أكد الفنان القدير محمد المنصور أن الفنان يحتاج إلى مزيج من الموهبة والسلوك المتزن، فلا فائدة من الموهبة من دون أخلاق، ولا تكفي الأخلاق وحدها بلا موهبة واضحة.. جاء ذلك خلال استضافته في حلقة جديدة من برنامج الجوهر للتدريب الإعلامي هو البرنامج الأول من نوعه في المنطقة، وقد أطلقته أكاديمية لابا لوياك في عام 2020، بهدف تمكين الشباب العربي من أسس إعداد وتقديم حلقات حوارية ناجحة، وبعد ورش تدريبية مكثفة امتدت لأكثر من أسبوع، ركّزت على فنون الحوار والإعداد الإعلامي، وأشرفت عليها الإعلامية المتميزة رانيا برغوت، أصبح المتدربون مستعدين لخوض تجربتهم الإعلامية في محاورة الفنان القدير محمد المنصور.
وانطلقت الحلقة بترحيب بالضيف الكبير، أعقبته مقدمة من الأستاذة رانيا برغوت، التي قدمت المحاورين واحدًا تلو الآخر. بدأت المتدربة آية البيطار بمحور الذاكرة والهوية، حيث أعادت الضيف إلى ذكريات الطفولة، حيث استرجع حنينه للأيام الماضية. تحدث عن نشأته، وميوله إلى الابتعاد عن النزاعات والتوترات، وهو ما انعكس على توجهاته الفنية. كما روى كيف انتقل من عالم كرة القدم إلى المسرح، الذي أصبح شغفه رغم احتفاظه بحب الرياضة.
قدم المتدرب عبدالعزيز جراغ المحور الثاني من الحلقة زمن التحولات بين الماضي والحاضر. تناول الحديث تأثير الفن في حياة الضيف، ملهميه في المجال، وأبرزهم صقر الرشود ومنصور المنصور، الذين لعبوا دورًا محوريًا في مسيرته. وأضاف قائلاً: أرغب في اعتزال التمثيل في كل مرة أقف خلف ستارة المسرح، لكن بمجرد أن تُفتح الستارة، يختفي الخوف ويبدأ العشق.
من لبنان، وعبر الزووم، انضمت المتدربة لين الحسيني بمحور لحظات حرجة وقرارات مصيرية، حيث استهلت حديثها بالإشارة إلى الحضور القوي للفن الكويتي في شهر رمضان في لبنان وأمسياته الثقافية وعند سؤاله عن الأدوار التي رفضها وندم على ذلك، أجاب: نعم، دور البخيل في مسلسل بوهباش. رفضته في البداية، لكنني قبلت التحدي لاحقًا، وصنعت منه شخصية خفيفة الظل أحبها الجمهور بدلًا من أن يكرهوها.
وفي محور قدمه المتدرب يوسف العصفور، تم التطرق إلى أهم المحطات الفنية في مسيرة المنصور، ومنها تأديته دور الشيخ مبارك في مسلسل أسد الجزيرة، والذي اعتبره شرفًا كبيرًا، استلزم منه البحث والتعمق في المراجع التاريخية لإتقانه. كما تحدث عن تجربته مع نتفليكس في مسلسل الصفقة، مشيدًا باحترافية الإنتاج ودقته في منح كل مشهد حقه، وهو ما اعتبره تجربة متميزة مقارنة بالإنتاج الخليجي والعربي التقليدي. المتدرب بدر الاستاد تولى تقديم فقرة فلسفة وروحانيات، حيث بدأها بالسؤال عن فيلم ذئاب لا تأكل اللحم، الذي مُنع من العرض، وسأله إن كان نادمًا على المشاركة فيه.
أجاب المنصور بحزم: لم أندم! تلفزيون الكويت هو من أرسل لنا النص، لكن كل ممثل تسلم فقط دوره، ولم نكن نعلم بالمشاهد الإضافية التي أدت إلى المنع. وأحيي الرقابة، فوجود محظورات ضروري، رافضاً إعادة إنتاج المسرحيات القديمة، معتبرًا أن ذلك يعرضها للمقارنة غير العادلة، إلا إذا أُعيد إنتاجها بأسلوب حديث وعصري.
وفي حديث عن الفقدان، تحدث الفنان بمرارة عن فقده ثلاثة من إخوته وزوجته، مؤكدًا أن الصبر كان السلاح الوحيد لمواجهة الألم.
في آخر محاور الحلقة، قدمت المتدربة أنفال عبدالله فقرة الغرابة والتفرد، حيث شدد المنصور على أهمية أن يتميز الإنسان في كل ما يقوم به. كما تحدث عن المسرح السياسي، وقسمه إلى ثلاثة أنواع: مسرح ينطق بلسان السلطة، أشبه ببوق إعلامي، ومسرح محايد، يقف بين السلطة والجماهير، ومسرح ثوري، لكنه ليس بالمعنى التقليدي، بل ثوري في الفكر والمحتوى.
في نهاية الحلقة، أتيحت الفرصة للحضور لطرح أسئلتهم على الفنان محمد المنصور، قبل أن تقدم السيدة فارعة السقاف هدية تمير فلسطين- الطائر الوطني لدولة فلسطين تكريمًا لمسيرته الفنية والثقافية الرائدة كما تم توزيع شهادات المشاركة على متدربي البرنامج، واختُتم اللقاء بالتقاط الصور التذكارية.