حرف القسم. المقسم به. جواب القسم. أسلوب القسم إحدى أساليب التوكيد النحوي، وهو أسلوب لتأكيد شيء لدى السامع لمحو أي شك وزيادة اليقين عنده، ويتم القسم باستخدام ألفاظ دالة عليه أو على اليمين مثل: والله، أقسمت عليك.
ويتكون أسلوب القسم من حرف القسم والمقسم به وجواب القسم (جملة القسم)، وجملة القسم تكون جملة اسمية أو جملة فعلية.
حرف القسم: حروف القسم هم: الواو، والباء، والتاء، وقال الزمخشري: "أن الباء هي أصل القسم والواو بدلًا عنها” والتاء بدلًا عن الواو.
وحرف التاء يأتي لزيادة التعجب كما في قوله تعالي: "تالله لأكيدن أصنامكم”، أما حرف الواو لا يأتي إلا مع المظهر ولا يتعلق إلا بمحذوف، أما الباء ولأنها الأصل في الحلف فقد خصت الباء بذكر الفعل بعدها مثل: (أقسم بالله لتجتهدن)، كما تدخل الباء في القسم على الضمير وفي القسم الاستعطافي.
المقسم به: هو الاسم المقدس الذي تدخل عليه حروف القسم، وقد يكون مذكور أو محذوف، ويشترط للحذف أمن اللبس وفهم المحذوف.
جواب القسم: هو الخبر الذي يأتي القسم لتوكيده، ويمكن حذفه إن كان هناك ما يدل عليه ويجوز إثباته، كما جاء في القران الكريم: "ويوم يعرض الذين كفروا على النار قالوا أليس هذا بالحق قالوا بلى وربنا قال فذوقوا العذاب…” [1]
حروف القسم الباء. الواو. التاء. الباء: حرف الباء تعمل على إلصاق المقسم بالمقسم به، والباء هو الحرف الذي تتصل به الأفعال القاصرة عن التعدي، والتقدير: (أقسم بالله).
يدخل حرف الباء على:
لفظ الجلالة مثل: (بالله لن أتوقف عن نصرة الحق)
الأسماء الظاهرة كما في بيت الشعر: وأقسمت بالبيت الذي طاف حوله * رجال بنوه من قريش وجرهم.
الأسماء المضمرة مثل: أقسم به لأحققن أهدافي. فعل القسم الظاهر مثل: أقسم بالله لأعينن المحتاج. فعل القسم المحذوف مثل: بالله لأقولن الحق. تستعمل الباء في الحلف على سبيل الاستعطاف مثل: بالله ساعدني.
ويمكن أن تكون جواب القسم بالباء جملة استفهامية مثل: بالله، هل ذهبت إلى العمل اليوم؟
الواو: تعتبر الواو لأكثر استعمالًا في حروف القسم، ولكن يشترط لاستعمالها ألا تدخل على ضمير، فلا يجوز أن يقال "وه” كما أقسمنا في هذه الجملة بالباء "أقسم به” فلا يمكن دخول الواو على ضمير.
فإن الواو تدخل في القسم على الاسم الظاهر، مثل: فلا وأبيك ما في العيش خيرًا.
يحذف فعل القسم مع الواو بسبب كثرة الاستعمال فلا نجد أحد يقول أقسم والله لأفعلن الواجب!، وكذلك لا تستخدم الواو في القسم على سبيل الاستعطاف فلا يمكن قول "والله ساعدني”
أما إذا تكررت الواو في القسم فالأولى هي للقسم فعليًا، أما الباقي فهم للعطف مثل: "والتين والزيتون” الأولى قسم والثانية عطف.
التاء: لا يدخل حرف التاء في أسلوب القسم إلا على لفظ الجلالة (الله) مثل: "تالله لتسألن عما كنتم تفترون”، وقد تأتي مع لفظ الجلالة ولكن بغير معنى القسم وتفيد هنا التعجب مثل: تالله لقد أصبح الجو بارد!
ولا تقتصر أدوات القسم على الحروف فقط، بل أدوات القسم يمكن ان تكون:
حروف، مثل: الواو والباء والتاء. أسماء، مثل: يمين الله. أفعال، مثل: أحلف، أقسم بالله. [2] إعراب أسلوب القسم يتم إعراب حرف القسم كأداة قسم، وجملة جواب القسم وهي ما أقسمت لتوكيدها، وهي كأي جواب آخر فهي لا محل لها من الإعراب وقد تكون جملة اسمية أو فعلية.
إذا كانت اسمية مثبتة فيغلب أن تكون مقترنة باللام وإن أو إحداهما مثل: والله إن الغرور لمهلك
والله: الواو حرف جر، لفظ الجلالة اسم مجرور بحرف الواو وعلامة جره الكسرة.
إن: حرف نصب وتوكيد.
الغرور: اسم إن.
لمهلك: خبر إن.
إن الغرور لمهلك: الجملة جواب القسم لا محل لها من الإعراب.
إذا كانت جملة جواب القسم اسمية منفية، فلا تقترن إلا بأداة النفي مثل: والله ما إنسان مخلد
والله: الواو حرف جر، لفظ الجلالة اسم مجرور وعلامة جره الكسرة.
ما: أداة نفي.
إنسان مخلد: جواب قسم لا محل له من الإعراب.
إذا كان جواب القسم جملة فعلية مثبتة بفعل مضارع، فغالبًا ما تقترن باللام ونون التوكيد مثل: والله لينجحن المجتهد والله: شبه جملة متعلق بفعل محذوف تقديره: أقسم.
لينجحن: اللام واقعة في جواب الشرط، ينجحن: فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد.
المجتهد: فاعل.
وجواب القسم (لينجحن المجتهد): لا محل له من الإعراب.
وإذا كانت فعلية مثبتة بفعل ماض، غالبًا ما تقترن باللام مثل: والله لقد انتصر الحق. لقد: حرف تحقيق.
انتصر الحق: فعل وفاعل والجملة جواب القسم لا محل لها من الإعراب.
إذا كان الفعل الماضي جامدًا فغالبًا ما يقترن باللام فقط مثل: والله لنعم خلق الله الصدق. إذا كان إذا كانت جملة جواب القسم فعلية منفية فتقترن بأداة النفي فقط مثل: والله ما خان مؤمن وطنه. [3] من أمثلة أسلوب القسم في القرآن والشمس وضحاها * والقمر إذا تلاها. قل إي وربي إنه لحق. وإنه لقسم لو تعلمون عظيم * إنه لقرآن كريم. فَلَاۤ أُقۡسِمُ بِرَبِّ ٱلۡمَشَـٰرِقِ وَٱلۡمَغَـٰرِبِ إِنَّا لَقَـٰدِرُونَ. وإن منكم إلا واردها. والمقسم به هنا مضمر والتقدير: والله إنكم لواردوا النار. قَالَ رَبِّ بِمَاۤ أَنۡعَمۡتَ عَلَیَّ فَلَنۡ أَكُونَ ظَهِیرࣰا لِّلۡمُجۡرِمِینَ. لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون. والنجم إذا هوى. أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ. إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقࣱ – وَإِنَّ ٱلدِّینَ لَوَ ٰقِعࣱ. وَیَوۡمَ یُعۡرَضُ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ عَلَى ٱلنَّارِ أَلَیۡسَ هَـٰذَا بِٱلۡحَقِّۖ قَالُوا۟ بَلَىٰ وَرَبِّنَاۚ قَالَ فَذُوقُوا۟ ٱلۡعَذَابَ بِمَا كُنتُمۡ تَكۡفُرُونَ. فَلَا وَرَبِّكَ لَا یُؤۡمِنُونَ حَتَّىٰ یُحَكِّمُوكَ فِیمَا شَجَرَ بَیۡنَهُمۡ ثُمَّ لَا یَجِدُوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ حَرَجࣰا مِّمَّا قَضَیۡتَ وَیُسَلِّمُوا۟ تَسۡلِیمࣰا. وَیَجۡعَلُونَ لِمَا لَا یَعۡلَمُونَ نَصِیبࣰا مِّمَّا رَزَقۡنَـٰهُمۡۗ تَٱللَّهِ لَتُسۡـَٔلُنَّ عَمَّا كُنتُمۡ تَفۡتَرُونَ. قَالُوا۟ تَٱللَّهِ تَفۡتَؤُا۟ تَذۡكُرُ یُوسُفَ حَتَّىٰ تَكُونَ حَرَضًا أَوۡ تَكُونَ مِنَ ٱلۡهَـٰلِكِینَ. [4] [5] ما غرض اسلوب القسم التأكيد على الأخبار التي وردت بها الأقسام.
الغرض من القسم هو التوكيد على المعنى أو الجملة أو الخبر الذي جاء بعد القسم، وقد يراد بالقسم في القران الكريم بيان عظمة المقسم به مثل: القسم بالله والقسم بالنبي -صلى الله عليه وسلم-.
وقال الزركشي: أن الفائدة من أسلوب القسم أو الغرض من أسلوب القسم هو توكيد المقسم عليه، وقال الآلوسي: أن هناك فائدة لأسلوب القسم وهو أن القسم يتضمن الإخبار عن تعظيم المقسم به لأن الإقسام بالشيء تعظيم له. [5]