كان زمان الحياة المستترة ينقسم إلى حقبين متتاليين وأول حقب هو حقب الحياة السحيقة، حيث أن هذا الحقب امتد حوالي 1000 مليون عام من عمر الأرض، وتتكون صخور القشرة الأرضية في هذا الحقب من صخور رسوبية رملية ذات لون داكن ويكون أغلبها من الكونجلوميرات والجريوال أيضاً لكن بدرجة قليلة، لكن أغلب الصخور تكون هنا عبارة عن صخور نارية مثل صخور الجرانيت وصخور متحولة مثل النايس، وأما آثار الحياة فقد كانت عبارة عن عقد جيرية دقيقة تتشكل من كربونات الكالسيوم وتكون ملتفة حول نقطة مركزية.
وكان الاعتقاد السائد هو أن هذه العُقد قد حدث لها ترسيب بفعل طحالب زرقاء بحرية قديمة أو بكتيريا، ويعود السبب في ذلك إلى أن الطحالب الزرقاء التي تتواجد في أيامنا هذه والتي تعيش في مياه عذبة تكون مثل العقد الجيرية، لذلك فإن العلماء يعتقدون بأن البحار الأولى التي ظهرت على سطح الأرض كانت ذو مياه عذبة، كما أن الأرض قد تعرضت خلال حقب الحياة السحيقة إلى حركات أرضية قوية جداً (عنيفة) كانت بانية للجبال والقارات ومن ثم من بعد ذلك جاءت فترة طويلة من حدوث عمليات التعرية التي عملت على تحويل الجبال إلى تلال وهضاب من خلالها.
وصخور هذه الحقبة تتميز بأنها تتمثل بصخور الدرع العربي الإفريقي الذي يمتد بين شبه الجزيرة العربية وإفريقيا والذي يُعرف بأنه الدرع العربي، ومن بعد هذه الحقبة جاءت حقبة الحياة الإبتدائية التي استمرت تقريباً 1400 مليون عام من بعد حقب الحياة السحيقة، وتم العثور على آثار الحياة بين صخور هذه الحقبة التي كانت عبارة عن بقايا نباتات بحرية مثل الطحالب والبكتيريا والفطريات بالإضافة إلى بقايا أحفورية لحيوانات لا قفارية بحرية ومن الأمثلة عليها القناديل البحرية والديدان والإسفنج أيضاً، وكانت أغلب صخور هذه الحقب عبارة عن صخور متحولة وكانت من أصل رسوبي مثل الكوارتزيت والرخام وصخر الأردواز.
كما يوجد هناك صخور رسوبية مثل صخور الكونجلوميرات وجيروداك كما واكب هذه الصخور حركات أرضية التي رافقها تداخل بالصخور النارية الضخمة، حيث أنه كان آخر هذه الحركات الأرضية ما عرف بالحركة الهورونية التي بسببها نتج بناء سلاسل جبلية التي عرفت باسم السلسلة الهورونية مما تسبب في إنحسار ماء البحار داخل مناطق كبيرة وواسعة من العالم .
