مشكل الإعراب:
قوله: وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ:
أَنْ يُؤْتَى: أنْ والفِعل في تأويل مصدر (إيتاء)، متعلِّق بقوله: وَلَا تُؤْمِنُوا على حذْفِ حرفِ الجرِّ، والأصل: (ولا تؤمنوا بأنْ يُؤتى أحدٌ مثلَ ما أوتيتم إلَّا لِمَن تبِع دِينَكم)، فيكون في موضِع جَرٍّ أو نصْبٍ على الخلافِ في موضِع (أن) إذا حُذِف حرفُ الجرِّ، ويكون قوله: قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ جملةً اعتراضيَّة، أي: ولا تُظهروا إيمانَكم بأنْ يُؤتَى أحدٌ مثلَ ما أُوتيتُم إلَّا لأهل دِينكم دونَ غيرهم. وقوله: أَوْ يُحَاجُّوكُمْ: عطفٌ على أَنْ يُؤْتَى. والضَّميرُ في يُحَاجُّوكُمْ عائدٌ على أَحَدٌ؛ لأنَّه في معنى الجميعِ، أي: ولا تُؤمنوا لغيرِ أتْباعِكم؛ فإنَّ المسلمين يُحاجُّوكم عندَ ربِّكم بالحقِّ، ويُغالِبونَكم عندَ الله. وعلى هذا يكونُ قولُه: إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ مُستثنًى من شيءٍ محذوف، تقديرُه: ولا تُؤمِنوا بأنْ يُؤتَى أحدٌ مِثلَ ما أوتيتُم لأحدٍ مِن الناسِ إلَّا لأشياعِكم دون غيرِهم.
أو يكون قوله: أَنْ يُؤْتَى منصوبًا بفِعلٍ مُقدَّر يدلُّ عليه وَلَا تُؤْمِنُوا إلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ كأنَّه قيل: قل إنَّ الهُدَى هُدَى الله، فلا تُنكروا أنْ يُؤتَى أحدٌ مِثلَ ما أوتيتُم، فـ(لا تُنكروا) ناصبٌ لـ(أن) وما في حَيِّزها، وجازَ حذفُ العامل (فلا تُنكِروا)؛ لوجودِ ما يدلُّ عليه.
أو يكون هُدَى اللهِ بدلًا مِن الهُدَى الذي هو اسمُ إنَّ، ويكونُ خبر إنَّ: أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ، والتقدير: قل: إنَّ هدى الله أنْ يُؤتَى أحدٌ، أي: إنَّ هدى الله إيتاءُ أحدٍ مثلَ ما أوتيتُم، وتكون أَوْ بمعنى (حتى)، والمعنى: حتَّى يُحاجُّوكم عند ربِّكم فيَغلبوكم ويَدْحَضوا حُجَّتَكم عند الله، ولا يكون أَوْ يُحَاجُّوكُمْ معطوفًا على أَنْ يُؤْتَى وداخلًا في حيِّز (أن). وفي هذه الآيةِ أقوالٌ أخرى كثيرةٌ .