بِسْمِ الله الرَّحْمَن الرَّحِيمْ

السَّلاَمٌ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكَاتُه

مَرْحَباً بِكُلِّ أَعْضَاء وَزُوَارْ الْمُنْتَدَى الْكِرَامْ

إن الحمد لله ، نحمده ، ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات

أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله

وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين .

الذئبة الحمامية الجهازية (Systemic Lupus Erythematosus - SLE)، والمعروفة باسم الذئبة الحمراء، هي مرض مناعي ذاتي مزمن ومعقد يمكن أن يؤثر على العديد من أجهزة الجسم. في هذا المرض، يخطئ الجهاز المناعي في التعرف على خلايا وأنسجة الجسم السليمة على أنها غريبة أو ضارة، ويبدأ في مهاجمتها. هذا الهجوم المناعي يؤدي إلى التهاب وتلف في الأجزاء المتضررة من الجسم.

لماذا سميت بالذئبة الحمراء؟

يعتقد أن الاسم جاء من الطفح الجلدي الذي يظهر على الوجه لدى بعض المرضى، والذي يشبه شكل علامات عضة الذئب. كلمة "حمامية" تشير إلى اللون الأحمر للطفح الجلدي، وكلمة "جهازية" تعني أنها يمكن أن تؤثر على العديد من أجهزة الجسم.

الأسباب وعوامل الخطر:

السبب الدقيق للذئبة الحمراء غير معروف، ولكن يُعتقد أنه ناتج عن مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية والهرمونية والمناعية. تشمل عوامل الخطر المحتملة:

• الجنس: النساء أكثر عرضة للإصابة بالذئبة الحمراء بحوالي 9 مرات أكثر من الرجال، خاصة في سن الإنجاب.
• العمر: غالبًا ما يتم تشخيص المرض بين سن 15 و 45 عامًا.
• العرق: بعض المجموعات العرقية مثل الأمريكيين من أصل أفريقي، والآسيويين، والأسبان، والأمريكيين الأصليين أكثر عرضة للإصابة.
• التاريخ العائلي: وجود تاريخ عائلي للإصابة بالذئبة الحمراء أو أمراض المناعة الذاتية الأخرى يزيد من خطر الإصابة.
• العوامل البيئية: التعرض للأشعة فوق البنفسجية (من الشمس أو أسرة التسمير)، وبعض الأدوية، والالتهابات الفيروسية، والتوتر قد تلعب دورًا في تحفيز أو تفاقم المرض.
• الهرمونات: يُعتقد أن هرمون الاستروجين الأنثوي يلعب دورًا في تطور المرض.

الأعراض:

أعراض الذئبة الحمراء متنوعة جدًا وتختلف من شخص لآخر في شدتها ونوعها. يمكن أن تظهر الأعراض فجأة أو تتطور ببطء، وقد تكون مستمرة أو تأتي على شكل نوبات (توهجات) تتبعها فترات من الهدوء النسبي. تشمل الأعراض الشائعة:

• إرهاق شديد: شعور بالتعب الشديد الذي لا يتحسن بالراحة.
• آلام وتورم في المفاصل: غالبًا ما تكون في اليدين والمعصمين والقدمين والركبتين.
• طفح جلدي على شكل فراشة: يظهر على الخدين وجسر الأنف.
• حساسية للشمس: ظهور طفح جلدي أو تفاقم الأعراض بعد التعرض للشمس.
• تساقط الشعر.
• صداع.
• حمى غير مبررة.
• قرح الفم أو الأنف.
• ضيق في التنفس.
• ألم في الصدر.
• تورم في الساقين أو حول العينين.
• مشاكل في الكلى.
• مشاكل في الذاكرة والتركيز.
• فقر الدم.
• مشاكل في تخثر الدم.
• ظاهرة رينو: تغير لون أصابع اليدين والقدمين إلى الأبيض أو الأزرق أو الأحمر عند التعرض للبرد أو الإجهاد.

التشخيص:

لا يوجد اختبار واحد يمكنه تشخيص الذئبة الحمراء بشكل قاطع. يعتمد التشخيص على تقييم شامل يشمل:

• التاريخ الطبي والأعراض: يسأل الطبيب عن الأعراض التي يعاني منها المريض وتاريخه الطبي وتاريخ العائلة.
• الفحص السريري: يقوم الطبيب بفحص المريض بحثًا عن علامات وأعراض الذئبة الحمراء.
• تحاليل الدم والبول: هناك العديد من التحاليل التي يمكن أن تساعد في التشخيص، بما في ذلك:
  • الأجسام المضادة للنواة (ANA): إيجابية هذا الاختبار شائعة في مرضى الذئبة الحمراء، ولكنها قد تكون إيجابية في حالات أخرى أيضًا.
  • الأجسام المضادة للـ DNA مزدوج السلسلة (Anti-dsDNA) والأجسام المضادة لـ Sm: هذه الأجسام المضادة أكثر تحديدًا للذئبة الحمراء.
  • مستويات البروتينات المتممة (Complement levels): غالبًا ما تكون منخفضة في مرضى الذئبة الحمراء النشطة.
  • تحاليل وظائف الكلى والكبد.
  • تحليل البول.
  • تعداد الدم الكامل (CBC).
• خزعة الجلد أو الكلى (في بعض الحالات): لفحص الأنسجة تحت المجهر.
• تصوير طبي (في بعض الحالات): مثل الأشعة السينية أو التصوير بالرنين المغناطيسي لتقييم الأعضاء الداخلية.

العلاج:

لا يوجد علاج شاف للذئبة الحمراء حتى الآن، ولكن هناك العديد من العلاجات التي يمكن أن تساعد في السيطرة على الأعراض وتقليل الالتهاب ومنع تلف الأعضاء وتحسين نوعية حياة المرضى. يعتمد العلاج على شدة المرض والأعضاء المتضررة، وقد يشمل:

• الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية (NSAIDs): لتخفيف الألم والتورم.
• الأدوية المضادة للملاريا (Hydroxychloroquine): تساعد في علاج طفح الجلد وآلام المفاصل والإرهاق وتقليل التوهجات.
• الكورتيكوستيرويدات (Prednisone): أدوية قوية مضادة للالتهابات تستخدم للسيطرة على التوهجات الشديدة وتلف الأعضاء.
• مثبطات المناعة (Methotrexate, Azathioprine, Mycophenolate Mofetil): تقلل من نشاط الجهاز المناعي.
• العلاجات البيولوجية (Belimumab): تستهدف بروتينات محددة في الجهاز المناعي.
• أدوية أخرى: حسب الأعراض والمضاعفات المحددة.

التعايش مع الذئبة الحمراء:

يتطلب التعايش مع الذئبة الحمراء إدارة مستمرة للحالة وتعديلات في نمط الحياة، بما في ذلك:

• المتابعة الطبية المنتظمة: لتقييم الأعراض وتعديل العلاج حسب الحاجة.
• تجنب التعرض المفرط للشمس: واستخدام واقي الشمس وملابس واقية.
• اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن.
• ممارسة الرياضة بانتظام (باعتدال وحسب قدرة المريض).
• الحصول على قسط كاف من النوم.
• إدارة التوتر.
• تجنب التدخين.
• الحصول على الدعم النفسي والاجتماعي.
• التواصل المفتوح مع الطبيب بشأن أي أعراض جديدة أو تفاقم في الأعراض.

التوقعات:

تختلف توقعات مرضى الذئبة الحمراء بشكل كبير اعتمادًا على شدة المرض والأعضاء المتضررة والاستجابة للعلاج. مع الرعاية الطبية المناسبة والمتابعة المنتظمة، يمكن للعديد من الأشخاص المصابين بالذئبة الحمراء أن يعيشوا حياة نشطة ومنتجة. ومع ذلك، لا يزال المرض يمثل تحديًا ويتطلب إدارة دقيقة.

#التغذية

#الوقاية

#الامراض_الانتقالية