تذكر الموت وما بعده على الدوام من أعظم أسباب صلاح
قيل لبعض العلماء - رَحِمَهُمُ اللهُ تَعَالَى -: فلان يتكلم فيك؛ فقال:
مَثَلَي ومَثلُه كمثل رجل حُمل لضرب عنقه، فقذفه رجل في الطريق فقال لنفسه:
أنت تُحمل للقتل تَسأل عمن يقذفك، وأنا سائر إلى الموت لا أدري متى
يأتيني أسأل عمن يتكلم فيّ؟ في الموت ما يشغلني عن ذلك.
* إذا حلّ الأنسُ بالله تعالى في القلب استنار وانشرح، وملئ
نورًا وفرحًا، حتى لا يأنس إلا بالله، وأسعدُ لحظاته الخلوة بالله، فحينها
تنقلب المحن في حقِّه إلى منح، والمصائبُ إلى مكاسب، ولا يلم شعث
القلوب شيء غير الإقبال على الله والإعراض عما سواه، فهناك يلم
شعثه، ویزول كدره، ویجد روح الحياة.
قال ابن القيم عن علم السلوك والرقائق وصلاح القلب
وطهارته: فوائد العلم بهذا الشأن لا تنحصر، فلا ينبغي أن تصغي إلى
من يثبطك عنه ويقول: إنه لا ينفع، بل احذره واستعن بالله ولا تعجز،
ولكن لا تغتر، وَفرْقٌ بين العلم والحال، وإياك أن تظن أن بمجرد علم
هذا الشأن قد صرت من أهله.