السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
عدتُ مجددا أخي الفاضل، وأجدد شكري وإعجابي بمقالتك المتناسقة
إذ هذا ما يجعلنا نفضل السباحة ضد التيار!
حين تجد رونق الكلمة، والقدرة على التعبير، وزخرف المشاعر،
ينسج على شكل كلمات نتشارك جميعا في ماهيتها، فهذا يخلق تفردًا عجيبًا في داخلنا
..
دخلنا مواقع التواصل مثل الجميع، أذكر في بدايات الفيسبوك لم يكن على هذه الشاكلة
حين كان الاتصال بالحاسوب فحسب، حيث كانت النخبة المثقفة تقريبا هي التي تسجل به
كنا نقرأ صفحات مفيدة، ونستمتع ببعض المقالات، أو الاقتباسات، أو أيا كانت الصفحة التي نتابعها
لكن منذ أن غزت الهواتف الذكية الأيدي وسرقت الأفئدة، أصبح كل من هب ودب يسجل فيه
وظهرت مواقع عدة غيره، وأصبح الأمر مجرد عرض للسطحية والتفاهة، التي لم يجد أهلها من يهتم لهم
سوى بعض المتتبعين الذين لا يمحصون ما يرون، ويقرؤون، ويتفرجون
فنالوا أسماء عدة كمؤثرين، ومشهورين، وصرنا نحن الفئة القليلة لا تجد أنفسها بينهم
فكان الانسحاب ضروريا..
شخصيا انسحبت نهائيا من كل مواقع التواصل، ولم أعد أدخلها إلا من أجل المراسلة مع المقربين
أو البحث في بعض الصفحات التعليمية التي تنشر الدروس والامتحانات..
عدى ذلك لا قدرة ولا طاقة لي لمجاراة هذا العالم السطحي.
..
المنتديات بها سحر جميل، رغم أنها أصبحت أكثر انعزالا، وأقل رواجا، لكنها كسبت بعض الغرباء
الذين اتفقوا أن الكلمة القوية هي التي تحمل معنى وغزى، وأن مشاركتها مع الآخرين فيه متعة للعقل والروح.
بارك الله فيك أخانا أبا فراس، والجاد يفتخر بتواجد أقلام أمثالكم
شكرا على الموضوع المميز.