تعريف بسط الموجز
بسط الموجز هو الإطناب، أو الإطالة في الكتابة حول فكرة معينة وردت في عبارةٍ ما، سواء كانت تلك العبارة حديثاً، أو بيتاً من الشعر، أو قرآناً، أو غير ذلك.
إذا كنت متابعاً جيداً للنشرات الإخبارية فسوف تلاحظ أن القنوات الإخبارية تحرص دائماً على عرض موجز الأخبار أولاً، ثم يبدأ مقدم النشرة الإخبارية في سرد الخبر والإسهاب في عرضه تفصيلياً، وتلك الطريقة ملفتة للأنظار، حيث يجذب الخبر المشاهد ويثير اهتمامه، مما يجعله يقبل على سماع تفاصيل الخبر، وتلك العملية هي بذاتها (بسط الموجز).
إن بسط الموجز ببساطة هو العناية بفكرة معينة تم تناولها بإيجاز (أي بكلمات قليلة دون إطالة)، والقيام بشرحها، وتفسيرها ، وعرضها بشكل موضَّح أكثر، وبكلمات أكثر.
نقاط يجب مراعاتها عند بسط الموجز
وضوح الفكرة الرئيسية، حيث يستخدم الكاتب الإطناب لزيادة توضيح فكرة بعينها، فلا يجب طمسها، وخلطها بأفكار أخرى.
مراعاة التسلسل المنطقي للأفكار الموضَّحة، ودقة الفكرة المطروحة.
تنظيم الأفكار، والربط المنطقي بين كل فكرة والفقرة التي تتناولها، وبين كل فقرة والأخرى.
كما يجب تنظيم الألفاظ والجمل المستخدمة في النص.
استخدام أسلوباً جيداً بديعاً في الكتابة.
أهمية بسط الموجز
تفسير الآيات القرآنية.
توضيح الأحاديث الشريفة ومقصدها والغرض منها.
تحليل القرارات الإدارية.
شرح القصائد الشعرية، والحكم، والأمثال.
رد التلميحات الكلامية إلى أصولها.
مثال على بسط الموجز
إليك قطعة مكتوبة بإطناب، تبسط الموجز:
إن الواجب على كل مواطن شريف خاصةً الشباب أن يحذر من الشائعات المغرضة، لئلا يكون معول هدم في تيار الجماعة، يفرق كلمتها، ويوهن عزيمتها، ويفيد أعدائها، وقد نهى الرسول صلَّ الله عليه وسلم عن قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال، وهذا هو القرآن الكريم يرسم لنا ما ينبغي بقول الحق تبارك وتعالى: (وإذا جاءهم أمر من الأمن والخوف أذاكوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا).
والآن يا بني وطني، ألا ترون أن الواجب يفرض علينا أن يكون كل منا رجل أمن مقداما في موقع؟ فالعدل كل العدل، أن نعدل مع أنفسنا، فكلما أعطيناها حقها من الحفاظ على نعمة الاستقرار عشنا في أمن وسلام، فلا مكان لمغرض بين قوم واعين، ولا مكان لمخرب بين شعب يدرك معنى البناء، ويقف حارساً أميناً ساهراً عليه حذراً من دعاة الهوى والشائعات.
الآن نوضع الأفكار التفصيلية التي تم سردها بإسهاب في القطعة السابقة:
أولاً: الفكرة الرئيسية للفقرة الأولى من النص هي: (واجب كل مواطن شريف الحذر من الشائعات)، والأفكار التفصيلية في تلك الفقرة هي: (تحذير الشباب من الشائعات، ،وتوضيح أثرها على الفرد والمجتمع، وبيان موقف الشرع الحنيف من الشائعات).
ثانياً: الفكرة الرئيسية في الفقرة الثانية هي: (كل منا رجل أمن مقدام يحفظ بلاده)، والأفكار التفصيلية في تلك الفقرة هي: (معرفة من يقوم بالأمن، والعدل مع أنفسنا).[1][2]
شرح درس بسط الموجز بالفيديو
دواعي الإطناب
ذكر الخاص بعد العام.
وذكر العام بعد الخاص.
الإيضاح بعد الإبهام.
التوشيع.
الاعتراض.
نعرف الآن أننا نبسط الموجز للمزيد من التوضيح، وذلك بعني أن نستخدم الإطناب بدلاً من الإيجاز، فما هو الإطناب؟ هي نطيل الكلام، ونزيده حشواً حتى نحصل على نصٍ ملئ بالكلمات وحسب؟ نعرف الغرض من الإطناب إذا عرفنا في أي موضع يُستخدم، إليه مواضع استخدام الإطناب:
أولاً: ذكر الخاص بعد العام: يفيد ذكر الخاص بعد ذكر العام في زيادة التنبيه على أهمية الخاص، كما في قوله تعالى: (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى)، فقد ذًكر العام وهو (الصلوات)، ثم ذكر الخاص (الصلاة الوسطى) تنبيهاً على فضل الصلاة الوسطى وهي صلاة العصر.
ثانياً: ذكر العام بعد الخاص: ويستفاد من ذلك شمول باقي الأشياء، أو الأفراد كما في قوله تعالى: (رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات).
ثالثاً: الإيضاح بعد الإبهام: إن ذكر نفس الأمر مرتين مرة على سبيل الإبهام، ومرة على سبيل الإيضاح، أو الإجمال أولاً ثم التفصيل ثانياً، يؤكد المعنى في ذهن القارئ أو السامع، كما في قوله تعالى: (يأيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم)، الإبهام أولاً في صيغة التساؤل يجعل الإنسان ينتبه، ويتفكر، وينتظر الإجابة، ثم تأتي الإجابة مبينة وموضحة فتستقر في الذهن لا تُنسى.
رابعاً: التوشيع: وهو أن يُذكر في بداية الجملة مثنى، ثم يًذكر مفرديه، لتوضيح المعنى في كل صورة من الصور، مثل: (العلم علمان، علم الأبدان، وعلم الأديان).
خامساً: الاعتراض: وهو أن يأتي المتكلم بجملة اعتراضية، أو أكثر أثناء الكلام، ليس لها محل من الإعراب، فتكون بغرض الدعاء مثل: إني (حفظك الله) مريض، أو بغرض التنبيه على الفضيلة مثل: واعلم فعلمُ المرء ينفعُه أن سوف يأتي كل ما قُدرا، أو بغرض التنزيه مثل: (ويجعلون لله البنات سبحانه ولهم ما يشتهون)، أو لزيادة التأكيد، أو للاستعطاف، أو التهويل.
من دواعي الإطناب
التكرير.
الإيغال.
والتذييل.
الاحتراس.
التتميم.
ذكر الشئ أكثر من مرة (التكرير): يعد التكرير داعياً من دواعي الإطناب في الكلام، وهو ذكر الشئ أكثر من مرة لغرضٍ من الأغراض التالية:
التأكيد وتثبيت المعنى، يقول تعالى: (فانَّ مع العُسر يُسراً إن مع العُسر يُسراً).
طول الفصل: يقول تعالى: (يا أبتِ إني رأيت أحد عشر كوكباً والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين).
قصد الاستيعاب: تأكيد الكاتب على قوة فهمه، نحو: (قرأت الكتاب باباً باباً، وفهمته كلمة كلمة).
زيادة الترغيب في العفو: يقول تعالى: (إنّ من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم، وإن تعفو وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم).
ترغيب المخاطب واستمالته لقبول النصح، يقول تعالى: (وقال الذي آمن يا قوم اتبعون أهدكم سبيل الرشاد يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاعٌ وإن الآخرة هي دار القرار).
التنويه لعلو شأن المخاطب، مثل: (إن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن ابراهيم).
الترديد، مثل: (السخي: قريب من الله، قريب ٌ من الناس، قريب من الجنة والبخيل: بعيدٌ من الله، بعيدٌ من الناس، بعيدٌ من الجنة).
التلذذ بذكر اسم شخص، أو مكان، أو شئ، مثل: (سقى الله نجداً والسلام على نجد وياحبذا نجد على القُرب والبعد).
الإرشاد إلى الطريقة المثلى: (أولى لك فأولى ثم أولى لك فأولى).
ختم الكلام بنكتة (الإيغال): كما في قول الخنساء: (وإن صخرا لتأتم الهداة به كأنه علمٌ في رأسه نارُ)، فقد زادت في رأسه نار زيادةً في المبالغة.
التذييل: وهو التعقيب على جملة بجملة تفيد معناها للتأكيد على مفهومها، أو نطقها، مثل قوله تعالى: (وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا).
تحسين الكلام بالاحتراس: فحينما يقول المتكلم ما يمكن أن يلام عليه ويأتي بما يخلصه من موقفه يسمى ذلك الاحتراس، كما في قول أعرابية: (أذلَّ الله كل عدوّ لك إلا نفسك).
إضافة فضلى (التتميم): إضافة معنى حسناً في الكلام، كمفعول، أو حال، أو تمييز، أو جار ومجرور، مثل: (صَببنا عليها (ظالمين) سياَطنا فطارت بها أيد سراعٌ وأرجلُ).[3]