بِسْمِ الله الرَّحْمَن الرَّحِيمْ

السَّلاَمٌ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكَاتُه

مَرْحَباً بِكُلِّ أَعْضَاء وَزُوَارْ الْمُنْتَدَى الْكِرَامْ

إن الحمد لله ، نحمده ، ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات

أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله

وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين .

التهاب القولون (Colitis) هو مصطلح طبي يشير إلى التهاب يصيب القولون، وهو الجزء الأكبر من الأمعاء الغليظة. يمكن أن يكون هذا الالتهاب حادًا (قصير الأمد) أو مزمنًا (طويل الأمد)، ويحدث نتيجة لعدة أسباب مختلفة.

أنواع التهاب القولون:

هناك أنواع عديدة من التهاب القولون، ولكل منها سبب وأعراض وعلاج مختلف:

• التهاب القولون التقرحي (Ulcerative Colitis): وهو أحد أمراض الأمعاء الالتهابية المزمنة (IBD) التي تسبب التهابًا وتقرحات في البطانة الداخلية للقولون والمستقيم.
• داء كرون (Crohn's Disease): على الرغم من أنه يمكن أن يؤثر على أي جزء من الجهاز الهضمي، إلا أنه يمكن أن يصيب القولون ويسبب التهابًا. غالبًا ما يكون الالتهاب أعمق من ذلك الذي يحدث في التهاب القولون التقرحي.
• التهاب القولون المجهري (Microscopic Colitis): يتميز هذا النوع بالتهاب في القولون لا يمكن رؤيته إلا تحت المجهر. هناك نوعان رئيسيان: التهاب القولون الليمفاوي والتهاب القولون الكولاجيني.
• التهاب القولون الإقفاري (Ischemic Colitis): يحدث نتيجة انخفاض تدفق الدم إلى القولون، مما يؤدي إلى تلف والتهاب.
• التهاب القولون الغشائي الكاذب (Pseudomembranous Colitis): غالبًا ما يحدث بسبب فرط نمو بكتيريا المطثية العسيرة (Clostridioides difficile) في القولون، وعادة ما يرتبط باستخدام المضادات الحيوية.
• التهاب القولون المعدي (Infectious Colitis): يحدث بسبب عدوى بكتيرية أو فيروسية أو طفيلية تصيب القولون، مثل السالمونيلا أو الإشريكية القولونية.
• التهاب القولون التحسسي (Allergic Colitis): يصيب الرضع ويحدث نتيجة حساسية لبروتينات معينة في حليب الأم أو الحليب الاصطناعي، مثل بروتينات حليب البقر أو الصويا.
• التهاب القولون الإشعاعي (Radiation Colitis): يمكن أن يحدث كأثر جانبي للعلاج الإشعاعي الذي يستهدف منطقة البطن أو الحوض.
• التهاب القولون الناتج عن تحويل المسار البرازي (Diversion Colitis): يمكن أن يحدث في الجزء غير المستخدم من القولون بعد إجراء فغر القولون (colostomy).

الأسباب:

تختلف أسباب التهاب القولون باختلاف نوعه:

• التهاب القولون التقرحي وداء كرون: يعتقد أنهما ناتجان عن خلل في الجهاز المناعي، حيث يهاجم الجهاز المناعي أنسجة القولون عن طريق الخطأ. قد تلعب العوامل الوراثية والبيئية دورًا في تطورهما.
• التهاب القولون المجهري: السبب الدقيق غير معروف، ولكن قد يرتبط باضطرابات المناعة الذاتية، وبعض الأدوية، والتدخين.
• التهاب القولون الإقفاري: يحدث بسبب انخفاض تدفق الدم إلى القولون نتيجة انسداد أو تضيق في الأوعية الدموية.
• التهاب القولون الغشائي الكاذب: سببه فرط نمو بكتيريا المطثية العسيرة، غالبًا بعد استخدام المضادات الحيوية التي تخل بتوازن البكتيريا الطبيعية في القولون.
• التهاب القولون المعدي: ينتج عن الإصابة بالكائنات الدقيقة المسببة للأمراض.
• التهاب القولون التحسسي: يحدث كرد فعل تحسسي لبروتينات معينة.
• التهاب القولون الإشعاعي: ينتج عن تلف الأنسجة الناتج عن العلاج الإشعاعي.
• التهاب القولون الناتج عن تحويل المسار البرازي: يعتقد أنه يحدث بسبب نقص المغذيات التي تصل إلى الجزء غير المستخدم من القولون.

الأعراض:

تختلف أعراض التهاب القولون اعتمادًا على نوعه وشدته، ولكنها قد تشمل:

• إسهال (قد يكون مصحوبًا بدم أو مخاط أو صديد)
• آلام أو تقلصات في البطن
• الحاجة الملحة للتبرز
• عدم القدرة على التبرز رغم الحاجة الملحة (زحير)
• نزيف من المستقيم
• فقدان الوزن
• تعب وإرهاق
• حمى (في بعض الحالات)
• جفاف

التشخيص:

يعتمد تشخيص التهاب القولون على التاريخ الطبي للمريض والفحص البدني، بالإضافة إلى مجموعة من الاختبارات التي قد تشمل:

• تحاليل الدم: للتحقق من علامات الالتهاب والعدوى وفقر الدم.
• تحاليل البراز: للبحث عن العدوى البكتيرية أو الطفيلية أو علامات الالتهاب.
• تنظير القولون (Colonoscopy) أو تنظير السيني المرن (Flexible Sigmoidoscopy): إجراء يتم فيه إدخال أنبوب مرن مزود بكاميرا لفحص بطانة القولون والمستقيم وأخذ عينات من الأنسجة (خزعات) للفحص المجهري.
• التصوير الطبي: مثل الأشعة السينية أو التصوير المقطعي المحوسب (CT scan) أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) لتقييم حالة القولون واستبعاد المضاعفات.

العلاج:

يعتمد علاج التهاب القولون على نوعه وشدة الأعراض. قد يشمل العلاج:

• الأدوية:
  • الأدوية المضادة للالتهابات: مثل الأمينوساليسيلات (5-ASA) والكورتيكوستيرويدات لتقليل الالتهاب.
  • مثبطات المناعة: مثل الآزاثيوبرين والميركابتوبورين والسيكلوسبورين لتثبيط الجهاز المناعي في حالات التهاب القولون التقرحي وداء كرون.
  • الأدوية البيولوجية: تستهدف بروتينات معينة في الجهاز المناعي المسببة للالتهاب، وتستخدم في حالات التهاب القولون التقرحي وداء كرون الشديدة.
  • المضادات الحيوية: لعلاج التهاب القولون الغشائي الكاذب والتهاب القولون المعدي.
  • الأدوية المضادة للإسهال: لتخفيف الإسهال، ولكن يجب استخدامها بحذر وتحت إشراف الطبيب.
  • مسكنات الألم: لتخفيف آلام البطن.
• الجراحة: قد تكون ضرورية في حالات التهاب القولون التقرحي الشديد الذي لا يستجيب للأدوية، أو في حالات داء كرون المصحوب بمضاعفات، أو في حالات التهاب القولون الإقفاري الشديد أو الغشائي الكاذب المصحوب بمضاعفات خطيرة. قد تشمل الجراحة استئصال جزء من القولون أو القولون بأكمله.
• تغييرات في النظام الغذائي ونمط الحياة: قد يساعد اتباع نظام غذائي لطيف وسهل الهضم وتجنب الأطعمة التي تهيج القولون في تخفيف الأعراض. إدارة الإجهاد مهمة أيضًا، خاصة في حالات التهاب القولون التقرحي وداء كرون.
• العلاجات الأخرى: مثل زرع البراز (Fecal Microbiota Transplantation) في حالات التهاب القولون الغشائي الكاذب المتكرر.

متى يجب استشارة الطبيب؟

يجب استشارة الطبيب إذا ظهرت أي من أعراض التهاب القولون، خاصة إذا كانت الأعراض شديدة أو مستمرة أو مصحوبة بدم في البراز أو حمى أو آلام شديدة في البطن.

مضاعفات التهاب القولون:

اعتمادًا على نوع التهاب القولون، قد تشمل المضاعفات:

• نزيف حاد
• توسع القولون السمي (Toxic Megacolon)
• انثقاب القولون
• الجفاف
• فقر الدم
• زيادة خطر الإصابة بسرطان القولون (خاصة في حالات التهاب القولون التقرحي المزمن)
• مضاعفات خارج الأمعاء مثل التهاب المفاصل ومشاكل الجلد والعين.

#التغذية

#الوقاية

#الامراض_الانتقالية