يقدم العدد السابع والستون (أبريل) من مجلة «المسرح»، التي تصدرها شهرياً دائرة الثقافة في الشارقة، مجموعة متنوعة من الدراسات والمراجعات والحوارات والمتابعات، حول الحراك المسرحي العربي والعالمي.
في مدخل العدد تنشر المجلة دراسة في دلالات عنوان مسرحية «داعش والغبراء» للشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بقلم الأكاديمي السعودي سامي الجمعان.
وتستلهم المسرحية من الملحمة التاريخية «داحس والغبراء» إحدى الحروب الجاهلية التي كانت بين قبيلتي عبس وذبيان وداحس والغبراء وهما اسما فرسين فقد كان «داحس» حصانا لـ«قيس بن زهير» و«الغبراء» فرسا لـ«حمل بن بدر.»
و تدين المسرحية فكرة العنف من خلال موضوع تاريخي، يجعل من علاقة التاريخ بالحاضر جدلية مستمرة، وذات قيمة، وقد جسد العمل دور الإسلام الجلي في دحر الجاهلية وكل أمورها وعلى وجه الخصوص القتل والتعصب وسلب الأموال والأرواح، وأبرز كذلك سبل التصدي لكثير من أمور الجاهلية والتي نراها في أيامنا هذه تعود وتمارس وبشكل بشع في حق الكثير من البشر دون مراعاة لحرمة النفس البشرية وحرمة الأموال وهو ما اقترفته التنظيمات المتطرفة التي تدعي انتماءها للإسلام.
إضافة إلى القراءة المستفيضة في مسرحية "داعش والغبراء” يقدم العدد الجديد من المجلة استطلاعا شارك فيه عدد من الفنانين المحليين حول مسيرة مهرجان دبا الحصن للمسرح الثنائي، الذي تحل دورته الثامنة في الفترة من 23 إلى 27 مايو المقبل.
وقد تأسس المهرجان عام 2016، بهدف نشر وتنويع النشاط المسرحي في الإمارة، ومد وتعزيز جسور التواصل وتبادل المعرفة بين المسرحيين الإماراتيين وأشقائهم في الوطن العربي.
بعد سبع دورات أصبح من الممكن القول إن المهرجان صار مؤثرا في الجمهور وتحديدا في أبناء دبا الحصن، كما لا يتوقف تأثيره على العروض المخصوصة التي يقدمها، بل أيضا في تبنيه للعديد من الأنشطة مثل "ملتقى الشارقة للمسرح العربي” والورشات التدريبية والندوات وغيرها.
وحفل باب «قراءات» بتحليلات لجملة من العروض المسرحية العربية التي قدمت أخيراً، حيث كتب إبراهيم الحسيني عن صراع البوح والكتمان في مسرحية «صرخات من الهاوية» للمخرج الإماراتي عبدالرحمن الملا، وكتب سامر محمد إسماعيل عن البعد التجريبي في «المؤسسة» للمخرج البحريني عيسى الصنديد، وكتبت فائزة مسعودي عن خيمياء القبح والجمال في ضوء قراءتها «كعب ونصف حذاء» للمخرج الإماراتي محمد صالح، بينما تطرق كمال الشيحاوي إلى تجليات تاريخ الموسيقى المحلية في قراءته «جرانتي العزيزة» للمخرج التونسي الفاضل جزيري، وكتب فريد أمعضشو عن جماليات الترميز والإيحاء في مسرحية «بعض الأشياء» للمخرج الإماراتي محمد جمعة علي.
في «حوار» نشرت المجلة مقابلة أجراها باسم صادق مع الفنانة المصرية سلوى محمد علي، وتحدثت فيها عن بداياتها وأبرز المؤثرات الاجتماعية والثقافية التي شكلت شخصيتها، وأهم محطاتها الفنية، ومنظورها إلى حاضر المسرح العربي.
وقد بدأت الفنانة مسيرتها من خشبات المسرح قبل أن تظهر على الشاشتين الكبيرة والصغيرة في أعمال درامية كثيرة نالت من خلالها اهتماما بتجربتها وأدوارها المميزة برصانة الأداء وبصمة واضحة نالت عبرها محبة الجمهور العربي وثناءه.
رؤية مسرحية مؤثرة
وفي «أسفار» حكى كمال خلادي رحلته إلى مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، مبرزاً غنى وتنوع برنامج العروض وكثافة البرامج المصاحبة، وتداخل أجواء المهرجان مع النبض الحي لشوارع العاصمة المصرية.
في «رؤى» نقرأ لأسامة السروت عن فاعلية التلقي المسرح، ولعبد الناصر حسو عن دراما القراءات المسرحية، بينما يكتب رياض موسى سكران في «مطالعات» عن كتاب «تجارب معاصرة في المسرح» للباحث المصري سامح مهران.
وكتب صبري حافظ في «رسائل» عن عرض «طرق على السطح» للكاتبة والممثلة الفلسطينية خولة إبراهيم، الذي قدم أخيرا على مسرح «الرويال كورت» في لندن، وكتب كريم رشيد عن أوبرا «سالومي» التي عرضت في مسرح مالمو بالسويد، كما تضمن الباب تغطية للدورة 34 من أيام الشارقة المسرحية التي نظمت منذ مدة.
ونطالع في «متابعات» تقريرا حول تجربة الكاتب الجنوب أفريقي أثول فوغارد الذي رحل أخيرا، وألف الكاتب معظم أعماله في ظل نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا وتحدى محرمات هذا النظام من خلال إشراكه ممثلين من السود والبيض في مسرحياته، وقد لقب بالرجل الأفريكاني الشجاع، حيث لم يثنه المنع ولا المحاصرة والقمع من مواصلة الكتابة وإنجاز مسرح ينادي بالحقوق والحريات، مسرح منتصر للإنسان ضد التمييز العرقي وضد كل انتهاك، ليخلد اسمه واحدا من رموز الفعل المسرحي والفن الملتزم بقضايا الإنسان.
كما نشر العدد الجديد من المجلة استطلاعا حول سر خلود العروض المسرحية، إضافة إلى حوار قصير مع الكاتب العماني أسامة زايد بمناسبة فوزه بجائزة الشارقة للتأليف المسرحي، ومواكبة لعروض تخرج الدفعة الجديدة من طلبة معهد دمشق المسرحي.
لتحميل العدد
