تفسير (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا)آخر
الصفحة
ممدوح عطا الله

  • المشاركات:
    130386
مشرف المنتدى الإسلامي العام
مشرف مميز بالمنتدى الإسلامي العام
ممدوح عطا الله

مشرف المنتدى الإسلامي العام
مشرف مميز بالمنتدى الإسلامي العام
المشاركات: 130386
معدل المشاركات يوميا: 22.4
الأيام منذ الإنضمام: 5820
  • 23:50 - 2025/03/30

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم

لا يتوفر وصف للصورة.
0📊0👍0👏0👌
ممدوح عطا الله

  • المشاركات:
    130386
مشرف المنتدى الإسلامي العام
مشرف مميز بالمنتدى الإسلامي العام
ممدوح عطا الله

مشرف المنتدى الإسلامي العام
مشرف مميز بالمنتدى الإسلامي العام
  • 23:52 - 2025/03/30

تفسير (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا)

السؤال

إنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ (لَنْ يُدْخِلَ أَحَدًا عَمَلُهُ الْجَنَّةَ)، قَالُوا: وَلاَ أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: (لاَ، وَلاَ أَنَا إِلاَّ أَنْ يَتَغَمَّدَنِى اللَّهُ بِفَضْلٍ وَرَحْمَةٍ)، هل هذا الحديث معلق بقول الله عز وجل في سورة يونس: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ)؟

ملخص الجواب

قوله تعالى (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا) يعني بهذا الذي جاءهم من الله من الهدى ودين الحق فليفرحوا، فإنه أولى ما يفرحون به، (هو خير مما يجمعون) أي: من حطام الدنيا وما فيها من الزهرة الفانية الذاهبة لا محالة. ففضل الله تعالى ورحمته هو الهداية لدينه وشرعه، وأخص ذلك هو القرآن المجيد والإيمان.

الحمد لله.

تفسير (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا)

قوله تعالى: قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ، يعني: "أَيْ: بِهَذَا الَّذِي جَاءَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنَ الْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ فَلْيَفْرَحُوا، فَإِنَّهُ أَوْلَى مَا يَفْرَحُونَ بِهِ، هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ أَيْ: مِنْ حُطَامِ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا مِنَ الزَّهْرَةِ الْفَانِيَةِ الذَّاهِبَةِ لَا مَحَالَةَ." انتهى من "تفسير ابن كثير" (4/ 275)

ففضل الله تعالى ورحمته هو الهداية لدينه وشرعه، وأخص ذلك هو القرآن المجيد والإيمان.

قال ابن القيم: "وَقَدْ دَارَتْ أَقْوَالُ السَّلَفِ عَلَى أَنَّ فَضْلَ اللَّهِ وَرَحْمَتَهُ هِيَ الْإِسْلَامُ وَالسُّنَّةُ، وَعَلَى حَسَبِ حَيَاةِ الْقَلْبِ يَكُونُ فَرَحُهُ بِهِمَا، وَكُلَّمَا كَانَ أَرْسَخَ فِيهِمَا، كَانَ قَلْبُهُ أَشَدَّ فَرَحًا، حَتَّى إِنَّ الْقَلْبَ لَيَرْقُصُ فَرَحَا إِذَا بَاشَرَ رَوحَ السُّنَّةِ، أَحْزَنَ مَا يَكُونُ النَّاسُ، وَهُوَ مُمْتَلِئٌ أَمْنًا، أَخْوَفَ مَا يَكُونُ النَّاسُ." انتهى من"اجتماع الجيوش" (2/ 38.

وفي "التفسير الوسيط - مجمع البحوث": (4/ 106): "والمعنى: قل يا محمد: أَيها الناس قد جاءَكم القرآن واعظًا لكم، وشافيًا لصدوركم، وهاديًا لقلوبكم، ورحمة للمؤمنين منكم، وهذا كله بفضل الله - تعالى - وبرحمته، فبذلك وحده فليفرح الناس جميعًا، فإِنه خير وأَبقى مما يجمعون من متاع الدينا، فهو زاد الآخرة الذي ليس له فناء، أَمَّا الدنيا ومتاعها فإلى زوال وإلى هباءٍ."، انتهى.

وعلى هذا القول الظاهر في معنى الآية: فالفرح إنما يكون بالرحمة الحاصلة للمؤمنين في الدنيا، بالقرآن العظيم، وهدايتهم إلى دين الإسلام.

وأما الرحمة المذكورة في الحديث: فهي ما يرجوه المؤمنون من أرحم الراحمين يوم القيامة ، أن يتغمدهم الله برحمته، ويسترهم بستره، ويدخلهم الجنة؛ لا تعويلا على قول أو عمل، أعظم من عفو الله ورحمته.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الرَّحْمَةَ يَوْمَ خَلَقَهَا مِائَةَ رَحْمَةٍ، فَأَمْسَكَ عِنْدَهُ تِسْعًا وَتِسْعِينَ رَحْمَةً، وَأَرْسَلَ فِي خَلْقِهِ كُلِّهِمْ رَحْمَةً وَاحِدَةً، فَلَوْ يَعْلَمُ الكَافِرُ بِكُلِّ الَّذِي عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الرَّحْمَةِ لَمْ يَيْئَسْ مِنَ الجَنَّةِ، وَلَوْ يَعْلَمُ المُؤْمِنُ بِكُلِّ الَّذِي عِنْدَ اللَّهِ مِنَ العَذَابِ لَمْ يَأْمَنْ مِنَ النَّارِ رواه البخاري (6469)، ومسلم (2752).

وعَنْ سَلْمَانَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللهَ خَلَقَ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِائَةَ رَحْمَةٍ كُلُّ رَحْمَةٍ طِبَاقَ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، فَجَعَلَ مِنْهَا فِي الْأَرْضِ رَحْمَةً، فَبِهَا تَعْطِفُ الْوَالِدَةُ عَلَى وَلَدِهَا، وَالْوَحْشُ وَالطَّيْرُ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ أَكْمَلَهَا بِهَذِهِ الرَّحْمَةِ رواه مسلم (2753).

هل رحمة الله في قوله تعالى (قل بفضل الله وبرحمته) عامة؟

ذكر بعض العلماء أن رحمة الله المذكورة في الآية عامة، تشمل الدنيا والآخرة.

قال ابن عطية: "هذه آية خوطب بها جميع العالم، و الموعظة: القرآن، لأن الوعظ إنما هو بقول يأمر بالمعروف، ويزجر ويرقق، ويوعد ويعِد، وهذه صفة الكتاب العزيز، وقوله (مِنْ رَبِّكُمْ) يريد لم يختلقها محمد صلى الله عليه وسلم بل هي من عند الله، وما فِي الصُّدُورِ يريد به الجهل والعتو عن النظر في آيات الله ونحو هذا مما يدفع الإيمان، وجعله موعظة بحسب الناس أجمع، وجعله هُدىً وَرَحْمَةٌ بحسب المؤمنين فقط، وهذا تفسير صحيح المعنى إذا تؤمل بان وجهه.

وقوله سبحانه: قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ، الباء متعلقة بمحذوف استغني عن ذكره يدل عليه قوله: وَهُدىً وَرَحْمَةٌ، قال بعض المتأولين وهو هلال بن يساف وقتادة والحسن وابن عباس: الفضل: الإسلام، و الرحمة: القرآن، وقال أبو سعيد الخدري: الفضل: القرآن، و الرحمة أن جعلهم من أهله، وقال زيد بن أسلم والضحاك الفضل: القرآن، و الرحمة: الإسلام، وقالت فرقة: الفضل: محمد صلى الله عليه وسلم، و الرحمة: القرآن.

قال القاضي أبو محمد: ولا وجه عندي لشيء من هذا التخصيص إلا أن يستند منه شيء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما الذي يقتضيه اللفظ ويلزم منه، أن الفضل هو هداية الله تعالى إلى دينه والتوفيق إلى اتباع الشرع، و الرحمة هي عفوه وسكنى جنته التي جعلها جزاء على التشرع بالإسلام والإيمان به، ومعنى الآية: قل يا محمد لجميع الناس بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فليقع الفرح منكم، لا بأمور الدنيا وما جمع من حطامها، فالمؤمنون يقال لهم: فلتفرحوا، وهم متلبسون بعلة الفرح وسببه، ومحصلون لفضل الله، منتظرون الرحمة، والكافرون يقال لهم: بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فلتفرحوا، على معنى أن لو اتفق لكم أو لو سعدتم بالهداية إلى تحصيل ذلك." انتهى من "المحرر الوجيز" (3/ 126)

وعلى ذلك يكون المعنى: إن الدنيا وما فيها لا تستحق أن يفرح بها العاقلون، بل إنما يكون فرحهم الحقيقي: يوم القيامة، يوم أن يتغمدهم الله برحمته التي يرجونها، ويؤملونها، ويدخلهم الجنة، دار السلام. وينظر: "تفسير القاسمي" (3/ 220)

والله أعلم.

0📊0👍0👏0👌
أحساس غالي

  • المشاركات:
    8442
مشرف التنمية البشرية
مشرف العلوم الهندسية
عضو فريق العمل
عضو فريق المواضيع النقاشية
عضو فريق التكريم
أفضل عضو بالمنتدى الإسلامي العام
أحساس غالي

مشرف التنمية البشرية
مشرف العلوم الهندسية
عضو فريق العمل
عضو فريق المواضيع النقاشية
عضو فريق التكريم
أفضل عضو بالمنتدى الإسلامي العام
المشاركات: 8442
معدل المشاركات يوميا: 39.1
الأيام منذ الإنضمام: 216
  • 15:38 - 2025/03/31

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
تحية طيبة عامرة بالإجلال والتقدير أبعثها إلى إخوتي وأخواتي، أعضاء هذا الجمع الكريم، منارة الفكر والقرآن، ومجتمع الخير والنور. كما أخص بالشكر والتقدير إدارة الموقع المباركة، التي ما فتئت تهيّئ لنا هذا الفضاء الطاهر لتبادل المعارف الربانية والنقاشات الهادفة، والشكر موصول للأخ الفاضل الذي أتحفنا باختيار هذه الآية الكريمة، التي تهطل على الأرواح بردًا وسلامًا، وتبعث في النفوس حياةً من نوع آخر.

(قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون)
أيُّ آيةٍ هذه؟! وأيُّ نداء علويّ يأمر القلب أن يحتفل؟! إنها دعوة صريحة من الله تعالى لعباده بأن الفرح الحقيقي، والبهجة الصادقة، ليست فيما تكنزه الأيدي، ولا فيما تلمعه المظاهر، ولكن فيما تُنير به القلوب من فضل الله ورحمته.
قال أهل التفسير: فضل الله هو الإيمان، ورحمته هي القرآن، فبهما تحيا الأرواح، وتزدهر الحياة، وتُستدرج السعادة من منابعها السماوية، لا من أوهام الأرض الفانية.

الناس يفرحون بكل ما هو زائل، بأموال تتبدد، بألقاب تتغير، بشهوات تنقضي، لكن الله جلّ في علاه وجّه بوصلة الفرح إلى الأعلى، إلى ما يُبقي الإنسان حيًّا وهو بين الأحياء، وإلى ما يُحييه وهو في ظلمة الضياع.
هو الفرح الذي لا يُبنى على طمع، ولا ينكسر عند أول محنة، هو فرحٌ نقيّ، يُثمر طمأنينة، وتواضعًا، ويقينًا بأن ما عند الله أعظم وأبقى.

وتأملوا كيف قال: "فبذلك فليفرحوا"، وكأنما يقف الحرف "ذلك" شامخًا، يُشير إلى ما هو أعظم من الدنيا وما فيها، لا مقارنة ولا مقاربة، بل يقين بأن الإيمان والقرآن خير مما يجمع البشر من كل زخارف الأرض، وكل بهرج الحياة.

فيا سادة الفكر والقرآن، يا من جمعنا الله في هذا المقام الكريم، هلّا جعلنا هذه الآية ميزان فرحنا في كل حين؟ هلّا راجعنا أنفسنا: بماذا نفرح؟ ولماذا نحزن؟
إنه نداء عظيم، يستحق أن يُكتَب في صدور القلوب قبل أن يُعلّق على الجدران، نداء يربينا على أن الفرح في القرب من الله، لا في كثرة الحسابات، ولا في ضجيج الدنيا.

ختامًا، أسأل الله أن يُفرح قلوبكم بفضله ورحمته، وأن يجعل القرآن ربيع أرواحنا جميعًا، وشكرًا لكل من يُغني هذا المجلس المبارك بكلمةٍ تنير العقل، أو تأملٍ يهزّ القلب.

#فضل_الله_ورحمته #الفرح_بالقرآن #تفسير_القرآن #الإيمان_نور

0📊0👍0👏0👌
الزير اسطورة العرب
- عضوية مقفولة -
الزير اسطورة العرب
- عضوية مقفولة -
  • 18:11 - 2025/03/31
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تسلــم الأيــــادي على الإنتقـــاء المميز والقيـــم
وبارك الله فيك على الطرح الرائـع وجزاك الله خيرا
لمـــا تقدمــــه من مجهــــودات طيبـــة .
واصل تميــــزك وتألقـــك ، في إنتظــــار جديـــدك
تحيـــــــاتي.
0📊0👍0👏0👌
Eagles love
  • المشاركات: 987
    نقاط التميز: 471
عضو نشط
Eagles love
عضو نشط
المشاركات: 987
نقاط التميز: 471
معدل المشاركات يوميا: 0.7
الأيام منذ الإنضمام: 1323
  • 15:46 - 2025/04/01
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تسلــم الأيــــادي على الإنتقـــاء المميز والقيـــم
وبارك الله فيك على الطرح الرائـع وجزاك الله خيرا

تحياتي لك :)
0📊0👍0👏0👌
ألفيصلي ألاردني
  • المشاركات: 1533
    نقاط التميز: 473
عضو متطور
ألفيصلي ألاردني
عضو متطور
المشاركات: 1533
نقاط التميز: 473
معدل المشاركات يوميا: 0.4
الأيام منذ الإنضمام: 3496
  • 21:15 - 2025/04/01
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يعطيك العافية على الموضوع المميز والقيم
بارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك
الله يعطيك العافية
تحياتي
0📊0👍0👏0👌
MIROU DTN

  • المشاركات: 572308
    نقاط التميز: 696836
عضو أساسي
MIROU DTN

عضو أساسي
المشاركات: 572308
نقاط التميز: 696836
معدل المشاركات يوميا: 492.5
الأيام منذ الإنضمام: 1162
  • 13:13 - 2025/04/02
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نفعنا الله وإياكم بالعلم النافع والعمل
الصالح وجزاك خير الجزاء من فضله وجوده
وإحسانه
0📊0👍0👏0👌
dolasar

  • المشاركات:
    91950
مشرف عالم المسرح
أفضل عضو بالمنتدى الإسلامي العام
dolasar

مشرف عالم المسرح
أفضل عضو بالمنتدى الإسلامي العام
المشاركات: 91950
معدل المشاركات يوميا: 15.1
الأيام منذ الإنضمام: 6080
  • 11:38 - 2025/04/03
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله كل خير اخى الكريم
وبارك الله فيك يا غالى
..............
0📊0👍0👏0👌

الرد على المواضيع متوفر للأعضاء فقط.

الرجاء الدخول بعضويتك أو التسجيل بعضوية جديدة.

  • إسم العضوية: 
  • الكلمة السرية: 

 تفسير (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا)بداية
الصفحة