السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
قال العلَّامة ابن عثيمين - عليه رحمات رب العالمين - :
- إن الحسد خلق ذميم ، وهو : تمني زوال نعمة الله علىٰ الغير .
وقيل : الحسد كراهة ما أنعم الله به علىٰ غيره .
- فالأول هو المشهور عند أهل العلم .
والثاني هو الذي قرره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، فمجرد كراهة ما أنعم الله به على الناس يعتبر حسدًا ، والحسد محرم ؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهىٰ عنه وحذر منه ، وهو من خصال اليهود الذين يحسدون الناس علٰى ما آتاهم الله من فضله .
- والحسد مضاره كثيرة : منها : أنه اعتراض على قضاء الله وقدره ، وعدم رضا بما قدره الله عز وجل ؛ لأن الحاسد يكره هذه النعمة التي أنعم الله بها علىٰ المحسود .
- ومنها : أن الحاسد يبقى دائمًا في قلق وحرقة ونكد ؛ لأن نعم الله على العباد لا تحصىٰ ، فإذا كان كلما رأىٰ نعمة علىٰ غيره حسده وكره أن تكون هذه النعمة حالة عليه فلا بد أن يكون في قلق دائم ، وهذا هو شأن الحاسد ، والعياذ بالله .
- ومنها : أن الغالب أن الحاسد يبغي علىٰ المحسود فيحاول أن يكتم نعمة الله على المحسود ، أو يزيل نعمة الله علىٰ هذا المحسود ، فيجمع بين الحسد وبين العدوان .
- ومنها : أن الحسد يدل على دناءة الحاسد ، وأنه شخص لا يحب الخير للغير ؛ بل هو سافل ينظر إلىٰ الدنيا ، ولو نظر إلىٰ الآخرة لأعرض عن هذا .
- ولكن إذا قال قائل : إذا وقع الحسد في قلبي بغير اختياري ، فما هو الدواء ؟
- فالجواب : أن الدواء يكون بأمرين :
- الأول : الإعراض عن هذا بالكلية ، وأن يتناسىٰ هذا الشيء ، وأن يشتغل بما يهمه في نفسه .
- الثاني : أن يتأمل ويتفكر في مضار الحسد ، فإن التفكر في مضار العمل يوجب النفور منه ، ثم يجرب إذا أحب الخير لغيره واطمأن بما أعطاه الله ، هل يكون هذا خيرًا ، أم الخير أن يتتبع نعمة الله على الغير ، ثم تبقىٰ حرقة في نفسه ، وتسخطا لقضاء الله وقدره ؟! وليختر أي الطريقين شاء .
【مجموع فتاوىٰ ورسائل (٥١٣/٢٦)】