تحيَّة عَطِرة مِلؤها الحُب في الله ، وشُكر جَزيل لله تعالى أولاً ثُم لشخصكم الكريم على هذا الحُضور والكَرَم الحاتمي في طرح كُل مما هُوَ جَديد ومُفيد ؛
ما أجمل أن نَرتقي سُلَّمَ المَعرفة والعِلم والثقافة، والأجمل أن نُقَدمَهُ على طَبَقٍ مِنَ الذَّهَب الخالص سَواءً للعُمُوم أو للخُصوص ..
وكما قال الحبيب صلى الله عليه وسَلَّم :
خَيرُكُم مَن تَعَلَّمَ القُرآن و عَلَّمَه. وأيضاً :
خَيرُ الناس أنفَعُهُم للناس.
- بِكُل صِدق وأمانة فإن هذا المَوضُوع بالذَّات قَد تَم طَرحُهُ في جميع المُنتديات التي انضَمَمتُ إليها ويَتَكَرَّرُ باستمرار ؛
إلا أنَّه يُطِلُّ عَلينا بِمَلامِح وتَعَابير مُختلفة في كُل مَرَّة، وبِأرواحٍ تآلَفَت وتَحابَّت وقَد جَمَعتها الابتسامات والدُّمُوع والدَّعَوات سِراً وعَلانِيَةً ؛
- تُوجَد لدينا الكثير مِنَ الذكريات في عالم المنتديات ومِنها أنني كُنتُ مُشرفاً لمنتدى "الرأي والرأي الآخر" في مُنتدى البُحَيرة الذي لَم يَعُد لهُ وُجُوداً
إلا في ذاكِرتنا، وكانَ "أبو رُمَيساء" صَديقاً غالياً على قلبي مِنَ المغرب الشقيق، وذاتَ يَوم وبَعد انقضاء ما يُقارب (4) أو (5) أيَّام، افتقدناهُ بالفعل!!
ولم يكُن لدينا أي مُصدَر للتواصُل مَعَه خارج إطار المُنتدى!! وإذا بِمَوضُوعٍ جديد يُطرَحُ مِن قِبَل عُضو ذُو مُشارَكَة واحِدَة يَتِيمة!!
يحمِلُ عُنوان (( دَعَواتكم للأخ أبو رُميساء الذي فارَقَ الحياة ))
بالطبع كان المَوضُوع صادِماً للغايَة ولَم يُحسَب لَهُ أيَّ حِساب!! ورُغم حُزني الشديد أنا وبعض زُملائنا، إلا أنني لا أزالُ غير واثق مِن مَدَى صِحَّته!!
نَعَم فإننا لفراقه مَحزُونون، ولكن وبحُكم التجارُب فإنه قَد يكُونُ اختباراً مِنهُ لنا وكيفَ سَنتعامَلُ مَعَ فُقدانِهِ ورحيله المُفاجئ والمُباغِت!؟
- وتَجربة أُخرى لم تكُن نَمَطيَّة إطلاقاً، لأحَد الأعضاء النشيطين للغاية والمُبدعين بلا حُدُود والذي لهُرصيد كَبير جداً لدينا في ذلك المُنتدى ؛
وبَعدَ مُرُور بضع سَنَوات.. وإذا به يطرح مَوضُوعاً عَجيباً وغريباً تحت عُنوان ((
أنا بنت ولستُ ولداً ))
أنا شحصياً لم أرُد عَليه في حِينه حتى لا يَغلُب عَلَيَّ الرَّد بـــ (رُدُود الأفعال) أو الصَّدمَة! مَعَ أنني تعاطَفتُ كثيراً مَعَهـ/ــا! لأنني لم أكَد أُفَرق بينَ ذَكَرٍ وأُنثى
إلا في قَواعِد الكِتابة مثل ( أنتَ أو أنتِ - أخي أو أختي ) ومَعَ ذلك شعرتُ بِضغطٍ كبيرٍ عَليها وبَينَ السُّطُور والكلمات التي كادَت أن تفيضَ بالدُّمُوع!!
لَم تُبَرر الأسباب وإنما أقدَمَت على هذه الخُطوَة التي أراها شُجَاعَةً للغاية، ولكن أغلبهُم ومَعَ الأسف الشديد لَم يَرحَمُوا رصيدها الوفير مِنَ المَواضيع والرُّدُود
في كل رُكن وزاوِيَة آنذاك، وكأن لِسانَ الحال يَقول كما جاءَ في أمثالنا الشَّعبيَّة ((
إذا طاح الجمَل، كثرت سكاكينه ))
أعتقدُ والله تعالى أعلى وأعلم، بأن شَرط دُخولها لعالم المُنتديات مِن قِبَل وَلِي أمرها آنذاك كانَ قائماً على التسجيل بِمُعَرَّف (رَجُل) حتى لا ينجذب لها ضِعاف النُّفُوس.!
# وبالطَّبع فإن هذا غَيظٌ مِن فَيض، وحَتَّى لا أطيلَ وأتشعَّب أكثر، سأذكُرُ آخِرَ تجربةٍ شخصيَّة حينما كُنتُ نائباً لمُدير عام أحَد تِلكَ المواقع التي ذَهَبَت أدراجَ الريَّاح ،
أمامَ عاصِفَة منصَّات التواصُل الإجتماعي التي جَرَفَت كثيراً مِنَ المُنتديات "مَعَ الأسَف الشديد" فَقَلَّ الكُتَّاب وكثُرَ القَص واللصق في أغلب منصَّات التواصُل الاجتماعي.
كانتَ مَعَنا عُضوَة كريمَة تهتَم وتسأل عَن ما يتعلَّق بالأدَب وتطوير نَمَط وأُسلوب الكتابَة وأفضَل طُرُق البَحث والمَوَاقع الموثوقَة آنذاك، وبحُكم أن المنصب تكليف وليسَ تشريف
كُنتُ صَبُوراً وناصِحاً وبالأخَص مَعَ الجادين في التعَلُّم والذين يَبزُغُ نجمهم يوماً بَعدَ يَوم، وبَعدَ مُورو الأيام والشهُور وإذا باتصال على هاتفي المَحمُول مِن رَقم مجهول، وبَعدَ الرَّد
وإذا بِسَيدة تسألني: مَعِي أبو ماجد؟ فأجبتها: نعم يا أُختي، تفضلي! فقالت أنا فُلانة وذكَرَت لقبها في المنتدى، ثم اسمها فقط، فأثنَت على شخصي المُتواضع ثم قالت
بأنه يُوجد مَعرض للكِتاب، وأنها قَد شارَكَت فيهِ بأول إصدار لها بكتابٍ يُعنَى بالقصص! ودَعَتني للحُضور لاستلام طَبعَتي الخاصَّة، قائلةً بأن الفضل في لك يَعُودُ لله تعالى
ثُمَّ لشخصي المتواضع الذي ساهَمَ في إنماء تِلكَ البذرَة!
لو سَألتَني يا سَيدي الفاضل عَن هذا المَوقِف لقُلتُ بأنه يكفيني في كُل هذه المَسِيرَة الحافِلَة.
# الفِكرَة والعِبرَة ؛ بأننا ذاهِبون ولكن سَيَبقى "الأثر" أو "البَصمَة"
وبأنَّ الصُّوَر أكثـرُ جمالاً وبَريقاً مِن بَعيد، ولا تظهَرُ عليها آثار التجاعيد وخبرات وآلام وآمال السنين (فلا نَقتَرِبُ أكثَرَ مِنَ اللازِم)
وبأننا مُطالَبُونَ بالسَّيرِ، لا بالوُصُول .. فنَزرَعُ البَذرَة ، ونَجني العِبرَة ثمَّ الخِبرَة
وأخيراً وليسَ آخراً ..
حِينَما نُكثِرُ التفكيرَ في المَفقُود ؛ فإننا قَد نفقدُ حِينها "المَوجُود" << وهذا الأمر في غايَة الأهميَّة أيها الأعزاء.
تقبلوا أرَق تحيَّة وتقدير ،، ودُمتم بخير
