سورة البقرة ..... قوله تعالى : ( والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء ) ج3آخر
الصفحة
r-skitioui

  • المشاركات:
    383660
مشرف التاريخ العالمي والإسلامي
مشرف التعارف الرياضي
مشرف عالم الحيوان والنبات
مشرف الأرض والبيئة والفضاء
مشرف علوم ومعلومات عامة
أفضل عضو بالمنتدى الإسلامي العام
r-skitioui

مشرف التاريخ العالمي والإسلامي
مشرف التعارف الرياضي
مشرف عالم الحيوان والنبات
مشرف الأرض والبيئة والفضاء
مشرف علوم ومعلومات عامة
أفضل عضو بالمنتدى الإسلامي العام
المشاركات: 383660
معدل المشاركات يوميا: 59
الأيام منذ الإنضمام: 6503
  • 19:28 - 2025/04/07
بســـــــــم الله الرحمــــــن الرحيـــــم 
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا 
ومـن سيئـات أعمـالنـا مـن يهـده الله فـلا مضل له ومن يضلل فلا هـادي لـه 
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسولـه 
أما بعد ..... 
 
● أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن
 
سورة البقرة 

▪ قوله تعالى : ( والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء ) ج3

قوله تعالى : ( وللرجال عليهن درجة ) 
لم يبين هنا ما هذه الدرجة التي للرجال على النساء ، ولكنه أشار لها في موضع آخر وهو قوله تعالى : الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم [ 4 \ 34 ] فأشار إلى أن الرجل أفضل من المرأة ; وذلك لأن الذكورة شرف وكمال ، والأنوثة نقص خلقي طبيعي ، والخلق كأنه مجمع على ذلك ; لأن الأنثى يجعل لها جميع الناس أنواع الزينة والحلي ، وذلك إنما هو لجبر النقص الخلقي الطبيعي الذي هو الأنوثة ، بخلاف الذكر فجمال ذكورته يكفيه عن الحلي ونحوه . 

وقد أشار تعالى إلى نقص المرأة وضعفها الخلقيين الطبيعيين بقوله : أومن ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين [ 43 \ 18 ] [ ص: 104 ] لأن نشأتها في الحلية دليل على نقصها المراد جبره والتغطية عليه بالحلي ، كما قال الشاعر : 
وما الحلي إلا زينة من نقيصة يتمم من حسن إذا الحسن قصرا

وأما إذا كان الجمال موفرا كحسنك لم يحتج إلى أن يزورا 

ولأن عدم إبانتها في الخصام إذا ظلمت دليل على الضعف الخلقي ، كما قال الشاعر : 
بنفسي وأهلي من إذا عرضوا له     ببعض الأذى لم يدر كيف يجيب 

فلم يعتذر عذر البريء ولم تزل     به سكتة حتى يقال مريب 

ولا عبرة بنوادر النساء ; لأن النادر لا حكم له . 
وأشار بقوله : وبما أنفقوا من أموالهم إلى أن الكامل في وصفه وقوته وخلقته يناسب حاله ، أن يكون قائما على الضعيف الناقص خلقة . 

ولهذه الحكمة المشار إليها جعل ميراثه مضاعفا على ميراثها ; لأن من يقوم على غيره مترقب للنقص ، ومن يقوم عليه غيره مترقب للزيادة ، وإيثار مترقب النقص على مترقب الزيادة ظاهر الحكمة . 

كما أنه أشار إلى حكمة كون الطلاق بيد الرجل دون إذن المرأة بقوله : نساؤكم حرث لكم لأن من عرف أن حقله غير مناسب للزراعة لا ينبغي أن يرغم على الازدراع في حقل لا يناسب الزراعة . ويوضح هذا المعنى أن آلة الازدراع بيد الرجل ، فلو أكره على البقاء مع من لا حاجة له فيها حتى ترضى بذلك ، فإنها إن أرادت أن تجامعه لا يقوم ذكره ولا ينتشر إليها ، فلم تقدر على تحصيل النسل منه ، الذي هو أعظم الغرض من النكاح بخلاف الرجل ; فإنه يولدها وهي كارهة كما هو ضروري.



أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن
0📊0👍0👏0👌
المسافر إلى الله

  • المشاركات:
    193562
مشرف المنتدى الإسلامي العام
مشرف الحديث والسيرة النبوية
أفضل عضو بمنتدى القرآن الكريم
المسافر إلى الله

مشرف المنتدى الإسلامي العام
مشرف الحديث والسيرة النبوية
أفضل عضو بمنتدى القرآن الكريم
المشاركات: 193562
معدل المشاركات يوميا: 31.1
الأيام منذ الإنضمام: 6214
  • 20:08 - 2025/04/07
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جزاك المولى الجنه
وكتب الله لك اجر هذه الحروف
كجبل احد حسنات
وجعله المولى شاهداً لك لا عليك
لاعدمنا روعتك
ولك احترامي وتقديري

0📊0👍0👏0👌
أحساس غالي

  • المشاركات: 6096
    نقاط التميز: 7262
أفضل عضو بالمنتدى الإسلامي العام
أفضل عضو بمنتدى سير الأنبياء وأعلام الامة
أفضل عضو للشهر المنصرم بمنتدى اللغات واللهجات
أحساس غالي

أفضل عضو بالمنتدى الإسلامي العام
أفضل عضو بمنتدى سير الأنبياء وأعلام الامة
أفضل عضو للشهر المنصرم بمنتدى اللغات واللهجات
المشاركات: 6096
نقاط التميز: 7262
معدل المشاركات يوميا: 42.9
الأيام منذ الإنضمام: 142
  • 21:05 - 2025/04/07

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
تحية طيبة عطرة إلى الإخوة والأخوات الأعضاء الكرام في هذا الصرح المبارك، وإلى كل من يسهم بفكره النير وقلمه الصادق في إثراء هذا الفضاء المضيء، أخص بالشكر والتقدير إدارة الموقع الفاضلة على جهودها المباركة في تهيئة هذا الجو الهادئ للنقاش الهادف، كما أتوجه بجزيل الامتنان للأخ الفاضل الذي طرح هذه الآية الكريمة، والتي تقف في مقامٍ رفيع من مقامات التشريع الإلهي المحكم، لننهل من معينها ونستنير بهديها.

﴿وَٱلْمُطَلَّقَٰتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلَـٰثَةَ قُرُوءٍ﴾، آية تنساب على السمع انسياب الحكمة، وتستقر في القلب استقرار الرحمة، فهي ليست مجرد تشريع عابر، بل هي مرآة تعكس عمق الرحمة الإلهية، وتفصيل الحكمة الربانية، حينما تتعامل الشريعة مع أحد أدق منعطفات الحياة الإنسانية: الانفصال بعد الارتباط، والتباعد بعد الميثاق الغليظ. إن هذا التربص الذي أمر الله به المطلقات، ليس انتظاراً سلبياً أو حبسا بلا معنى، بل هو فسحة زمنية تتسم بالحكمة، تعيد فيها المرأة ترتيب مشاعرها، ويُمنح فيها الرجل مساحة للتراجع عن قراره إن بدا له الخطأ فيه، وتبقى للرحمة نافذة، وللرجوع سبيل، وللكلمة الطيبة موضع.

في هذا التربص أيضاً حماية للأنساب وصون للحقوق، فهو حاجز زمني يضبط احتمالية الحمل ويمنع اختلاط المياه، حتى لا يُنسب الولد لغير أبيه، وحتى تُبنى الأسرة القادمة – إن قدّر لها أن تبنى – على أساس من اليقين لا من الظن. والألفاظ القرآنية هنا لم تأتِ اعتباطاً، بل جاءت دقيقةً تحمل في طياتها أبعاداً فقهية وإنسانية واجتماعية، فلفظة "يتربصن" تشير إلى أن المرأة هي صاحبة القرار في الالتزام بهذا الانتظار، فهو تكليف مباشر لها، يرفع من شأنها ويمنحها مسؤولية التشريع، ويخاطبها بصفتها العاقلة المدركة التي تدرك قدسية هذا الأمر.

أما لفظ "قروء"، فقد تنوعت فيه التفاسير واختلفت فيه المدارس الفقهية، وكلٌّ له دليله ومبناه، مما يعكس ثراء الفقه الإسلامي وقدرته على التفاعل مع تنوع الوقائع. فبعضهم فسّره بالحيض، وآخرون بالطهر، وفي كلا الوجهين تظهر حكمة الشريعة في التعامل مع الزمن كعنصر تشريعي، وليس مجرد وعاء لأحداث الحياة.

إن هذه الآية تُشعرنا بعظمة هذا الدين الذي لم يغفل حتى عن اللحظات التي قد يظن البعض أنها لحظات نهاية، ليجعل منها بدايات جديدة ممكنة، ويغلفها بالحكمة، ويزينها بالوقار. هو دين لا يعرف الفوضى، ولا يترك الأمور رهينة العاطفة الجياشة أو القرارات المتسرعة، بل يُمهّد لكل خطوة بسياج من الحكمة والنور.

ختاماً، لا يسعني إلا أن أكرر شكري وتقديري للإخوة الأعزاء في هذا الموقع المبارك، وللإدارة الكريمة على حسن إدارتها لهذا الفضاء القيمي، وللأخ صاحب الطرح الراقي الذي أتاح لنا فرصة التأمل في هذه الآية الجليلة. أسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن ينير قلوبنا بنور كتابه، ويهدينا سواء السبيل.

#القرآن_نور #التأمل_القرآني #الشريعة_رحمة #سورة_البقرة

0📊0👍0👏0👌

الرد على المواضيع متوفر للأعضاء فقط.

الرجاء الدخول بعضويتك أو التسجيل بعضوية جديدة.

  • إسم العضوية: 
  • الكلمة السرية: 

 سورة البقرة ..... قوله تعالى : ( والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء ) ج3بداية
الصفحة