بِسْمِ الله الرَّحْمَن الرَّحِيمْ

السَّلاَمٌ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكَاتُه

مَرْحَباً بِكُلِّ أَعْضَاء وَزُوَارْ الْمُنْتَدَى الْكِرَامْ

إن الحمد لله ، نحمده ، ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات

أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله

وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين .

التهاب المريء (Esophagitis) هو التهاب يصيب بطانة المريء، وهو الأنبوب العضلي الذي ينقل الطعام والسوائل من الفم إلى المعدة. يمكن أن يكون هذا الالتهاب مؤقتًا أو مزمنًا، ويحدث نتيجة لعدة أسباب مختلفة.

أنواع التهاب المريء:

هناك عدة أنواع رئيسية من التهاب المريء، بما في ذلك:

• التهاب المريء الارتجاعي (Reflux Esophagitis): وهو النوع الأكثر شيوعًا، وينتج عن ارتجاع حمض المعدة إلى المريء. يمكن أن يؤدي الحمض إلى تهيج وتلف بطانة المريء. غالبًا ما يرتبط هذا النوع بمرض الارتجاع المعدي المريئي (GERD).
• التهاب المريء اليوزيني (Eosinophilic Esophagitis - EoE): يتميز هذا النوع بتراكم أعداد كبيرة من خلايا الدم البيضاء التي تسمى الحمضات في بطانة المريء. غالبًا ما يكون مرتبطًا بالحساسية الغذائية أو الحساسية البيئية.
• التهاب المريء الناتج عن الأدوية (Drug-induced Esophagitis): يمكن أن تسبب بعض الأدوية تهيجًا لبطانة المريء إذا بقيت في المريء لفترة طويلة بعد البلع. تشمل هذه الأدوية بعض المضادات الحيوية، ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs)، وأدوية هشاشة العظام (البايسفوسفونات)، ومكملات البوتاسيوم والحديد.
• التهاب المريء المعدي (Infectious Esophagitis): يحدث بسبب عدوى فطرية أو فيروسية أو بكتيرية في المريء. غالبًا ما يصيب الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، مثل المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية (HIV) أو الإيدز، أو الذين يخضعون للعلاج الكيميائي أو زرع الأعضاء. تشمل الكائنات الحية الشائعة المسببة للعدوى المبيضات (فطر)، وفيروس الهربس البسيط (HSV)، والفيروس المضخم للخلايا (CMV).
• التهاب المريء الليمفاوي (Lymphocytic Esophagitis): وهو نوع نادر من التهاب المريء يتميز بزيادة عدد الخلايا الليمفاوية في بطانة المريء. لا يزال سبب هذا النوع غير واضح وقد يرتبط بأمراض أخرى مثل مرض الاضطرابات الهضمية.

الأسباب:

تختلف أسباب التهاب المريء باختلاف نوعه:

• التهاب المريء الارتجاعي: ارتجاع حمض المعدة أو الصفراء إلى المريء بسبب ضعف أو ارتخاء العضلة العاصرة للمريء السفلي (LES).
• التهاب المريء اليوزيني: رد فعل تحسسي تجاه بعض الأطعمة أو المواد المسببة للحساسية البيئية، مما يؤدي إلى تراكم الحمضات في المريء.
• التهاب المريء الناتج عن الأدوية: بقاء الأقراص أو الكبسولات في المريء لفترة طويلة دون كمية كافية من السوائل، مما يؤدي إلى تآكل بطانة المريء.
• التهاب المريء المعدي: عدوى فطرية أو فيروسية أو بكتيرية في المريء، غالبًا ما تحدث لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.
• التهاب المريء الليمفاوي: السبب غير معروف حتى الآن.

الأعراض:

يمكن أن تختلف أعراض التهاب المريء في شدتها، ولكنها تشمل عادةً ما يلي:

• صعوبة في البلع (عسر البلع)
• ألم عند البلع (أودينوفاجيا)
• ألم في الصدر، خاصة خلف عظمة القص
• حرقة في المعدة (الحموضة)
• ارتجاع الطعام أو السوائل إلى الفم
• الشعور بأن الطعام عالق في المريء
• غثيان وتقيؤ
• ألم في البطن
• سعال أو بحة في الصوت (خاصة في التهاب المريء الارتجاعي)

في بعض الحالات الشديدة، يمكن أن يؤدي التهاب المريء إلى نزيف أو تضيق في المريء.

التشخيص:

يعتمد تشخيص التهاب المريء على التاريخ الطبي للمريض والفحص البدني، بالإضافة إلى مجموعة من الاختبارات التي قد تشمل:

• التنظير العلوي (Upper Endoscopy): إجراء يتم فيه إدخال أنبوب مرن مزود بكاميرا في المريء والمعدة والاثني عشر لفحص بطانة المريء مباشرة وأخذ عينات من الأنسجة (خزعات) للفحص المجهري.
• دراسة الباريوم (Barium Swallow): يتم ابتلاع سائل يحتوي على الباريوم، ثم يتم التقاط صور بالأشعة السينية للمريء والمعدة والاثني عشر لتحديد أي تشوهات أو مشاكل في البلع.
• مراقبة درجة حموضة المريء (Esophageal pH Monitoring): يتم إدخال أنبوب رفيع في المريء لقياس كمية الحمض التي ترتجع إلى المريء على مدار فترة زمنية معينة (عادة 24 ساعة). يستخدم هذا الاختبار بشكل أساسي لتشخيص مرض الارتجاع المعدي المريئي.
• دراسات حركة المريء (Esophageal Manometry): يقيس هذا الاختبار تقلصات العضلات في المريء عند البلع. يمكن أن يساعد في تحديد مشاكل حركة المريء التي قد تساهم في الارتجاع أو صعوبة البلع.
• اختبارات الحساسية: في حالات التهاب المريء اليوزيني، قد يتم إجراء اختبارات الحساسية الغذائية أو البيئية لتحديد المحفزات المحتملة.

العلاج:

يعتمد علاج التهاب المريء على نوعه وشدة الأعراض:

• التهاب المريء الارتجاعي:
  • تغييرات في نمط الحياة: تجنب الأطعمة والمشروبات التي تزيد من الحموضة (مثل الأطعمة الدهنية، والشوكولاتة، والكافيين، والكحول)، وتناول وجبات أصغر، وعدم الاستلقاء مباشرة بعد الأكل، ورفع الرأس عند النوم.
  • الأدوية: مضادات الحموضة، ومثبطات مضخة البروتون (PPIs)، وحاصرات مستقبلات الهيستامين H2 لتقليل إنتاج حمض المعدة. في بعض الحالات، قد تكون الجراحة ضرورية لتقوية العضلة العاصرة للمريء السفلي.
• التهاب المريء اليوزيني:
  • تجنب مسببات الحساسية الغذائية: تحديد وإزالة الأطعمة التي تسبب رد الفعل التحسسي.
  • الكورتيكوستيرويدات: يمكن استخدامها لتقليل الالتهاب في المريء، سواء كانت موضعية (يتم ابتلاعها) أو جهازية.
  • مثبطات مضخة البروتون (PPIs): قد تساعد في بعض الحالات.
  • العلاج البيولوجي: تتوفر أدوية بيولوجية جديدة تستهدف المسارات الالتهابية في التهاب المريء اليوزيني.
• التهاب المريء الناتج عن الأدوية:
  • تحديد الدواء المسبب وتجنبه إن أمكن.
  • شرب كمية كافية من السوائل مع الأدوية.
  • تناول الأدوية في وضع مستقيم.
  • قد يصف الطبيب أدوية لتخفيف الألم والالتهاب.
• التهاب المريء المعدي:
  • الأدوية المضادة للفطريات: لعلاج الالتهابات الفطرية (مثل داء المبيضات).
  • الأدوية المضادة للفيروسات: لعلاج الالتهابات الفيروسية (مثل الهربس أو الفيروس المضخم للخلايا).
  • المضادات الحيوية: لعلاج الالتهابات البكتيرية (نادرة في المريء).
• التهاب المريء الليمفاوي: لا يوجد علاج قياسي، ولكن قد يتم استخدام الكورتيكوستيرويدات أو مثبطات المناعة في بعض الحالات.

متى يجب استشارة الطبيب؟

يجب استشارة الطبيب إذا ظهرت أي من أعراض التهاب المريء، خاصة إذا كانت الأعراض شديدة أو مستمرة أو مصحوبة بصعوبة كبيرة في البلع أو ألم في الصدر أو فقدان الوزن غير المبرر.

مضاعفات التهاب المريء:

إذا لم يتم علاج التهاب المريء، فقد يؤدي إلى مضاعفات مثل:

• تضيق المريء: تندب وتضيق في المريء، مما يجعل البلع صعبًا.
• نزيف المريء: يمكن أن يؤدي الالتهاب الشديد إلى تقرحات ونزيف.
• مريء باريت (Barrett's Esophagus): تغير في بطانة المريء السفلي نتيجة التعرض المزمن لحمض المعدة، مما يزيد من خطر الإصابة بسرطان المريء.
• تمزق المريء (نادر): يمكن أن يحدث في حالات الالتهاب الشديد أو القيء العنيف.

#التغذية

#الوقاية

#الامراض_الانتقالية