لا تُعدّ المبخرة مُجرّد عنصر زخرفي أو وسيلة للتعطير، بل هي رمز للضيافة العربية الأصيلة؛ عندما يدخل ضيف إلى منزل عربي، من المعتاد أن يقدم له المضيف فنجاناً من القهوة أو الشاي، مصحوباً برائحة البخور الطيبة. تهدف هذه البادرة إلى الإشارة إلى الترحيب والاحترام، فضلاً عن خلق شعور بالاسترخاء والراحة.
تُستخدم مباخر البخور أيضاً في الاحتفالات والمناسبات العربية التقليدية وفي يوم الجمعة، لخلق جو احتفالي، كما في المناسبات الوطنية، ولا سيما يوم التأسيس السعودي.

المباخر بين الماضي والحاضر

كانت مباخر البخور عنصراً أساسيّاً في الثقافة العربيّة التقليديّة لقرون. تُستخدم هذه المباخر الصغيرة ذات التصميم المُعقّد لإحراق أعواد البخور العطرة، فتطلق رائحة مُهدّئة وجذّابة الرائحة في الهواء. وجنباً إلى جنب مع الاستخدام العملي، تحمل مباخر البخور أهمّية أعمق في الثقافة، حيث ترمز إلى الضيافة العربية. ثمة أدلة تاريخية على استخدام البخور والعطور في مواقع أثرية منذ عام 3000 قبل الميلاد. لكن، يُعتقد أن مبخرة البخور الحديثة كما نعرفها اليوم نشأت في شبه الجزيرة العربية خلال القرن السابع عشر. في ذلك الوقت، كان البخور سلعة فاخرة مخصصة للأثرياء، وهو كان يُصنع من التوابل النادرة وباهظة الثمن، مثل العود وخشب الورد، والتي كانت تستورد من بلاد بعيدة. كانت مباخر البخور، بدورها، تُصنع بتصاميم وأنماط معقدة، وتتميز بالخطوط والزخارف الهندسية.
لم تُهدّد الحداثة المُمارسات والعادات التقليديّة للثقافات العربية؛ لعلّ أبرز ما يدلّ على ذلك هو استخدام مباخر البخور في المنازل المودرن، إذ يعيد ناس كثيرون اكتشاف متعة وأهمية إحراق البخور كوسيلة للتواصل مع تراثهم الثقافي. في هذا الإطار، يوضع قرص الفحم في المبخرة، مع إشعاله، فالبخور. ومع استخدام القليل من الأخير، يحصل المرء على رائحة أخف ودخان أقل.
ومع تطور المباخر، التي أصبحت كهربائية، وسهلة الاستخدام، مع إمكانية التحكم في درجة الحرارة والوقت لموقد البخور، لا تزال رائحة البخور تصدر من مجالس المنازل.

في إطار حفظ التراث، يتفنّن المُصمّمون في صنع المباخر، بالاستلهام من التراث السعودي، وهم يُضمّنون تصاميمهم أشكالاً وحروفاً، مع الاشتغال بالمواد، لا سيما الخشب والأكريليك، ببراعة، والنقش عليها. من بين التصاميم المميزة والمعاصرة للمباخر، تلفت مبخرة الحجر الرملي من نحت الفنانة السعودية نورة بوظو التي استلهمت عملها من أحد معالم العلا التاريخية.

وهناك مبخرة الأحرف العربية الأنيقة وسهلة الطي، من تصميم سعودي.

اكسسوارات منزلية

إشارة إلى أن المباخر عبارة عن اكسسوارات منزلية جذابة، وحضورها يؤدي أكثر من وظيفة، من تزيين المجلس وخلق جوّ هادئ، وإضافة لمسة من الأناقة، مع الإشارة إلى التمسك بالتراث، والتعبير عن الذوق الشخصي العائد إلى مالكة المنزل، كما حسن استقبال الضيوف.
مباخر (أو حوامل) البخور الحديثة والمعاصرة عبارة عن قطع بسيطة تعمل أيضاً كأشياء مستخدمة لإضفاء لمسة جمالية على أركان المنزل، سواء كانت رفاً في غرفة المعيشة أو طاولة أو مكتباً للدراسة.
بالإضافة إلى أعمال المصممين، والعلامات التجارية المرموقة التي تطرح تصاميم للمباخر مميزة في موادها وأشكالها ومذهلة لناحية الاستلهامات، هناك الكثير من مباخر البخور، بأسعار معقولة، توفر كلاً من الوظائف والأناقة. قد تكون الاكسسوارات المذكورة مصنوعة من السيراميك ذات أشكال بسيطة أو خيارات أكثر فنية ومرسومة يدوياً. وهناك تلك الخشبية، المصنوعة يدوياً غالباً، مع نقوش معقدة، ما يوفر جاذبية طبيعية وريفية. ولا يغفل عن ذكر المباخر المعدنية، بخاصة تلك المصنوعة من النحاس أو النحاس الأصفر، إذ تضيف أسطحها العاكسة لمسة من الرقي، وهي معروفة أنها تُعمّر طويلاً.

شروط السلامة عند التعطير بالبخور

• مهما كان نوع المبخرة، تأكدي من عدم وضعها على سطح غير مناسب وقابل للاشتعال، مثل الخشب أو القماش، فقد يؤدي القيام بذلك إلى نشوب حريق!يجب دائماً إحراق البخور على سطح مقاوم للحرارة.
• عند التسوق لشراء حامل للبخور، ابحثي عن اكسسوار مصنوع من مواد مقاومة للحرارة. عادةً لا تسخن الحوامل المصنوعة من الكريستال أو المعدن أو السيراميك كثيراً وهي أكثر أماناً للاستخدام.
• لا تتركي البخور دون مراقبة أبداً؛ إذا غادرتِ الغرفة، تأكدي من إطفاء البخور أولاً. قد يؤدي عدم القيام بذلك إلى نشوب حريق!
• إحراق البخور في غرفة نومك أثناء الرقود فكرة سيئة، فهو يعرضك لمواد كيميائية ضارة ويزيد من خطر إصابتك بمشكلات الجهاز التنفسي. إذا كنت تستمتعين برائحة البخور، حاولي إحراقه في غرفة المعيشة أو في منطقة جيدة التهوية بدلاً من ذلك. يمكن أن يساعد فتح النافذة أو تشغيل المروحة في تشتيت الدخان وتقليل تعرضك للمواد الكيميائية الخطرة. هناك طريقة أخرى لتحسين الهواء الداخلي وهي استخدام جهاز تنقية الهواء.
• إطفاء البخور لا يعني أنه من الآمن رميه في سلة المهملات. فقد لا يزال الجمر مشتعلاً ويتسبب بنشوب حريق! لمجرد التأكد من إطفاء البخور تماماً، يمكنك التخلّص منه في سلة المهملات.