بِسْمِ الله الرَّحْمَن الرَّحِيمْ

السَّلاَمٌ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكَاتُه

مَرْحَباً بِكُلِّ أَعْضَاء وَزُوَارْ الْمُنْتَدَى الْكِرَامْ

إن الحمد لله ، نحمده ، ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات

أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله

وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين .

سرطان الرئة (Lung Cancer) هو نوع من السرطان يبدأ في الرئتين. الرئتان عضوان إسفنجيان في الصدر يقومان بإدخال الأكسجين إلى الجسم وإخراج ثاني أكسيد الكربون. يعتبر سرطان الرئة السبب الرئيسي للوفاة بالسرطان في جميع أنحاء العالم.

أنواع سرطان الرئة الرئيسية:

يتم تصنيف سرطان الرئة بشكل أساسي إلى نوعين رئيسيين بناءً على مظهر الخلايا السرطانية تحت المجهر:

1. سرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة (Non-Small Cell Lung Cancer - NSCLC): وهو النوع الأكثر شيوعًا، حيث يشكل حوالي 80-85% من جميع حالات سرطان الرئة. يشمل عدة أنواع فرعية، أهمها:

   • سرطان الخلايا الحرشفية (Squamous Cell Carcinoma): يبدأ في الخلايا المسطحة التي تبطن سطح الشعب الهوائية. غالبًا ما يرتبط بالتدخين.
   • السرطان الغدي (Adenocarcinoma): يبدأ في الخلايا التي تفرز المخاط، وغالبًا ما يحدث في الأجزاء الخارجية من الرئتين. قد يحدث لدى المدخنين وغير المدخنين.
   • سرطان الخلايا الكبيرة (Large Cell Carcinoma): يمكن أن يظهر في أي جزء من الرئة ويميل إلى النمو والانتشار بسرعة.

2. سرطان الرئة ذو الخلايا الصغيرة (Small Cell Lung Cancer - SCLC): يشكل حوالي 10-15% من حالات سرطان الرئة. يميل إلى النمو والانتشار بسرعة أكبر من سرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة، وغالبًا ما يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالتدخين الشديد.

أسباب وعوامل خطر سرطان الرئة:

السبب الرئيسي لسرطان الرئة هو التدخين. يرتبط حوالي 80-90% من حالات سرطان الرئة بالتدخين المباشر أو التعرض للتدخين السلبي. كلما بدأ الشخص التدخين في سن مبكرة ودخن لفترة أطول وبكميات أكبر، زاد خطر الإصابة بسرطان الرئة.

تشمل عوامل الخطر الأخرى:

• التعرض للتدخين السلبي: استنشاق دخان السجائر من حولك يزيد من خطر الإصابة بسرطان الرئة لدى غير المدخنين.
• التعرض لغاز الرادون: وهو غاز مشع طبيعي غير مرئي ولا رائحة له ويمكن أن يتراكم في المنازل. يعتبر ثاني أكبر سبب لسرطان الرئة بعد التدخين.
• التعرض لمواد مسرطنة أخرى: مثل الأسبستوس، والزرنيخ، والكروم، والنيكل، وبعض المواد الكيميائية المستخدمة في بعض الصناعات.
• تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الرئة: الأشخاص الذين لديهم أقارب من الدرجة الأولى (مثل الوالدين أو الأشقاء) مصابون بسرطان الرئة لديهم خطر أعلى للإصابة بالمرض.
• الأمراض الرئوية الأخرى: مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD) والتليف الرئوي قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان الرئة.
• العلاج الإشعاعي السابق للصدر: الأشخاص الذين تلقوا علاجًا إشعاعيًا للصدر لسرطان آخر لديهم خطر أعلى للإصابة بسرطان الرئة لاحقًا.
• تلوث الهواء: التعرض لمستويات عالية من تلوث الهواء على المدى الطويل قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان الرئة بشكل طفيف.

أعراض سرطان الرئة:

غالبًا ما لا تظهر أعراض سرطان الرئة في المراحل المبكرة. عندما تظهر الأعراض، فإنها قد تشمل:

• سعال مستمر يزداد سوءًا أو لا يزول.
• سعال مصحوب بدم.
• ألم في الصدر: قد يكون ثابتًا أو متقطعًا ويزداد سوءًا عند التنفس بعمق أو السعال أو الضحك.
• ضيق التنفس.
• الصفير.
• بحة في الصوت.
• فقدان الوزن غير المبرر.
• التعب والإرهاق.
• التهابات الجهاز التنفسي المتكررة مثل التهاب الشعب الهوائية أو الالتهاب الرئوي التي لا تتحسن.

قد تظهر أعراض أخرى إذا انتشر السرطان إلى أجزاء أخرى من الجسم (ورم خبيث)، مثل:

• آلام العظام.
• الصداع.
• الضعف أو الخدر في الأطراف.
• اصفرار الجلد والعينين (اليرقان).
• تورم في الوجه أو الرقبة.

تشخيص سرطان الرئة:

إذا اشتبه الطبيب في وجود سرطان الرئة بناءً على الأعراض أو نتائج الفحوصات، فقد يتم إجراء العديد من الاختبارات لتأكيد التشخيص وتحديد نوع السرطان ومرحلته. تشمل هذه الاختبارات:

• التصوير:
  • الأشعة السينية على الصدر (Chest X-ray): غالبًا ما تكون الخطوة الأولى للكشف عن أي تشوهات في الرئتين.
  • التصوير المقطعي المحوسب (CT Scan): يوفر صورًا أكثر تفصيلاً للرئتين ويمكن أن يكشف عن أورام أصغر.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): قد يستخدم لتقييم انتشار السرطان إلى الدماغ أو النخاع الشوكي.
  • التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET Scan): يمكن أن يساعد في تحديد ما إذا كان السرطان قد انتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.
  • فحص العظام (Bone Scan): يستخدم للبحث عن انتشار السرطان إلى العظام.
• فحص البلغم (Sputum Cytology): فحص عينات البلغم تحت المجهر للبحث عن خلايا سرطانية.
• الخزعة (Biopsy): إزالة عينة من الأنسجة المشتبه بها لفحصها تحت المجهر. يمكن الحصول على الخزعة بعدة طرق:
  • تنظير القصبات (Bronchoscopy): إدخال أنبوب رفيع مضاء بكاميرا عبر الأنف أو الفم إلى الشعب الهوائية لأخذ عينات.
  • الخزعة الموجهة بالتصوير المقطعي المحوسب (CT-guided Biopsy): استخدام التصوير المقطعي لتوجيه إبرة لأخذ عينة من ورم في الرئة.
  • تنظير المنصف (Mediastinoscopy): إجراء جراحي صغير لأخذ عينات من الغدد الليمفاوية في المنطقة بين الرئتين.
  • جراحة الصدر (Thoracotomy أو VATS): قد تكون ضرورية للحصول على خزعة كبيرة أو لإزالة الورم.
• تحاليل الدم: قد تساعد في تقييم الصحة العامة ووظائف الأعضاء.
• الاختبارات الجينية والجزيئية: يمكن إجراؤها على عينات الخزعة لتحديد الطفرات الجينية التي قد تساعد في توجيه العلاج، خاصة في سرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة.

مراحل سرطان الرئة:

تحديد مرحلة السرطان يساعد الأطباء على التخطيط للعلاج والتنبؤ بمآل المرض. تعتمد مراحل سرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة على حجم الورم، وما إذا كان قد انتشر إلى الغدد الليمفاوية القريبة أو إلى أجزاء أخرى من الجسم (الورم الخبيث). سرطان الرئة ذو الخلايا الصغيرة غالبًا ما يتم تصنيفه على أنه "محدود" (مقتصر على جانب واحد من الصدر وقد يشمل الغدد الليمفاوية القريبة) أو "منتشر" (انتشر إلى نطاق أوسع في الصدر أو إلى أجزاء أخرى من الجسم).

علاج سرطان الرئة:

يعتمد علاج سرطان الرئة على نوع السرطان ومرحلته وصحة المريض العامة وتفضيلاته. تشمل خيارات العلاج:

• الجراحة: قد تكون خيارًا لسرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة في المراحل المبكرة الذي لم ينتشر بعد إلى خارج الرئة. يمكن أن تشمل إزالة جزء من الرئة (استئصال الفص) أو الرئة بأكملها (استئصال الرئة).
• العلاج الإشعاعي: يستخدم أشعة عالية الطاقة لقتل الخلايا السرطانية. يمكن استخدامه بمفرده أو مع علاجات أخرى قبل الجراحة أو بعدها أو لعلاج السرطان الذي لا يمكن إزالته جراحيًا أو لتخفيف الأعراض.
• العلاج الكيميائي: يستخدم أدوية قوية لقتل الخلايا السرطانية في جميع أنحاء الجسم. غالبًا ما يستخدم لعلاج سرطان الرئة ذو الخلايا الصغيرة ومع سرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة في المراحل المتقدمة أو بعد الجراحة.
• العلاج الموجه (Targeted Therapy): يستخدم أدوية تستهدف طفرات جينية محددة موجودة في بعض أنواع سرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة. يمكن أن يكون فعالًا جدًا في المرضى الذين لديهم هذه الطفرات.
• العلاج المناعي (Immunotherapy): يساعد جهاز المناعة في الجسم على محاربة السرطان. يمكن أن يكون فعالًا في بعض المرضى المصابين بسرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة والمتقدم.
• الرعاية التلطيفية (Palliative Care): تركز على تخفيف الأعراض وتحسين نوعية حياة المرضى المصابين بسرطان الرئة المتقدم. يمكن أن تشمل تخفيف الألم وضيق التنفس والتعب وأعراض أخرى.

الوقاية من سرطان الرئة:

أفضل طريقة للوقاية من سرطان الرئة هي تجنب التدخين وعدم التعرض للتدخين السلبي. تشمل النصائح الأخرى للوقاية:

• تجنب التعرض لغاز الرادون: فحص منزلك واتخاذ خطوات لتقليل مستويات الرادون إذا كانت مرتفعة.
• تجنب التعرض للمواد المسرطنة المهنية.
• اتباع نظام غذائي صحي غني بالفواكه والخضروات.
• ممارسة الرياضة بانتظام.

مآل سرطان الرئة:

يعتمد مآل سرطان الرئة على عدة عوامل، بما في ذلك نوع السرطان ومرحلته والصحة العامة للمريض والاستجابة للعلاج. بشكل عام، يعتبر سرطان الرئة من أنواع السرطان الصعبة العلاج، خاصة في المراحل المتقدمة. ومع ذلك، فإن التقدم في طرق العلاج، مثل العلاج الموجه والعلاج المناعي، يحسن نتائج بعض المرضى.

من المهم للأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بسرطان الرئة (خاصة المدخنين الحاليين والسابقين) التحدث مع أطبائهم حول خيارات الفحص، مثل التصوير المقطعي المحوسب بجرعة منخفضة (LDCT) للكشف المبكر عن سرطان الرئة في بعض الحالات. الكشف المبكر يمكن أن يحسن فرص العلاج الناجح.

#التغذية

#الوقاية

#الامراض_الانتقالية