قال الممثل جواد العلمي إنه لم يعد يتلقى عروضا بالتلفزيون كما السابق، مؤكدا ضرورة الالتفاتة من القائمين على الأعمال للفنانين الغائبين لخلق توازن.

ويضيف العلمي خلال حلوله ضيفا على برنامج “نجوم في الظل” الذي يعرض على “مدار21” أنه ليس ضد حضور بعض الفنانين في العديد من الأعمال في الموسم الواحد لكن يجب أن تمنح الفرص لباقي الفنانين أيضا.

وشدد على أن مسألة غياب الفنانين أو تغييبهم يجب أن تطرح للنقاش والمعالجة، خاصة وأن الفنانين الغائبين ليسوا بأعداد كثيرة، فحتى إذا تم عرضهم على المخرجين والمنتجين لن يخلق ذلك رجة في التصورات الفنية.

وقال جواد خلال حديثه عن غيابه من شاشات التلفزيون: “أشعر بالإحراج حينما توجه لي أسئلة من الجمهور حول غيابي”، مشيرا إلى أن لديه قدرات في تجسيد مختلف الأدوار الكوميدية والدرامية، لدراسته الأدوار المركبة، غير أن العروض من هذا القبيل لا تقدم له في الوقت الحالي.

“جميع الممثلين يتمنون الحضور في موسم رمضان”، بهذه الكلمات طالب العلمي القائمين على الأعمال بالالتفاتة أيضا إلى بعض الرواد الذين “مع الأسف لا نتذكرهم سوى في الجنازات، وعلى الأقل يجب ضمان مشاركتهم في الأعمال لرد الاعتبار إليهم”، يضيف.

في المقابل، أكد العلمي أنه راض عن مساره الفني، خاصة وأن مسيرته في المسرح انطلقت منذ أن كان في سن الخامسة، مضيفا: “لم أندم لاختياري هذه المهنة التي أعيل من خلالها أطفالي اليوم”.

وفي السياق ذاته، أرجع الممثل جواد العلمي غيابه عن التلفزيون بسبب قلة العروض، ولارتباطاته بالمسرح الذي سرق منه الوقت في التداريب والجولات، خاصة وأنه يشتغل على عملين أو ثلاثة أعمال مسرحية.

وأكد أن مداخيل المسرح غير كافية، لكنها تبقى رهينة اجتهاد الفرقة، مبرزا أن “مسرح البيضاء” الذي ينتمي إليه يحاول القائمين عليه البحث عن مصادر دعم أخرى، باعتبار الدعم الذي تقدمه وزارة الثقافة غير كاف.

ويطمح العلمي إلى القيام بقافلة مسرحية في عدد من الدواوير لنقل المسرح إلى المغرب العميق، في الجبال والبوادي.

وتحدث بطل “سوق النسا” والعديد من الأعمال التي ما تزال راسخة في أذهان الجمهور، عن حاجة المهنة الملحة لقانون الفنان، الذي ما يزال عبارة عن مشروع تتبناه النقابة.

ويرى العلمي أن “ثقافة الفنان” مهمة وضرورية، ولو لم يكن دارسا للمجال الفني.

وفي سياق متصل وصف مهنة الفن” بمهنة “المخاطر”، مشبها إياها بـ “البورصة” إذ إن أسهم الفنان بها قد ترتفع وتهبط، لذلك عليه أن يكون جاهزا لهذه التغييرات.

ويعتبر جواد العلمي أن “سوق النسا” من أهم المحطات في مسيرته الفنية، والتي قدمته فاطمة علي بوبكدي من خلاله للجمهور في حلة غير معتادة، عبر شخصية “فليلو” التي ما يزال الجمهور يتذكره بها، وحققت له انتشارا واسعا.

وسجل في حديثه أن “الجمهور يبحث عن الأعمال التاريخية والتراثية التي تعتمد على الحكاوى، غير أنها لم تعد حاضرة في التلفزيون كما السابق”، متمنيا أن يكون جزءا ثانيا لـ”سوق النسا”.

وإلى جانب المسرح والأعمال الدرامية، شارك الممثل جواد العلمي في عدد من الأعمال الكوميدية منها “العام طويل”، غير أنه لم يعد حاضرا في هذا الصنف من الأعمال.

ويرى أن نجاح “السيتكوم” في وقت سابق بخلاف اليوم يعود لمجموعة من العناصر، تتجلى في السناريو والكاستينغ ثم الإخراج، مبرزا أنه “إذا اختلت أحد الركائز يفشل العمل”.

ويضيف في الصدد ذاته: “السيتكوم يمكن أن ينجح في المغرب إذا توفرت فيه شروط الإضحاك، إلى جانب الاعتماد على ممثلي السيتكوم، خاصة ممن نجحوا فيه”.

وعما إذا كان المستشهر يتحكم في الأسماء الفنية التي تشارك في الأعمال التلفزيونية، خاصة برمضان، قال العلمي إنه “في بعض الأحيان يتحكم المستشهر، لكنها ليست قاعدة عامة، هي عادة اختيارات من المخرج والمنتج”.

ويعيد مسلسل “bag” جواد العلمي إلى التلفزيون من خلال أربع حلقات، بعد غياب مؤقت، وظهوره فقط في سلسلة “مداولة”.

وأعرب عن سعادته بمشاركته في هذا المسلسل بدور رجل شرطة يبحث عن الجريمة والمجرمين، إلى جانب استمرار حضوره في سلسلة “مداولة”.