طائرة Gulfstream G500.. رفاهية رحبة وتقنيات رائدة
طائرات دبي - الرجل 24 فبراير 2025
تمثل Gulfstream G500 قفزة إلى الأمام في مجال تصميم قمرة القيادة وواجهة التحكم في الطيران، وهي خطوة جريئة لشركة تصنيع محافظة مثل Gulfstream، ولكن هذا الأمر الذي قد لا يشعر بأهميته سوى الطيار ليس كل شيء تتمتع به هذه الطائرة، إذ إنها تستفيد أيضًا من معادلة البدن العريض الذي يوفر مساحات رحبة للركاب في المقصورة الخاصة بهم والسرعات العالية التي تتمكن الطائرة من الوصول إليها.
رحابة معززة وسرعات عالية
مع مقصورة ركاب بعرض 2,31 متر وطول 14,40 متر، وارتفاع 1,87 متر فإن طائرة G500 تتسع لثمانية ركاب. ومع هؤلاء الركاب الثمانية وطاقم يتألف من ثلاثة أشخاص تتمكن الطائرة من اجتياز مسافة 4400 ميل، أو 8148 كيلومترًا على سرعة مرتفعة نسبيًّا تبلغ 600 عقدة. أما عند الحاجة لاجتياز مسافة أطول فيمكن عندها خفض السرعة قليلًا والاكتفاء بـ 566 عقدة والوصول إلى مدى يبلغ 5200 ميل، أو 9630 كيلومترًا.
تحمل G500 تراث Gulfstream وتمضي به إلى الأمام، إذ تحتفظ بتصميم الذيل على شكل الحرف T والجناح الانسيابي، ولكنها تتضمن أيضًا معدات الهبوط المتطورة المماثلة لما يتوافر لدى الشقيقة الأكبر G650. هذا ويعد جناح G500 أول مجموعة أجنحة لشركة Gulfstream يجري تصنيعها داخليًّا لدى مصانع الشركة.
في حين تتميز مقصورة الركاب التي سنأتي على ذكرها لاحقًا بأحدث ما توصلت إليه صناعة الطائرات من تصميمات تعزز الراحة على متن الطائرة، فإنّ ما يميز G500 هي قمرة القيادة المتطورة التي تحتوي على منظومة Symmetry التي لم تكتفِ معها الشركة بمجرد استبدال عصيّ التحكم الجانبية النشطة (ACS) والشاشات العاملة باللمس بأدوات التحكم والإلكترونيات التقليدية، بل أمضى المهندسون قدرًا هائلًا من الوقت في تصميم المكونات الجديدة واختبارها لضمان أفضل المستويات العملية والتناسب مع متطلبات الطيران، علمًا أنّ العصي الجانبية (المعروفة أيضًا باسم أنظمة التحكم النشطة) مترابطة إلكترونيًا وتتحرك في انسجام، وهي أول تطبيق تجاري لهذا النوع من التقنيات بعد أن كانت حكرًا على الطائرات الحربية كـ F-35 Lightning II الشهيرة.
ودائمًا في سياق الحديث عن الأنظمة المتطورة، فإنّ التغيير الكبير مع منظومة Symmetry هو إضافة شبكة جديدة لتركيز البيانات (DCN)، التي تشكل العمود الفقري للشبكة الإلكترونية للطائرات النفاثة الجديدة. تربط شبكة تركيز البيانات جميع الأنظمة، ويمكن بسهولة مشاركة أي بيانات من هذه الأنظمة، ونشرها على شاشات العرض الملخصة واستخدامها للتحكم، ومراقبة صحة عمل الأنظمة وتحديد الاتجاهات. وتجري مراقبة أكثر من 15000 معطى، ليجري توزيعها عبر 14 جهاز توجيه مثبتة في مختلف أنحاء جسم الطائرة ومتصلة مع بعضها عبر كابل إيثرنت. وبذلك إذا حصل فشل في عمل أي جهاز موصول في شبكة تركيز البيانات، فإنّ البيانات تبقى متاحة لأنها تُنشر على أجهزة توجيه متعددة.
بذلك، وبفضل هذه الشبكة المتطورة، تكون عملية إضافة تجهيزات جديدة إلى الطائرة أبسط بكثير، كونه يمكن توصيلها بشبكة تركيز البيانات دون الحاجة إلى إضافة أسلاك جديدة. الميزة الكبيرة لشبكة تركيز البيانات هذه أنها تلغي ما مقداره 90 إلى 130 كيلوغرامًا من المكونات والأسلاك وتوفر مساحة إضافية لأثاث المقصورة.
من الداخل، تتمتع مقصورة G500 بمستويات رحابة ممتازة، وهذه الرحابة لم تتوافر فقط بسبب بدن الطائرة العريض نسبيًّا، بل أيضًا بسبب التوزيع الذكي للأثاث داخلها. ورغم أنّ عملية توزيع هذا الأساس يمكن أن تكون بالشكل الذي يرغب به المالك، فإنّ التوضيب القياسي الذي تأتي الطائرة به يوفر لها إمكانية استيعاب عدد كبير من الركاب القادرين على الجلوس فوق مقاعد مريحة ومكسوة بالجلد ذي النوعية الممتازة.