فحص PCR للبحث عن المادة الوراثية للفيروسات في السائل النخاعي.

العلاج:

نظرًا لأن التهاب السحايا الفيروسي غالبًا ما يكون أقل خطورة من النوع البكتيري، فإن العلاج يركز بشكل أساسي على تخفيف الأعراض والراحة:

الأدوية المسكنة: مثل مسكنات الألم وخافضات الحرارة مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين.

الراحة والراحة البدنية: من الضروري أن يحصل المرضى على الراحة الجسدية والنوم الكافي لمساعدة الجسم على التعافي.

شرب السوائل: يساعد الحفاظ على الترطيب في منع الجفاف ويعزز من عملية الشفاء.

مضادات الفيروسات (في حالات نادرة): قد يتم استخدام الأدوية المضادة للفيروسات في الحالات الشديدة أو التي يسببها فيروس الهربس البسيط.

المراقبة في المستشفى: في بعض الحالات، قد يستلزم الأمر أن يبقى المريض تحت المراقبة في المستشفى للتأكد من عدم حدوث أي مضاعفات.

المضاعفات:

على الرغم من أن التهاب السحايا الفيروسي عادةً ما يكون أقل خطورة من النوع البكتيري، إلا أنه يمكن أن يتسبب في بعض المضاعفات إذا لم يتم معالجته بشكل صحيح:

الآثار العصبية: مثل الصداع المزمن، أو التهيج الذهني أو صعوبة في التركيز.

نوبات صرعية: في الحالات الشديدة، يمكن أن تحدث نوبات صرعية.

التأثير على النمو العقلي للأطفال: في بعض الحالات النادرة، يمكن أن يؤثر التهاب السحايا الفيروسي على النمو العصبي للأطفال.

الوقاية:

من الممكن تقليل خطر الإصابة بالتهاب السحايا الفيروسي من خلال:

التطعيمات: مثل اللقاحات ضد النكاف، الحصبة، وفيروس الورم الحليمي البشري.

الوقاية من العدوى: الحفاظ على نظافة اليدين والابتعاد عن الأشخاص المصابين بالأمراض الفيروسية.

الحد من التواصل مع المصابين: تجنب مخالطة الأشخاص المصابين بأعراض مشابهة للأنفلونزا أو نزلات البرد.

الخلاصة:

التهاب السحايا الفيروسي هو حالة التهاب في الأغشية المحيطة بالدماغ والحبل الشوكي نتيجة للعدوى الفيروسية. رغم أنه أقل خطورة من التهاب السحايا البكتيري، فإنه يحتاج إلى علاج مناسب لتخفيف الأعراض ومنع حدوث مضاعفات. من المهم التشخيص المبكر والراحة التامة للمريض لضمان التعافي التام.