بِسْمِ الله الرَّحْمَن الرَّحِيمْ

السَّلاَمٌ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكَاتُه

مَرْحَباً بِكُلِّ أَعْضَاء وَزُوَارْ الْمُنْتَدَى الْكِرَامْ

إن الحمد لله ، نحمده ، ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات

أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله

وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين .

حصوات المرارة (Gallstones) هي قطع صلبة تتكون في المرارة، وهي عضو صغير يقع أسفل الكبد ويقوم بتخزين وإطلاق الصفراء، وهي سائل يساعد على هضم الدهون. يمكن أن تختلف حصوات المرارة في الحجم من حبيبات الرمل الصغيرة إلى كرات الغولف الكبيرة.

أنواع حصوات المرارة:

هناك نوعان رئيسيان من حصوات المرارة:

• حصوات الكوليسترول: وهي النوع الأكثر شيوعًا، وتتكون عندما تحتوي الصفراء على الكثير من الكوليسترول.
• حصوات الصبغة: تتكون عندما تحتوي الصفراء على الكثير من البيليروبين، وهو منتج ثانوي لتكسير خلايا الدم الحمراء. تكون هذه الحصوات غالبًا صغيرة وداكنة اللون.

الأسباب وعوامل الخطر:

لا يُعرف السبب الدقيق لتكون حصوات المرارة دائمًا، ولكن هناك عدة عوامل خطر تزيد من احتمالية الإصابة بها:

• الجنس: النساء أكثر عرضة للإصابة بحصوات المرارة من الرجال.
• العمر: يزداد خطر الإصابة مع التقدم في العمر.
• السمنة وزيادة الوزن: الأشخاص الذين يعانون من السمنة أو زيادة الوزن لديهم مستويات أعلى من الكوليسترول في الصفراء.
• فقدان الوزن السريع: يمكن أن يزيد من خطر تكون حصوات المرارة.
• الحمل: التغيرات الهرمونية أثناء الحمل يمكن أن تزيد من خطر تكون حصوات المرارة.
• النظام الغذائي الغني بالدهون والكوليسترول والمنخفض في الألياف: قد يساهم في زيادة مستويات الكوليسترول في الصفراء.
• التاريخ العائلي: وجود تاريخ عائلي للإصابة بحصوات المرارة يزيد من خطر الإصابة بها.
• بعض الحالات الطبية: مثل مرض السكري، وفقر الدم المنجلي، وبعض اضطرابات الدم الأخرى.
• بعض الأدوية: مثل بعض أدوية منع الحمل والعلاج الهرموني.
• العرق: بعض الأعراق، مثل الأمريكيين الأصليين والمنحدرين من أصل إسباني، لديهم معدلات أعلى للإصابة بحصوات المرارة.

الأعراض:

في كثير من الحالات، لا تسبب حصوات المرارة أي أعراض وتُكتشف فقط أثناء إجراء فحوصات لظروف أخرى. ومع ذلك، إذا سدت حصوة المرارة قناة صفراوية، فقد تسبب ألمًا مفاجئًا وشديدًا يُعرف باسم مغص المرارة (Biliary Colic). تشمل أعراض مغص المرارة ما يلي:

• ألم حاد في الجزء العلوي الأيمن من البطن: قد يستمر الألم من بضع دقائق إلى عدة ساعات.
• ألم ينتشر إلى الظهر أو الكتف الأيمن.
• غثيان أو قيء.
• حمى (في بعض الحالات، خاصة إذا حدث التهاب أو عدوى).
• اصفرار الجلد والعينين (اليرقان) (إذا انسدت القناة الصفراوية المشتركة).

التشخيص:

لتشخيص حصوات المرارة، قد يقوم الطبيب بما يلي:

• مراجعة التاريخ الطبي والأعراض: يسأل الطبيب عن الأعراض التي تعاني منها وعن تاريخك الطبي.
• الفحص البدني: قد يشعر الطبيب بألم عند الضغط على الجزء العلوي الأيمن من البطن.
• التصوير بالموجات فوق الصوتية (Ultrasound): هو الاختبار الأكثر شيوعًا لتشخيص حصوات المرارة لأنه غير جراحي ويمكنه إظهار الحصوات بوضوح.
• التصوير المقطعي المحوسب (CT scan): يمكن استخدامه أيضًا، ولكنه ليس حساسًا مثل الموجات فوق الصوتية في الكشف عن حصوات المرارة الصغيرة.
• التصوير بالرنين المغناطيسي للقنوات الصفراوية والبنكرياسية (MRCP): يستخدم موجات الراديو والمغناطيس لإنشاء صور مفصلة للمرارة والقنوات الصفراوية والبنكرياس.
• تحاليل الدم: يمكن أن تساعد في الكشف عن علامات العدوى أو الانسداد أو اليرقان.
• تنظير القنوات الصفراوية والبنكرياسية بالمنظار (ERCP): إجراء يتم فيه إدخال أنبوب مرن مزود بكاميرا عبر الفم والمعدة والاثني عشر إلى القنوات الصفراوية والبنكرياسية. يمكن استخدامه لتحديد موقع الحصوات وإزالتها في بعض الحالات.

العلاج:

يعتمد علاج حصوات المرارة على وجود الأعراض وشدتها:

• حصوات المرارة غير المصحوبة بأعراض (الحصوات الصامتة): لا تحتاج عادةً إلى علاج. قد يوصي الطبيب بالمراقبة فقط.
• حصوات المرارة المصحوبة بأعراض (مغص المرارة المتكرر أو المضاعفات): قد يشمل العلاج:
  • استئصال المرارة بالجراحة (Cholecystectomy): هو العلاج الأكثر شيوعًا لحصوات المرارة المصحوبة بأعراض. يمكن إجراء الجراحة بطريقتين:
    • استئصال المرارة بالمنظار: يتم إجراء عدة شقوق صغيرة في البطن وإدخال أدوات خاصة وكاميرا لإزالة المرارة. هذه الطريقة أقل توغلاً وتؤدي إلى تعافي أسرع.
    • استئصال المرارة بالجراحة المفتوحة: يتم إجراء شق أكبر في البطن لإزالة المرارة. قد تكون هذه الطريقة ضرورية في بعض الحالات المعقدة.
  • الأدوية لإذابة حصوات المرارة: يمكن استخدام أدوية مثل حمض أورسوديوكسيكوليك لإذابة حصوات الكوليسترول الصغيرة. ومع ذلك، قد يستغرق العلاج شهورًا أو سنوات وقد لا يكون فعالًا لجميع أنواع الحصوات، كما أن الحصوات قد تعود بعد التوقف عن تناول الدواء. هذا العلاج نادرًا ما يستخدم حاليًا.
  • تفتيت الحصوات بالموجات الصدمية من خارج الجسم (Extracorporeal Shock Wave Lithotripsy - ESWL): يستخدم هذا الإجراء موجات صدمية لتفتيت الحصوات إلى قطع صغيرة يمكن أن تمر عبر القنوات الصفراوية. نادرًا ما يستخدم بمفرده لعلاج حصوات المرارة.
  • تنظير القنوات الصفراوية والبنكرياسية بالمنظار (ERCP): يمكن استخدامه لإزالة الحصوات التي استقرت في القنوات الصفراوية.

المضاعفات:

إذا لم يتم علاج حصوات المرارة المصحوبة بأعراض، فقد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة، بما في ذلك:

• التهاب المرارة (Cholecystitis): التهاب المرارة، غالبًا بسبب انسداد القناة الكيسية بحصوة.
• التهاب الأقنية الصفراوية (Cholangitis): التهاب القنوات الصفراوية، غالبًا بسبب انسدادها بحصوة. يمكن أن يؤدي إلى عدوى خطيرة.
• التهاب البنكرياس (Pancreatitis): يمكن أن تنتقل حصوة المرارة إلى القناة الصفراوية المشتركة وتسد قناة البنكرياس، مما يؤدي إلى التهاب البنكرياس.
• اليرقان الانسدادي: انسداد القناة الصفراوية المشتركة يؤدي إلى تراكم البيليروبين في الدم وظهور اليرقان.
• سرطان المرارة (نادرًا): يزيد وجود حصوات المرارة المزمنة من خطر الإصابة بسرطان المرارة.

من المهم استشارة الطبيب إذا كنت تعاني من أعراض قد تشير إلى حصوات المرارة للحصول على التشخيص والعلاج المناسبين ومنع حدوث المضاعفات.

#التغذية

#الوقاية

#الامراض_الانتقالية