السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
تحية طيبة مباركة ملؤها التقدير والاحترام لأعضاء هذا الصرح الكريم، روّاد الفكر والنور، ومحبّي الكلمة الطيبة والقرآن الكريم، نُحييكم من أعماق القلب ونزفّ إليكم باقات الودّ والامتنان على حضوركم الدائم وتفاعلكم المتألق في أرجاء هذا الفضاء المبارك.
نقف اليوم على عتبة روحانية عظيمة، ومقام قرآني جليل، نستعرض فيه بشغفٍ وتقديس ما جادت به أنامل الخير ومحاريب التلاوة، في "مجمع مقطع 1 برواية قالون – مصحف أبي يوسف الخرخاشي"، ذلك العمل القرآني المصوّر بفيديو كامل يغمر الصفحة بنور الترتيل وصفاء الأداء وجلال الحضور. إنها لحظة لقاء مع القرآن، ولكنها ليست لحظة عابرة، بل هي تجلٍّ دائم لمعنى العظمة حين تتجسد الحروف وتخترق أسماع القلوب، حين يُتلى كلام الله تعالى من فمٍ طاهر، وروحٍ خاشعة، وعينٍ دامعة، فيا لروعة هذا المجمع، ويا لسمو هذه الرواية، ويا لجلال هذا الحضور القرآني الذي يأخذنا من دنيا الضجيج إلى سكينة الوجود.
قالون، هذا الإمام الجليل في القراءة، كان يحمل في نطقه للقرآن بصمةً فريدة، نبرةً تختلط فيها الهيبة بالحنان، والحزم بالخضوع، والرقة بالجمال. فإذا أضيف إلى ذلك الأداء الرائع من الشيخ أبي يوسف الخرخاشي، فإننا نكون أمام مشهدٍ يستحق أن نغلق كل ما حولنا لننصت. نعم، ننصت، لا فقط بأسماعنا، بل بأرواحنا، بوجداننا، بدموعنا، بوجعنا وتعبنا وأملنا، فالقرآن حين يُتلى بحق، لا يكون مجرد أصواتٍ مرتبة، بل يصبح ملاذًا، شفاءً، هدايةً، ومبعث طمأنينة لكل قلب قد أنهكته الحياة.
فيديو مصور بكامل الصفحة، لا تفوته العين ولا تخطئه الروح، يأخذك إلى عمق المشهد، فيعرض لك التلاوة كأنها لوحة نورانية، كأنك تجالس الصحابة وهم يروون الكتاب، أو كأنك في حضرة جبريل عليه السلام حين نزل بالوحي. ذلك التصوير، وهذا الأداء، وتلك الرواية، كلها اجتمعت في مجمع فريد يعيدنا إلى أصل النقاء، إلى منبع الهدى، إلى صدى الرسالة الذي لا يزول.
فكل الشكر والامتنان لإدارة الموقع الكريمة التي تتيح لنا هذه الجواهر، وتفتح أمامنا أبواب التلاقي مع روح القرآن، كما نشكر الأخ الكريم الذي بذل الجهد، وأبدع في إحضار هذا المقطع المصوّر، جعله الله في ميزان حسناته، ورفع قدره في الدنيا والآخرة، فما أعظم أن تكون خادمًا لكلام الله، ناشرًا لروحه، باعثًا لنوره في زوايا العتمة.
دمتُم بهذا النور، وعشتم بهذا الجلال، وتقبّل الله منّا ومنكم صالح الأعمال، ونسأل الله أن يبارك في هذه الجهود النبيلة، ويجعل القرآن ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء همومنا.
#القرآن_نور_القلوب #رواية_قالون #مصحف_الخرخاشي #تلاوة_تهز_الوجدان