كل يوم يستيقظ جسدي المنهك المتهالك بعد دوران ناعورة حلمي وافتتاح بوابة خيالي أنام ساعة أو تزيد فأرى غابة منسية وطريق طويل بلا عنوان على جانبيه أشجار الصنوبر والفلين وطابور شجيرات مجهولة من كل نوع وصنف
أنا هناك بوجه شاحب وسط أهازيج أطفال يلعبون و يجرون في كل مكان
غريب كيف تدب فيهم الحياة حتى في الحلم شغفهم لا ينطفيء وروحهم لا تخبو
لازلت أغرق كمركب ورق بدون مجداف أو شراع في أعماق الحلم الذي فيه كل شيء مباح
هناك أبواب مفنوحة على مصراعيها وعلى يميني نساء شفافات متوسطات الأعمار لا أرى وجوههن يخبزن العجين ويتنافسن في إعداد الموائذ والطعام
كأننا في رمضان أجواء وبيوت دافئة لا تقدر بثمن ولا مال
تحركت بخفة مما جعل آنية تصدر صوتا مزعجا فوق المائدة
أوه يا لهدا الترتيب المتقن ملاعق فضية مصفوفة بانتطام وكؤوس زجاج براقة وصحون ملونة كقوس قزح
يهمس صوتا خشن : من بعيد من أنت
يا إلهي انه رجل يحمل فأسا وكومة حطب ربما هو المسؤول عن قوت العائلة
أنا : أنا لا أعرف ولا أريد أن أعرف
بسرعة جلست على مقعد فارغ برجلين متيبستين من الخوف ألا يكفيني الخوف الذي أعيشه في واقعي
الرجل : لم الخوف يا ابنتي مرحبا بك أنت في غابة الهناء والأمان
شعرت برضى و بهجة ما ثم هززت رأسي مشيرة الى كسرة الخبز
قضمت قضمة فلمعت عيناي سبحان الله كم هو لذيذ
الرجل : هل أعحبك انه خبز جينيات الحب
أتذكر جيدا كم كانت الطبيعة متعاونة والأجسام متضامنة الشمس القمر المطر الحيوان الجن والإنس
وأنا لما أصحو لا أتذكر من أنا ولأي شيء خلقت
غربة خانقة وخوف يخاف من الخوف
أمشي كشبح مائل وقد هربت نفسي : لم الحميع يعيش في هناء دون عناء هل الموت نصيبي في الحياة !!
أنظر في المرآة فأرى وجها باردا تغيرت ملامحه الى السواد ووجه تشريح لم يعد يتفاعل
لم أعد أحب ما أحب لم يعد يهمني ما معنى الغباء أو الوفاء
ترى الى أين أذهب وماذا أريد وماذا أرتدي لا يهم !!
أين شعري الذهبي ولوني الوردي أين إختفيا لا طعم لا لون ولا رائحة للحياة
قالوا لي اصبري موجة وتعدي الى متى هذا الحال !!
من المحال
ناولوني الدواء
دعوني
أريد أن أنام الحياة كلها ضدي
لا اريد أن أستيقظ