السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته بوركت أخي الفاضل أبو فارس على اختيار موضوع يعتبر موضوع الساعة. في بلدي قفة رمضان تحمل طابعا مميزا، بعيدا عن أضواء الشاشات والميكروفونات. بحيث فُتِح هذا العام موقع مخصص لمنحة رمضان، حيث تغيرت التسمية وأصبحت الدولة تقدم منحة رمضان للمحتاجين عوض قفة المواد الغذائية، وطبعا وضعت شروطا للتسجيل لمعرفة الوضع الاقتصادي للمحتاج، وصراحة أراها بادرة جيدة، عوض أن يأتي المحتاج برجليه لأخذ القفة، فيسمع عنه القاصي والداني. هذا من جهة، من جهة أخرى، أولئك الذين يجمعون التبرعات كالجمعيات الخيرية، ثم يصورون المحتاجين وهم يستلمون قفتهم بحجة أن يعرف المتبرعون أين ذهبت أموالهم، هي حجة واهية.. فهي ستمرغ رأس المحتاج في التراب وتزيده هما فوق همه. تذكرت صورة لرجل دقت بابه جمعية خيرية، بعدها عرفوا وضعه المزري، فصوروه أمام بيته وهو يحمل كيسا من الدقيق، وقارورة زيت، وبضع مواد.. وهم يتفنون في تصويره.. بل في تشهيره!. أتمنى أن نواكب التكنولوجيا، كما حدث مؤخرا عندنا ببعث منحة مالية ليستفيد منها المحتاج من بيته دون عناء التنقل، فهذا أفضل وأسلم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياك الله اخي ابو فارس
طرح مميز وهادف كالعادة
ما اجمل وصفك للقفة بلا اذنين
كما ذكرت لاننكر ان هذه البادرة تفرح الفقير والمحتاج
لكن لما هذه الاضواء المسلطة عليهم وهم اناس بسطاء
همهم الوحيد هو اشباع بطونهم وابنائهم لتلبية طلبات هذا الشهر الفضيل
اليس من الافضل ان تبقى هذه البادرة على مدار السنة خاصة للمعوزين
الذين لسبب من الاسباب تظل ظروفهم مزرية
اين هو التكافل الاجتماعي اين هي الزكاة
للاسف هناك فوارق كبيرة في المجتمع هناك من يعيش الرفاهية
واخرون في الحضيض وقلة من يحمل حرقة هذه الاوضاع
تحياتي
تحويل قفة رمضان إلى منحة مالية هو خطوة مباركة تُحسَب للحكومة الجزائرية، فهي تحفظ ماء وجه المحتاج وتجنبه مشقة التنقل والإحراج أمام الناس، فالمقصود من الصدقة كما لا يخفى أن تكون سترا وعونا، لا أن تصبح وسيلة لإذلال من يعاني الحاجة وقلة ذات اليد.
والشي بالشيء يُذكر ، أشير إلى أنه في بلدي المغرب قامت الحكومة بإحصاء شامل للفئة المعوزة، وخصصت لكل فرد يدخل في هذه الفئة منحة شهرية قدرها 50 دولار أمريكيا. هذه المبادرات الطيبة في المغرب والجزائر لا يسعنا إلا أن نـثـمنها وأن نأمل أن تقوم حكومات باقي الدول العربية والاسلامية بالحذو حذوها.
فـمثل هذه المبادرات هي السبيل الأمثل لضمان وصول المساعدات بطريقة تحفظ كرامة المحتاج وتيسر عليه أمره بدلا من الـمَشاهد التي تجرح إنسانيته أمام أعين الكاميرات.
أشكرك أختي سلمى على مشاركتك الثرية ومداخلتك العميقة وأسأل الله أن يوفقنا لمد يد العون للمحتاج بنية خالصة وقصد سليم. تحياتي لكِ. 🌷
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته بوركت أخي الفاضل أبو فارس على اختيار موضوع يعتبر موضوع الساعة. في بلدي قفة رمضان تحمل طابعا مميزا، بعيدا عن أضواء الشاشات والميكروفونات. بحيث فُتِح هذا العام موقع مخصص لمنحة رمضان، حيث تغيرت التسمية وأصبحت الدولة تقدم منحة رمضان للمحتاجين عوض قفة المواد الغذائية، وطبعا وضعت شروطا للتسجيل لمعرفة الوضع الاقتصادي للمحتاج، وصراحة أراها بادرة جيدة، عوض أن يأتي المحتاج برجليه لأخذ القفة، فيسمع عنه القاصي والداني. هذا من جهة، من جهة أخرى، أولئك الذين يجمعون التبرعات كالجمعيات الخيرية، ثم يصورون المحتاجين وهم يستلمون قفتهم بحجة أن يعرف المتبرعون أين ذهبت أموالهم، هي حجة واهية.. فهي ستمرغ رأس المحتاج في التراب وتزيده هما فوق همه. تذكرت صورة لرجل دقت بابه جمعية خيرية، بعدها عرفوا وضعه المزري، فصوروه أمام بيته وهو يحمل كيسا من الدقيق، وقارورة زيت، وبضع مواد.. وهم يتفنون في تصويره.. بل في تشهيره!. أتمنى أن نواكب التكنولوجيا، كما حدث مؤخرا عندنا ببعث منحة مالية ليستفيد منها المحتاج من بيته دون عناء التنقل، فهذا أفضل وأسلم.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، حياك الله وبارك فيك أختي الكريمة أمنية، وشكرا لك على كلماتك العميقة التي تعكس وعيا وإحساسا صادقين بمعاناة المحتاجين.
بالفعل، فقفة رمضان رغم كونها بادرة طيبة تدخل السرور على قلوب الفقراء، إلا أن الأضواء المسلطة عليهم تنتقص من كرامتهم، وكأنهم يصبحون موضوعا للتصوير والاستعراض، بدلا من أن يستفيدوا في صمت وعزة.
كما ذكرتِ، فالحاجة لا تقتصر على رمضان، إذ هناك من يعاني الفقر طوال العام، ومن الأولى أن تكون هذه المساعدات مستمرة وليست موسمية، حتى يجد المحتاج من يسنده في كل وقت وليس فقط عند حلول هذا الشهر الفضيل.
أما مسألة التكافل الاجتماعي والزكاة، فهي بالفعل من الحلول التي شرعها الله لضمان التوازن بين طبقات المجتمع، لكن المشكلة تكمن في سوء التوزيع وغياب الوعي بأهمية التكافل على مدار العام. فيقيني أنه لو تمت إدارة الزكاة والصدقات بشكل سليم وعادل، لما وُجد هذا التفاوت الصارخ بين الرفاهية المفرطة والفقر المدقع.
نسأل الله أن يرزقنا جميعا قلوبا تحس بآلام غيرها، وأن يوفقنا للعمل الصالح الذي يرفع من شأن الإنسان دون أن يمس بكرامته.
تحياتي لك أختي الكريمة أمنية، وأشكرك على هذه المداخلة الثرية. 🌷
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حياك الله اخي ابو فارس طرح مميز وهادف كالعادة ما اجمل وصفك للقفة بلا اذنين كما ذكرت لاننكر ان هذه البادرة تفرح الفقير والمحتاج لكن لما هذه الاضواء المسلطة عليهم وهم اناس بسطاء همهم الوحيد هو اشباع بطونهم وابنائهم لتلبية طلبات هذا الشهر الفضيل اليس من الافضل ان تبقى هذه البادرة على مدار السنة خاصة للمعوزين الذين لسبب من الاسباب تظل ظروفهم مزرية اين هو التكافل الاجتماعي اين هي الزكاة للاسف هناك فوارق كبيرة في المجتمع هناك من يعيش الرفاهية واخرون في الحضيض وقلة من يحمل حرقة هذه الاوضاع تحياتي
أشكرك أخي الطيب أمين على كلماتك الطيبة التي تعكس ذوقا رفيعا وخُلقا جمّا. واستحسان أديب النقاش الجاد لأسلوبي المتواضع شهادة أعتز بها، فشكرا جزيلا لك.
سؤالك عن الحلول الدائمة هو جوهر القضية، فالمساعدات وحدها، مهما كثرت، لن تحل مشكلة الفقر إن لم تكن هناك مشاريع مستدامة تُخرج الناس من دائرة الحاجة إلى دائرة الإنتاج والاكتفاء.
نفتخر بالطبع بتلك الصفحات المشرفة من تاريخنا الاسلامي، عندما كان العمال على الصدقات يبحثون عن الفقير فلا يجدون محتاجا واحدا في بلاد المسلمين. لقد نجح أجدادنا رحمهم الله في إرساء الأسس لنظام اجتماعي قوي، لكنه رغم طابعه التكافلي فقد كان مصحوبا بمنظومة اقتصادية تتيح لكل فرد فرصة للعمل والإنتاج. فلا تعارض بين المساعدة والتمكين، لكن الفرق يكمن في الهدف النهائي المنشود : هل نساعدهم ليظلوا محتاجين، أم نساعدهم ليصبحوا قادرين على العطاء ؟
سُررتُ بمداخلتك الراقية أخي أمين، وشكرا لك على مرورك العطر. تحياتي الخالصة لك. 🌷
لم افهم معنى العنوان حتى تبين لي جلياً بعد قراءة هذه السطور التي تحمل عبقاً من الشعور بالمسؤولية والادراك لما تعانيه هذه الطبقة من المجتمع ، فهمت معنى ( قفة ) والتي نسميها نحن ( سلة غذائية )
وكما تفضلتم حضرتكم فالكثير من مقدمي هذه السلال نراهم في مواقع التواصل وكل مكان ، انا عن نفسي كنت الغي متابعة اي صفحة تقوم بالتصوير والترويج بهذا الشكل ، من اراد الاعلان للتبرع يستطيع فقط كتابة اعلان وليس تصوير نفسه وتصوير من يقوم باعطائهم السلال بحجة نشر الاعلان حتى يتبرع الناس 😅
مع الأسف يستمتعون بتلك الدمعة التي تنزل من عين المحتاج ويصورونها بالتصوير البطيء وهم يقدمون له المال أو القفة ويحكون قصة المحتاج للعلن ويجعلونه مادة دسمة للبرنامج وللإعلام وكأن المساعدة تكون بشروطهم
الصدقات الخفية فيها خير كثير
وتلك القفة لذوي الإستحقاق فمن كان فقيرا العام المنصرم قد لا يحتاجها العام المقبل إذ أنهم قاموا بتقييدها بشروط أكثر صرامة لتحديد فئات المحتاجين لها حقا
أما عن دورة الفقير فهي ضرورية لوجود مستهلك هاته القفة وهي ضرورية لخلق الجمعيات الخيرية فليس من مصلحتهم سد ثغرة الفقر بصفة دائمة لأن هذا ميزان الحياة بالنسبة لهم هذا فقير وهذا غني
أخيرا أقول أنهم أفسدوا هاته القفة بسوء النية لأن الفقراء يحبون التعفف
العبرة ليست بالمظهر بل بنيتك وجوهرك ومدى سعادتك وأنت تطعم مسكين
وفي نفس الوقت في سياق هل جزاء الإحسان إلا الإحسان يطرح الإشكال
وفي سياق فأما بنعمة ربك فحدث يطرح الإشكال
ربما يكون التصوير لتحفيز الناس على التبرع من خلال هز المشاعر والدراما
أخيرا الله ينظر للقلوب مهما كانت القفة بأذنين أو لسان أو عيون كل ونيته
شكرا أبو فراس على مواضيعك الثقافية الشيقة والمفيدة
لن أعلق و لن أناقش في قفة رمضان التي يعطيها أصحابها للفقراء و من ثم ينتظرون منهم شكرا أو مدحا لأنني أرى أنه يجب مناقشة أسباب الفقر من جذوره .. بحيث ينبغي علينا أن نفهم ( لماذا حتى صرنا نرى الغني و الفقير ؟ ) و ما الذي ينقص الفقير حتى يصبح هو غني أيضا أو على الأقل مكتفي ذاتيا و لا يحتاج للأساسيات ؟
أعتقد أن هناك أسباب و ظروف غير عادلة هي التي أفقرت ناس معينين و أغنت أشخاصا آخرين .. لأنه في الحالة العادية العادلة لا يوجد طبقية بل إن الجميع متساوون في الرزق فالله لا يظلم و لا يخلق بشر غني و بشر فقير .. و إنما هناك سبب من صنع البشر الظالمين الذين اخترعوا الطبقية و كرسوا لاستئثار الأقوياء و أصحاب النفوذ بالممتلكات و الأراضي و الأموال .. و بالمقابل احتقروا الضعفاء و لم يروا لهم حقا و جعلوهم يعيشون على الهامش كسكان من الدرجة الدنيا .. و قد سيطروا حتى على العقول و النوابغ و احتكروا العلم و احتكروا كل شيء .. لذلك لو دققنا جيدا و نظرنا وفق ميزان عادل فإنه لا يوجد فقر من دون سبب و لا يوجد غنى من دون سبب .. و إذا عرف السبب بطل العجب ..
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أهلاً وسهلاً بك دائمًا، وحفظكِ الله على كلماتك الطيبة التي تعكس رقي فكركِ وحسن أدبكِ.
هذه هي القفة عندنا في المغرب 😃
أسعدني أن المقال أوضح لك المقصود بالعنوان، فهدفه كان تسليط الضوء على هذه القضية الإنسانية التي تستحق التأمل والتعامل معها بحكمة ومسؤولية.
أما بخصوص التصوير في أعمال الخير، فكما تفضلتِ، الأصل أن يكون العمل خالصًا لوجه الله، بعيدًا عن الاستعراض والتفاخر. فالمحتاج يستحق الاحترام والستر، وليس أن يُجعل مادة للإشهار والتسويق. وأرى أن موقفكِ بإلغاء متابعة تلك الصفحات يعكس وعيًا كبيرًا بهذه المسألة.
بارك الله فيكِ، وجعلنا وإياكم من الذين يسعون للخير بإخلاص، وكتب لكم الأجر مضاعفًا. تحياتي لكِ 🌷
لم افهم معنى العنوان حتى تبين لي جلياً بعد قراءة هذه السطور التي تحمل عبقاً من الشعور بالمسؤولية والادراك لما تعانيه هذه الطبقة من المجتمع ، فهمت معنى ( قفة ) والتي نسميها نحن ( سلة غذائية )
وكما تفضلتم حضرتكم فالكثير من مقدمي هذه السلال نراهم في مواقع التواصل وكل مكان ، انا عن نفسي كنت الغي متابعة اي صفحة تقوم بالتصوير والترويج بهذا الشكل ، من اراد الاعلان للتبرع يستطيع فقط كتابة اعلان وليس تصوير نفسه وتصوير من يقوم باعطائهم السلال بحجة نشر الاعلان حتى يتبرع الناس 😅
أهلاً وسهلاً بك أختي فاطمة، وبارك الله فيك على هذا الطرح المتأمل والواعي.
لا شك أن الصدقات الخفية أكثر بركة وأقرب إلى الإخلاص، فالعطاء الحقيقي هو الذي يكون بعيدًا عن الأضواء والاستعراض، يحفظ كرامة المحتاج ويمنحه حقه دون إحراج أو امتهان.
ما تفضّلتِ بذكره عن تصوير الدموع بالتصوير البطيء، ورواية قصص المحتاجين وكأنهم أبطال لسيناريو معد مسبقًا، يؤكد أننا أمام ظاهرة تحتاج إلى إعادة نظر. فالخير لا يُشترط أن يكون مرئيًا ليُؤتي ثماره، بل إن أعظمه ما كان بين العبد وربه.
أما مسألة ضبط الاستحقاق وفق معايير دقيقة، فهي خطوة إيجابية إذا حُكِمَت بالعدل، لكنها قد تتحول إلى قيد ظالم إن جعلت الحاجة مجرد رقم في سجل جامد، لا يراعي الظروف المتغيرة للفقراء.
وأما دورة الفقر والجمعيات الخيرية، فهنا نقطة تستحق التأمل: هل نريد علاج الفقر أم إدارته ؟ إذا كان الهدف هو سد الحاجة مؤقتًا دون حلول مستدامة، فنحن لا نعالج المشكلة، بل نكرّسها.
وأوافقك الرأي بأن هناك من يبرر التصوير بأنه "تحفيز للتبرع"، لكن الفرق بين التحفيز والاستغلال دقيق جدًا، وهنا يُطرح الإشكال: متى يكون التصوير دعوة للخير، ومتى يتحول إلى أداة للتربح أو الاستعراض؟
وفي النهاية، “إنما الأعمال بالنيات”، وكلٌّ يُجازى بحسب مقصده. فمن أعطى بصدق، فجزاؤه عند الله، ومن جعل العطاء وسيلة للشهرة أو الكسب، فقد ضيّع أجره.
مع الأسف يستمتعون بتلك الدمعة التي تنزل من عين المحتاج ويصورونها بالتصوير البطيء وهم يقدمون له المال أو القفة ويحكون قصة المحتاج للعلن ويجعلونه مادة دسمة للبرنامج وللإعلام وكأن المساعدة تكون بشروطهم
الصدقات الخفية فيها خير كثير
وتلك القفة لذوي الإستحقاق فمن كان فقيرا العام المنصرم قد لا يحتاجها العام المقبل إذ أنهم قاموا بتقييدها بشروط أكثر صرامة لتحديد فئات المحتاجين لها حقا
أما عن دورة الفقير فهي ضرورية لوجود مستهلك هاته القفة وهي ضرورية لخلق الجمعيات الخيرية فليس من مصلحتهم سد ثغرة الفقر بصفة دائمة لأن هذا ميزان الحياة بالنسبة لهم هذا فقير وهذا غني
أخيرا أقول أنهم أفسدوا هاته القفة بسوء النية لأن الفقراء يحبون التعفف
العبرة ليست بالمظهر بل بنيتك وجوهرك ومدى سعادتك وأنت تطعم مسكين
وفي نفس الوقت في سياق هل جزاء الإحسان إلا الإحسان يطرح الإشكال
وفي سياق فأما بنعمة ربك فحدث يطرح الإشكال
ربما يكون التصوير لتحفيز الناس على التبرع من خلال هز المشاعر والدراما
أخيرا الله ينظر للقلوب مهما كانت القفة بأذنين أو لسان أو عيون كل ونيته
شكرا أبو فراس على مواضيعك الثقافية الشيقة والمفيدة
أهلاً وسهلاً بك أخي العزيز فتحي، وشكرًا على هذه النظرة العميقة للأمور.
أتفق معك تمامًا في أن الفقر ليس مجرد ظاهرة عابرة، بل هو نتيجة لسلسلة من الأسباب والاختلالات التي صنعها البشر أنفسهم. إن توزيع الثروة ليس عشوائيًا، وإنما تحكمه منظومات اقتصادية واجتماعية وسياسية ترسّخ الفجوة بين الأغنياء والفقراء، سواء عن قصد أو بحكم السياسات القائمة على الاحتكار والهيمنة.
الفكرة التي طرحتَها بشأن أن الله لا يخلق غنيًا وفقيرًا بل البشر هم من صنعوا هذه الفجوة، تتفق مع الواقع إلى حد كبير. فالله سبحانه جعل في الأرض من الموارد ما يكفي الجميع، لكن المشكلة تكمن في آليات توزيعها، حيث تهيمن قلة على نصيب الأسد بينما يكافح كثيرون من أجل البقاء.
لذلك، فإن مناقشة الفقر يجب أن تتجاوز حدود "قفة رمضان" وغيرها من المساعدات الظرفية إلى البحث في الأسباب العميقة لهذا الخلل. لا يمكن أن نحل المشكلة بمجرد توزيع مؤقت للمساعدات، بل بإيجاد حلول جذرية تمكّن الفقير من تحقيق الاكتفاء الذاتي عبر العدل في الفرص، وتوفير بيئة تدعم الإنتاج لا التبعية.
إنها مسألة وعي وإرادة جماعية، لأن الفقر ليس قدَرًا حتميًا، بل نتيجة لنظام اجتماعي واقتصادي يمكن تغييره متى توفرت العزيمة لذلك.
نسأل الله أن يرزق كل محتاج من واسع فضله، وأن يلهم الجميع السعي نحو عدالة حقيقية تحفظ كرامة الإنسان.
أشكرك مجددا أخي فتحي على مرورك العطر سعدتُ كثيرا بمتابعة ردك القيم وطرحك العميق. تحياتي لكِ. 🌷
لن أعلق و لن أناقش في قفة رمضان التي يعطيها أصحابها للفقراء و من ثم ينتظرون منهم شكرا أو مدحا لأنني أرى أنه يجب مناقشة أسباب الفقر من جذوره .. بحيث ينبغي علينا أن نفهم ( لماذا حتى صرنا نرى الغني و الفقير ؟ ) و ما الذي ينقص الفقير حتى يصبح هو غني أيضا أو على الأقل مكتفي ذاتيا و لا يحتاج للأساسيات ؟
أعتقد أن هناك أسباب و ظروف غير عادلة هي التي أفقرت ناس معينين و أغنت أشخاصا آخرين .. لأنه في الحالة العادية العادلة لا يوجد طبقية بل إن الجميع متساوون في الرزق فالله لا يظلم و لا يخلق بشر غني و بشر فقير .. و إنما هناك سبب من صنع البشر الظالمين الذين اخترعوا الطبقية و كرسوا لاستئثار الأقوياء و أصحاب النفوذ بالممتلكات و الأراضي و الأموال .. و بالمقابل احتقروا الضعفاء و لم يروا لهم حقا و جعلوهم يعيشون على الهامش كسكان من الدرجة الدنيا .. و قد سيطروا حتى على العقول و النوابغ و احتكروا العلم و احتكروا كل شيء .. لذلك لو دققنا جيدا و نظرنا وفق ميزان عادل فإنه لا يوجد فقر من دون سبب و لا يوجد غنى من دون سبب .. و إذا عرف السبب بطل العجب ..
التسمية تختلف معنا فيما نطلق عليها : السّلّة الرمضانية ، والأمر سيان أكانت قِفّة أم سلّة ، ومع هذا الشهر الفضيل لنا وقفة مع هذه القِفف عسى أن نصل لتوافق يحفظ حقوق المعدمين والفقراء دون المساس بكراماتهم او الانتقاص من شخوصهم !!!
الفقر ليس عيبا بل هو نتاج التناقض المجتمعي الذي أوجد هذه الهوّة السحيقة بين أطراف متضادة ليس لنا الخوض فيها فهي بحاجة الى أسفار وقراطيس للولوج بالعراقيل والمعرفة بالتفاصيل ، والتساؤل الأهم يتعلق بهذا التهافت والجهد المحموم للتصدّق والمنح والهبات في هذا الشهر دون غيره وكأن الأعراف تسمح لنا في هذا الشهر الفضيل وتبيح لنا دون غيره من الأشهر فيما نحن بصدده وذلك لا يلغي لما لهذا الشهر المعظّم من الفضل والقبول ، لكن حين يقتصر العطاء والاحسان فيه دون غيره فذلك هو موضع العجب ، فما للكرم من تفسير في غيابه واحتجابه طيلة سنة كاملة الا في هذ الشهر ، أذلك حيود عن الفطرة ، أم سوء تقدير مع العلل ، أو رياء خفي آثر الظهور عن الخفوت ، أم حاجة في نفس يعقوب قضاها ، أم هو تقصير لأهل العلم في الميدان لتفقيه الجموع فيما هو الراجح والمرجوح ، أم هي نتاج كل هذا التناقض بما تحمل من هموم الفقير وزهو الغني ، وما تخفي من أسى المُعدم وكناية الثري على الأغلب وليس الأعم !!!
العطايا المؤقتة توجز الوصف دون استئذان فلا تعدو ان تكون هبة زائلة وهدية عاجلة وعَون الى حين فلم ولن تصل الى تدارك موجبات الفقر وضيق ذات اليد لا سيما وان المسؤولية تضامنية ولن تقف على اعتاب رغبة فردية في التغيير التي تسعى بجهد محموم للانفاق بيمينها فلا تعلم بذلك شمالها ، لكن اليد الواحدة لا تصفّق ودوام الحال وفق هذا المنوال هو العجز بعينه والهوان برمّته !!!
لعلنا لا نعمّم هذا التناقض ونغض الطرف عن مؤسسات محترمة وجمعيات خيرية في عطائها النبيل تفعل ما بوسعها لردم الهوة بين المعسر والموسر وتُجزِل العطاء كل وقت وحين ما استطاعت الى ذلك سبيلا جاهدة في رسم الغبطة والرضا دون انتظار الاشادة والاشارة والعرفان وما اختلط برياء وشابه النفاق على رؤوس الأشهاد !!!
أقف عند هذا الحد من الاسترسال المج والخروج عن المضمون هو العجز في المكنون ، ورحم الله من دلني على عيوبي !!!
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أخي الخلوق سمير، أعزّك الله ورفع قدرك.
أجد في كلماتك بُعداً فكريًا عميقًا، يلامس حقيقة قد يغفل عنها البعض وسط زحمة العادات والتقاليد. فالفقر، كما تفضلتَ، ليس عيبًا، لكنه نتيجة لاختلال موازين العدالة الاجتماعية، وما بين الموسر والمعسر تمتد فجوة تتسع أو تضيق بحسب وعي المجتمع وإنصافه.
أما عن التهافت على العطاء في رمضان، فذلك لا يُنكَر فضله، لكنه يُثير التساؤل بالفعل: لماذا يختزل البعض الإحسان في شهر واحد، وكأن حاجات الفقراء تُفتح في رمضان وتُغلق بانقضائه؟ أهو ضعف وعي؟ أم عادة توارثها الناس دون تدبر؟ أم هو ذلك النزوع الإنساني الفطري الذي يجد في الأجواء الروحية لشهر الصيام دافعًا أقوى للبذل؟
ما أراه، أن رمضان مدرسةٌ للخير، لكنه ليس حصرًا له. ومن ذاق حلاوة العطاء في هذا الشهر، فالأجدر به أن يجعله عادة مستمرة، لا موسمية عابرة. فإن كان البعض يبالغ في إظهار الصدقة علنًا، فثمة آخرون يعطون في صمت، لا يريدون جزاءً ولا شكورًا. وهؤلاء هم الذين يحملون على عاتقهم مسؤولية التضامن الحقيقي، بعيدًا عن المظاهر العابرة.
أما الجمعيات الخيرية والمؤسسات النبيلة، فهي – كما تفضلتَ – تمثل بصيص أمل في هذا التفاوت، وتجتهد في ردم الفجوة ما استطاعت. ويبقى التحدي الأكبر في بناء منظومةٍ عادلة لا تقتصر على العطاء الموسمي، بل تعالج الفقر من جذوره، لا تكتفي بإطعام جائعٍ ليوم، بل تعلّمه كيف يجد قوته كل يوم.
وفي النهاية، ما أحوجنا إلى تأمل هذه التساؤلات بوعي، لا لنسخط على واقعٍ مؤلم، بل لنبحث عن حلول دائمة، لا تنتهي بانتهاء الشهر الفضيل. فالمعدمون يحتاجون أكثر من "قفة رمضان"، يحتاجون مجتمعًا يتذكّرهم كل حين، لا حين يتذكّره الإعلام أو تدعوه العادات.
جزاك الله خيرًا على هذه المداخلة القيمة، وأحسن الله إليك كما أحسنت الطرح والتفكير والسؤال. تحياتي لك. 🌷
التسمية تختلف معنا فيما نطلق عليها : السّلّة الرمضانية ، والأمر سيان أكانت قِفّة أم سلّة ، ومع هذا الشهر الفضيل لنا وقفة مع هذه القِفف عسى أن نصل لتوافق يحفظ حقوق المعدمين والفقراء دون المساس بكراماتهم او الانتقاص من شخوصهم !!!
الفقر ليس عيبا بل هو نتاج التناقض المجتمعي الذي أوجد هذه الهوّة السحيقة بين أطراف متضادة ليس لنا الخوض فيها فهي بحاجة الى أسفار وقراطيس للولوج بالعراقيل والمعرفة بالتفاصيل ، والتساؤل الأهم يتعلق بهذا التهافت والجهد المحموم للتصدّق والمنح والهبات في هذا الشهر دون غيره وكأن الأعراف تسمح لنا في هذا الشهر الفضيل وتبيح لنا دون غيره من الأشهر فيما نحن بصدده وذلك لا يلغي لما لهذا الشهر المعظّم من الفضل والقبول ، لكن حين يقتصر العطاء والاحسان فيه دون غيره فذلك هو موضع العجب ، فما للكرم من تفسير في غيابه واحتجابه طيلة سنة كاملة الا في هذ الشهر ، أذلك حيود عن الفطرة ، أم سوء تقدير مع العلل ، أو رياء خفي آثر الظهور عن الخفوت ، أم حاجة في نفس يعقوب قضاها ، أم هو تقصير لأهل العلم في الميدان لتفقيه الجموع فيما هو الراجح والمرجوح ، أم هي نتاج كل هذا التناقض بما تحمل من هموم الفقير وزهو الغني ، وما تخفي من أسى المُعدم وكناية الثري على الأغلب وليس الأعم !!!
العطايا المؤقتة توجز الوصف دون استئذان فلا تعدو ان تكون هبة زائلة وهدية عاجلة وعَون الى حين فلم ولن تصل الى تدارك موجبات الفقر وضيق ذات اليد لا سيما وان المسؤولية تضامنية ولن تقف على اعتاب رغبة فردية في التغيير التي تسعى بجهد محموم للانفاق بيمينها فلا تعلم بذلك شمالها ، لكن اليد الواحدة لا تصفّق ودوام الحال وفق هذا المنوال هو العجز بعينه والهوان برمّته !!!
لعلنا لا نعمّم هذا التناقض ونغض الطرف عن مؤسسات محترمة وجمعيات خيرية في عطائها النبيل تفعل ما بوسعها لردم الهوة بين المعسر والموسر وتُجزِل العطاء كل وقت وحين ما استطاعت الى ذلك سبيلا جاهدة في رسم الغبطة والرضا دون انتظار الاشادة والاشارة والعرفان وما اختلط برياء وشابه النفاق على رؤوس الأشهاد !!!
أقف عند هذا الحد من الاسترسال المج والخروج عن المضمون هو العجز في المكنون ، ورحم الله من دلني على عيوبي !!!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
استجمعت بعض القوة الذهنية وقلتُ لا بد لي من التعقيب على موضوع للأستاذ أبو فارس فتقبل مروري المُتواضع.
الحقيقة أن العالم سيبقى دائما مُقسما بين الفقراء والأغنياء هي حقيقة مطلقة من الصعب إنكارها أو محاولة تغييرها دون العودة إلى أسس الدين الإسلامي والتي تشرط الزكاة كرُكن من أركان الإسلام الخمسة , والزكاة تحفظ حق المال بما أننا لسنا أصحابه حقا , وتحافظ على التوازن بين المُوسر والمُعسر بطريقة جميلة جدا, فمجرد فكرة أن تقتنع بأن المال ليس حقا لك وأنه مال الله وأن لك حقا فيه وأن للمحتاج حق فيه أيضًا, يجعل للعطاء بُعدا آخر بعيدا عن الإجبار بل هُو حق محفوظ.
تصوير المبادرات وإن كان المقصود منه نية حسنة , فهو لا يحفظ للمحتاجين كرامتهم خصوصا فيما يخص مبادرات القفة الرمضانية ثم إضافة بعض المُوسيقى الحزينة أو تقنيات التصوير البطىء والمونتاج المبالغ فيه. أثمن المبادرات التي لا تكشف وجه المُعطى له وتحفظ حقه بين أهله وجيرانه دُون فضحه وتبخيس عفته.
من الجميل أن يكون رمضان فرصة لأن نتذكر أن هناك من يحتاج الصدقة لكن هذا الشخص يحتاجها وسيحتاجها دائما إن لم يتم إيجاد حل يسترزق به وينقذه مما هُو فيه ويمنحه أملا يواجه به قُبح الحياة وتحدياتها التي لا تنفك تزداد صعوبة في عالم رأسمالي بحت يزيد الفقير فقرا والغني فُحشًا.
تحياتي.
أهلاً وسهلاً بكِ أختي الكريمة هاجر، أشكركِ جزيل الشكر على كلماتك اللطيفة التي تحمل في طياتها تقديرًا أعتز به. مرورك ليس متواضعًا أبدًا، بل هو حضور مميز يسعدني ويشرفني، ومداخلتك القيمة أضافت بُعدًا فكريًا عميقًا للنقاش.
لقد أصبتِ حين أكّدتِ على دور الزكاة في تحقيق التوازن الاجتماعي، فهي ليست مجرد عبادة مالية، بل منظومة متكاملة لحفظ الحقوق وتهذيب النفوس وإحياء مبدأ التكافل. أما بخصوص تصوير المبادرات الخيرية، فقد لامستِ نقطة حساسة تمس كرامة المحتاجين، إذ إن العطاء الحقيقي هو ما يبتغي به صاحبه وجه الله دونما مباهاة أو استعراض.
أتفق تمامًا معك في أن الحلول المستدامة التي توفِّر للمحتاجين سُبل الرزق الكريم هي الأجدى على المدى البعيد، بدل الاكتفاء بالحلول المؤقتة التي لا تعالج أصل المشكلة. كم من عائلات تعفّفتْ وصبرتْ، وكانت تحتاج فقط فرصةَ عمل أو مشروع بسيط لتنهض بكرامة بعيدًا عن انتظار المعونة.
ممتنٌّ لكِ على مداخلتكِ الراقية التي فتحت أفقًا أعمق للتأمل في هذا الموضوع الحيوي. أسأل الله أن يوفقنا جميعًا لما فيه الخير، وأن يجعلنا من الساعين لزرع الأمل والإعانة بكل إخلاص وتجرد.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته استجمعت بعض القوة الذهنية وقلتُ لا بد لي من التعقيب على موضوع للأستاذ أبو فارس فتقبل مروري المُتواضع. الحقيقة أن العالم سيبقى دائما مُقسما بين الفقراء والأغنياء هي حقيقة مطلقة من الصعب إنكارها أو محاولة تغييرها دون العودة إلى أسس الدين الإسلامي والتي تشرط الزكاة كرُكن من أركان الإسلام الخمسة , والزكاة تحفظ حق المال بما أننا لسنا أصحابه حقا , وتحافظ على التوازن بين المُوسر والمُعسر بطريقة جميلة جدا, فمجرد فكرة أن تقتنع بأن المال ليس حقا لك وأنه مال الله وأن لك حقا فيه وأن للمحتاج حق فيه أيضًا, يجعل للعطاء بُعدا آخر بعيدا عن الإجبار بل هُو حق محفوظ. تصوير المبادرات وإن كان المقصود منه نية حسنة , فهو لا يحفظ للمحتاجين كرامتهم خصوصا فيما يخص مبادرات القفة الرمضانية ثم إضافة بعض المُوسيقى الحزينة أو تقنيات التصوير البطىء والمونتاج المبالغ فيه. أثمن المبادرات التي لا تكشف وجه المُعطى له وتحفظ حقه بين أهله وجيرانه دُون فضحه وتبخيس عفته. من الجميل أن يكون رمضان فرصة لأن نتذكر أن هناك من يحتاج الصدقة لكن هذا الشخص يحتاجها وسيحتاجها دائما إن لم يتم إيجاد حل يسترزق به وينقذه مما هُو فيه ويمنحه أملا يواجه به قُبح الحياة وتحدياتها التي لا تنفك تزداد صعوبة في عالم رأسمالي بحت يزيد الفقير فقرا والغني فُحشًا. تحياتي.